آنا كاترين بيرغر: من صراع السرطان إلى بطلة أوروبا

بطولة أوروبا للسيدات المقامة حاليًا في سويسرا تواصل تقديم مشاهد مؤثرة ومباريات مشوقة، تؤكد أن كرة القدم النسائية لم تعد "حكاية جانبية"، بل واقع نابض بالجماهيرية، والأداء الراقي، والحكايات الملهمة.
واحدة من أبرز هذه القصص بطلتها حارسة مرمى المنتخب الألماني، آنا كاترين بيرغر، التي قادت منتخب بلادها إلى نصف النهائي بعد مباراة أسطورية أمام فرنسا.
مباراة لا تُنسى
في ربع النهائي أمام فرنسا، قدّمت بيرغر أداءً بطوليًا. تصدّت لتسديدة خطيرة في الوقت الإضافي، ثم وقفت كجدار منيع في ركلات الترجيح، حيث أنقذت ركلتين وسجّلت واحدة بنفسها، لتقود ألمانيا إلى نصف النهائي لمواجهة إسبانيا يوم الأربعاء.
"أنا أعيش أفضل أيامي، واليوم تأهلنا إلى نصف النهائي"، قالت بيرغر عقب المباراة، وهي تبتسم رغم الطريق الطويل والمليء بالتحديات.
قصة كفاح تتجاوز حدود الرياضة
ما يجعل تألق بيرغر أكثر تأثيرًا هو خلفية معاناتها الصحية. ففي عام 2017، أثناء احترافها في صفوف برمنغهام سيتي، شُخّصت بسرطان الغدة الدرقية، توقفت عن اللعب، خضعت لعلاج شاق، لكنها عادت إلى الملاعب بعد خمسة أشهر فقط.
وفي عام 2022، عاودها المرض خلال بطولة أوروبا، لكنها قاومته مجددًا، لتعود وتشارك بعد يومين فقط من نهاية البطولة، وبعد سبعة أشهر، تصدّت لركلتي جزاء في دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي أمام ليون، لتقصي حاملة اللقب وتثبت أنها لا تُقهر.
حاليًا، وفي سن الرابعة والثلاثين، تلعب بيرغر لنادي جوثام إف سي في الدوري الأمريكي، وتواصل تألقها بقميص المنتخب الألماني، الذي ساعدته مؤخرًا على الفوز بالميدالية البرونزية في أولمبياد 2024.
إرادة لا تنكسر
"كل ما حدث في 2022 أصبح من الماضي. أنا أتطلع إلى المستقبل"، قالت بيرغر بعد مباراة فرنسا، متجنبة الحديث عن المرض، ومركّزة على ما هو قادم، تلك الروح المقاتلة، والرغبة في النهوض بعد كل سقوط، تتجلى حتى في وشمها خلف الأذن، الذي يخفي أثر الجراحة: "كل ما لدينا هو الآن".
إشادة من الجميع
لوران بونادي، مدرب فرنسا، لم يتردد في الاعتراف بعد اللقاء: "ألمانيا كانت بطلة، وحارسة مرماها تصدت لكرات مذهلة"، إشادة مستحقة لحارسة لم تكن فقط نجمة المباراة، بل تجسيدًا حيًا لقوة الإرادة وصمود الإنسان.
إنها قصة تُثبت أن كرة القدم ليست فقط أهدافًا وتمريرات، بل ميدانًا للإنسانية، والإلهام، والانتصار على الألم.