استبعاد بطل الدوري السابق جوانجزو من الدوري الصيني
لن يلعب نادي جوانجزو إف سي، أنجح نادي في الصين، على المستوى الاحترافي الموسم المقبل بسبب فشله في سداد جزء كبير من ديونه الكبيرة.
ورفضت رابطة كرة القدم الصينية منح بطل الدوري الصيني الممتاز ثماني مرات الإذن بالمشاركة في كرة القدم المحلية الاحترافية عندما تبدأ الموسم الجديد.
ويعد هذا السقوط مذهل، ويجلب نهاية حقبة من الإنفاق الباذخ الذي دفعهم إلى لقبين في دوري أبطال آسيا في ثلاث سنوات في عامي 2013 و2015.
وخلال تلك الفترة الناجحة، احتلوا المركز الرابع في كأس العالم للأندية، ووافقوا على شراكة أكاديمية مع ريال مدريد وكشفوا عن خطط لبناء ملعب بسعة 100 ألف متفرج.
وبدأ الصعود السريع لنادي جوانجزو عندما اشترى مطورو العقارات تشاينا إيفرجراند النادي في عام 2010 عندما كان في الدرجة الثانية الصينية.
وأطلقت مجموعة الملكية الجديدة على الفريق اسم جوانجزو إيفرجراند واستثمرت بكثافة داخل وخارج الملعب، بما يتماشى مع طموحات الرئيس الصيني شي جين بينج لتحويل البلاد إلى قوة عظمى في كرة القدم يمكنها استضافة كأس العالم والفوز بها.
وتم تعيين المدرب الإيطالي الفائز بكأس العالم مارشيلو ليبي مدرباً للفريق في عام 2012، ونجح في قيادة الفريق للفوز بثلاثة ألقاب في الدوري الصيني وكأس الاتحاد الصيني ودوري أبطال آسيا.
وكان لويز فيليبي سكولاري، الذي قاد البرازيل إلى الفوز بكأس العالم في عام 2002، أكثر نجاحا، إذ فاز بسبعة ألقاب في عامين ونصف.
وكان لاعب وسط توتنهام وبرشلونة السابق باولينيو، والمهاجم الإيطالي السابق ألبرتو جيلاردينو، والمهاجم الكولومبي السابق جاكسون مارتينيز من بين النجوم الأجانب الذين وصلوا مقابل مبالغ كبيرة وأجور كبيرة بنفس القدر.
ولكن جوانجزو لم يكن الوحيدة الذي أنفق مبالغ ضخمة، وانتقل عدد كبير من اللاعبين الدوليين إلى الصين في إطار سعي الدوري الصيني الممتاز للتنافس مع فرق قوية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإسباني، والدوري الإيطالي، والدوري الألماني.
وانضم المهاجم البرازيلي هالك إلى نادي شنغهاي إس آي بي جي، الذي كان يدربه مدرب منتخب إنجلترا السابق سفين جوران إريكسون، مقابل 46 مليون جنيه إسترليني.
وتبعه بعد ذلك لاعب خط وسط تشيلسي أوسكار مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، بينما انتقل مهاجم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد السابق كارلوس تيفيز إلى شنغهاي شينهوا مقابل 40 مليون جنيه إسترليني.
وكان الجميع يتقاضون أجورا ضخمة، وفي عام 2016 قال مدرب تشيلسي أنطونيو كونتي إن الأموال التي تنفقها الأندية الصينية على اللاعبين تشكل "خطرا على جميع الفرق في العالم".
وأضاف مدرب أرسنال آرسين فينجر أن "الصين يبدو أنها تمتلك القوة المالية اللازمة لنقل الدوري الأوروبي بأكمله إلى الصين".
وفي عام 2019، ارتبط اسم جاريث بيل لاعب ريال مدريد، والذي كان في وقت من الأوقات أغلى لاعب في العالم، بالانتقال إلى جيانجسو سونينج مقابل أجر يبلغ مليون جنيه إسترليني في الأسبوع.
ولكن الأمور سرعان ما بدأت تتغير. فقد فرض الاتحاد الصيني لكرة القدم، الذي كان حذراً من الإنفاق المتزايد، "ضريبة الرفاهية" التي جعلت الانتقالات الضخمة باهظة التكلفة إلى حد لا يطاق.
كما تم تقديم سقف للرواتب وتم منع الرعاة من تسمية الفرق باسمهم، مما يعني إعادة تسمية نادي جوانجزو إيفرجراند إلى نادي جوانجزو لكرة القدم.
وكانت شركة إيفرجراند تعاني بالفعل من صعوبات مالية في تلك المرحلة، وفي عام 2021 تخلفت عن سداد الديون وسط أزمة عقارية أوسع نطاقًا في الصين والتي تفاقمت بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.
وأعلنت الشركة إفلاسها في عام 2022، مما أدى إلى دخول جوانجزو في أزمة، وتم إلغاء خططها الطموحة لبناء ملعب، وتم بيع اللاعبين، ما أدى إلى هبوطها في وقت لاحق من ذلك العام.
وبعد فشله في الصعود بصعوبة في موسم 2024، تم الآن رفض منح جوانجزو الإذن للمنافسة في الموسم المقبل بسبب مشاكله المالية المستمرة، ومع ذلك، لا يزال النادي يأمل في البقاء على قيد الحياة بشكل أو بآخر.
وقال نادي جوانجزو في بيان "نأسف لعدم تمكننا من تحقيق ذلك، ومن ثم نقدم اعتذارنا الصادق للجماهير والأشخاص من كافة مناحي الحياة الذين يدعمون النادي".
وأضاف "لن نغير نيتنا الأصلية وسنبذل قصارى جهدنا للتعامل مع العواقب ودعم تطوير كرة القدم الصينية وكرة القدم في جوانجدونغ وجوانجزو".