التحدي والطاقة والتحديات الجديدة.. سينر وألكاراز

سنة من التنس كانت من نصيب يانيك سينر وكارلوس ألكاراز، وكان لا بد أن تنتهي بهذه الطريقة.

وكانت المنافسة المثيرة الأخرى بين الثنائي البارز في جولة الرجال - هذه المرة مع الفوز بكأس نهائيات رابطة لاعبي التنس المحترفين التي تختتم الموسم - بمثابة ختام مناسب.

وبالنسبة لسيّنر المنتصر، ربما كان الفوز أهمّ قليلاً. يبدو أن الطريقة التي انهار بها الإيطالي الهادئ على ظهره احتفالاً بنقطة البطولة تُشير إلى ذلك.

وقال اللاعب الايطالي البالغ من العمر 24 عاما "أنا سعيد للغاية. كانت مباراة صعبة، لكن إنهاء الموسم بهذه الطريقة يعني لي الكثير".

ولم يكتف اللاعب الفائز بأربعة ألقاب كبرى بالدفاع عن الكأس المرموقة أمام جماهيره المتحمسة في تورينو، مختتماً موسماً مضطرباً فاز فيه ببطولة أستراليا المفتوحة وبطولة ويمبلدون، بل قضى ثلاثة أشهر على الهامش بعد إيقافه بسبب فشله في اختبارين للمنشطات.

ولكن الفوز بنتيجة 7-6 (7-4) و7-5 ضمن أيضًا سيطرة سينر على ألكاراز.

ورغم أن المتنافسين تقاسما بالتساوي ألقاب البطولات الأربع الكبرى هذا الموسم، إلا أن هناك شعورا بأن ألكاراز بدأ يكتسب اليد العليا بشكل طفيف في المنافسة التي أضاءت الرياضة.

وكان اللاعب الإسباني البالغ من العمر 22 عاما قد ضمن بالفعل صدارة التصنيف العالمي لنهاية العام قبل خوض نهائي يوم الأحد، بينما منحه أداء مهيمن في المباراة النهائية لبطولة أمريكا المفتوحة تقدما بنتيجة 10-5 على سينر في سجل المواجهات المباشرة بينهما.

وبعد خسارته في نيويورك، أدلى سينر بتصريح كاشف عندما اعترف بأنه بحاجة إلى مغادرة "منطقة الراحة" الخاصة به من أجل اختبار ألكاراز بشكل حقيقي.

وكما فعل عندما تغلب على ألكاراز وفاز بلقب ويمبلدون بعد 35 يوما فقط من هزيمته في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة الملحمي، أظهر سينر قدرته المذهلة على التعافي ذهنيا من الهزائم الصعبة.

حتى خصمه يستطيع رؤية التحدي، وقال ألكاراز في كلمته التي ألقاها بعد حصوله على المركز الثاني في الملعب: "بعد كل خسارة - ليس لديك الكثير منها - تعود أقوى".

وأضاف "لقد أمضيت عامًا رائعًا وآمل أن تحصل على بعض الراحة وتكون مستعدًا للعام المقبل - لأنني سأكون مستعدًا."

وبينما كان يتحدث، أظهر ألكاراز ابتسامته المعدية التي ساعدته على اكتساب شعبية بين الجماهير على مستوى العالم، لكن لا تخطئ، كان هناك الكثير من النية وراء هذه الكلمات.

ويمكنك الرهان على أن ألكاراز وفريقه - بقيادة المصنف الأول عالميا سابقا خوان كارلوس فيريرو - سوف يقومون بتحليل دقيق لما يمكنهم تحسينه عندما يذهبون إلى ملاعب التدريب.

وهذا هو أحد العوامل المحددة لهذه المنافسة القوية: كلا اللاعبين يدفعان بعضهما البعض إلى مستويات أعلى.

وعندما يخسر المرء، فإن ذلك يؤدي إلى بحث عميق في نفسه والتركيز على ما يمكن تحسينه - خاصة عندما يلتقيان في المرة القادمة.

وقالت لورا روبسون، المصنفة الأولى عالميا سابقا بين لاعبات بريطانيا، والتي كانت تحلل المباراة لصالح شبكة سكاي سبورتس "هذا هو ما يثير حماسنا للغاية".

وأضافت "إنهم يظهرون أفضل ما في بعضهم البعض، وهم يدركون أن عليهم دفع بعضهم البعض والتحسين باستمرار للتغلب على بعضهم البعض."

وقال تيم هينمان المصنف الرابع عالميا سابقا إن مستوى سينر وألكاراز "مخيف" بالنسبة لمنافسيهما.

وأضاف "إنهم يدفعون بعضهم البعض إلى أعلى وأعلى، وأفضل وأفضل، ويحققون المزيد من التحسينات، والفجوة واسعة".

ومنذ بطولة أمريكا المفتوحة، ركز سينر على أن يكون أكثر عدوانية في إرساله - وهو ما أدى إلى كسر إرساله مرة واحدة فقط خلال مبارياته الخمس في تورينو - واللعب بتنوع أكبر.

وكان كلا الجانبين واضحين ضد ألكاراز، وعندما أتيحت لألكاراز فرصة الفوز بالمجموعة الأولى عند تقدم سينر 6-5، أرسل اللاعب الإيطالي إرساله الثاني بسرعة 117 ميلا في الساعة إلى ظهر منافسه لينقذ نقطة الكسر.

وتبع ذلك زوج من الإرسالات الأولى غير القابلة للرد، مما مكن سينر من فرض شوط كسر التعادل، والذي سيطر عليه بعد ذلك.

وفي المجموعة الثانية، ومع إصابة ألكاراز في عضلة الفخذ الخلفية والتي تطلبت ربطها، بدأ سينر في استخدام المزيد من الضربات الساقطة، وكان من اللافت للنظر تلك الضربة التي أنقذت نقطة كسر في الشوط السابع.

وكسر إرسال ألكاراز مرة أخرى في المباراة التي أثبتت أنها الأخيرة، مما يعني أن سينر رفع الكأس دون أن يخسر أي مجموعة.

وقال سينر، الذي مدد سجله الخالي من الهزائم داخل القاعة إلى 31 مباراة، في خطاب الفوز لألكاراز "أنت بالتأكيد لاعب أتطلع إليه".

وأضاف "لقد منحتني الكثير من التحفيز - وأنا بحاجة إلى هذا - في كل جلسة تدريبية بهدف كبير جدًا".

وتابع "آمل أن نراكم مرة أخرى في العام المقبل، وآمل أن تكون هناك معارك عظيمة تنتظرنا."

ومع ذلك، فإن الكلمات المبتذلة التي تبادلها الثنائي - اللذين يبدو أن هناك دفءًا حقيقيًا في علاقتهما - تشير إلى أنهما يتطلعان بالفعل إلى مواجهة بعضهما البعض مرة أخرى في موسم 2026.

كما أن الكثير من مشجعي التنس يتحمسون أيضًا لرؤية سينر وألكاراس يتواجهان مرة أخرى - ويأسفون على أن هذا لن يحدث مرة أخرى لمدة شهرين على الأقل.

وسيكون اللقاء في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، حيث يسعى سينر للدفاع عن لقبه في ملبورن ويسعى ألكاراز إلى أن يصبح أصغر رجل يكمل مسيرته في البطولات الأربع الكبرى، حلمهما.

وبناءً على الأدلة التي توصلنا إليها خلال هذا الموسم وهذه المواجهة الأخيرة، فمن المؤكد أن القليل من الناس قد يراهنون ضد هذا السيناريو.