إيفان روميو: رحلة ذهبية من أوروبا إلى قمة العالم في سباق الزمن
كانت قائمة المرشحين لخلافة لورنزو ميليسي، الفائز بكأس العالم العام الماضي في غلاسكو، طويلة ومليئة بالمواهب.
من بين الأسماء البارزة التي كانت تتنافس على العرش، راسموس بيدرسن، أليك سيجارت، أنطونيو مورجادو، جاكوب سودركفيست، جان كريستين، دارين رافيرتي، وغيرهم.
إلا أن إيفان روميو، الحائز على الميدالية الفضية في بطولة أوروبا تحت 23 سنة لعام 2023، كان ضمن تلك القائمة المرشحة للفوز.
لم تكن بداية روميو، العداء في فريق موفيستار، مثالية في التجارب الزمنية التي امتدت لمسافة 29.9 كيلومتراً من جوساو إلى زيورخ، حيث بدأ السباق بأداء أقل من المتوقع، ولكن مع تقدم الكيلومترات، تحسن أداءه بشكل ملحوظ.
في النهاية، تمكن من إنهاء السباق بزمن قدره 36 دقيقة و42 ثانية، متفوقاً بفارق 40 ثانية عن كريستين، مما وضعه في صدارة الترتيب بشكل مؤقت. هذه اللحظة كانت بمثابة إنجاز كبير في مسيرته.
ولكن الفرحة لم تدم طويلاً للسويسري، إذ سرعان ما تمكن روميو من انتزاع الصدارة بفضل أدائه المذهل في النصف الثاني من السباق، حيث بلغ متوسط سرعته 48.8 كم/ساعة على الطريق الذي يعتبر من الأكثر تحدياً.
رغم الظروف الصعبة في المراحل الأولى من السباق، حيث كان الطريق لا يزال مبللاً بعد هطول الأمطار، حافظ روميو على تركيزه وتحمل الضغوط.
ومع اقتراب السباق من نهايته، كان الترقب شديداً لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية أو سيكتفي بميدالية أخرى، ومع ذلك، لم يتمكن منافساه، سودركفيست وسيجارت، من تجاوز أدائه القوي في الكيلومترات الأخيرة.
وفي النهاية، انتهى السباق بتفوق روميو، حيث رافقه السويدي سودركفيست وكريستين على منصة التتويج.
بفضل هذا الأداء الرائع، أصبح روميو ثاني إسباني يفوز بالميدالية الذهبية في هذه الفئة بعد إيفان جوتيريز الذي حقق هذا الإنجاز في عام 1999.
ورغم أن إسبانيا ليست معروفة بتألقها في سباقات "الماعز"، إلا أن هذا الانتصار أعاد البسمة إلى الوجوه الإسبانية بوضع "كرونر" على قمة المنصة.
وعبر روميو عن سعادته الكبيرة قائلاً: "لا أعرف إذا كانت هذه مفاجأة، ربما تكون كذلك بالنسبة للبعض. بالنسبة لي، ربما تكون كذلك، لكنني سعيد. لقد عملت بجد لتحقيق ذلك.. قليل من الناس يعرفون مقدار ما عملت من أجله. لقد وصلت منذ 14 يوماً لرؤية الطريق مع والدي، وقد قمت بإعداده لعدة أيام. لكنك لم تكن تعرف أبداً في البداية، كان علي أن أفعل ذلك الهبوط الرطب... لكنني لم أتوقع أن أتمتع بهذه القوة في المرحلة النهائية. فكرت في عائلتي، في شعبي... فكرت، 'هيا، لم يتبق سوى 3 أو 4 كيلومترات...' أهديها إلى والدي، الذي كان يثق بي دائمًا وأخذ إجازة ليكون معي هنا ويتبعني. إنه أحد أسعد أيام حياتي كلها".
هذا الانتصار لم يكن فقط إنجازاً شخصياً لروميو، بل أكد أيضًا على رؤية فريق موفيستار، الذي أدرك موهبته وتعاقد معه لجني الفوائد. أما زميله الشاب ماركيل بيلوكي، في عامه الأول في هذه الفئة، فقد أنهى السباق في المركز 35 بفارق 3 دقائق و13 ثانية خلف بطل العالم الجديد.