الرقم القياسي العالمي الرابع عشر واللقب العالمي الثالث لدوبلانتيس

حقق صانع التاريخ أرماند دوبلانتيس رقمه القياسي العالمي الرابع عشر في محاولته الأخيرة بينما واصل النجم السويدي هيمنته في القفز بالزانة بالفوز باللقب العالمي الثالث على التوالي.

وظل الجمهور المتشوق في طوكيو في الملعب لفترة طويلة بعد انتهاء الأحداث الأخرى التي أقيمت مساء الاثنين لمشاهدة أعظم عداء في العصر الحديث وهو يصبح أول إنسان يتخطى حاجز 6.30 متر.

وتمكن اللاعب البالغ من العمر 25 عاما من الفوز بالميداليات الذهبية الثماني الأخيرة في مسابقة القفز بالزانة للرجال على مستوى العالم في المسابقات الداخلية والخارجية بعد انتصاره في العاصمة اليابانية.

وعند عودته إلى الملعب الذي حقق فيه أول نجاحاته الكبرى قبل أربع سنوات، امتلك دوبلانتيس لحظته الأخيرة في دائرة الضوء بكاريزمته وموهبته المذهلة.

وحسم البطل الأولمبي مرتين الميدالية الذهبية بتسجيله قفزة من أول لمسة على ارتفاع 6.15 متر، لينهي التحدي المثير للإعجاب الذي فرضه إيمانويل كاراليس - ثم رفع العارضة إلى سنتيمتر واحد أعلى من أي قفزة سابقة.

وهذا هو الاحترام الذي يحظى به من منافسيه، حيث احتفظ وصيف البطل اليوناني - الذي ارتفع إلى المركز الرابع في قائمة كل العصور في هذا التخصص وسط مطاردته لدوبلانتيس - بمروحة لمنافسه بين محاولتيه الأولى والثانية المتقاربتين بشكل مؤلم.

وبينما كانت كل الأنظار موجهة نحوه، تحول صمت التوقعات إلى تصفيق إيقاعي بناء على طلب دوبلانتيس بينما كان يستعد لمحاولته الأخيرة.

وانفجرت أجواء الملعب الوطني في اليابان عندما قفز من على الحصيرة بعد محاولته الناجحة وبدأ احتفالاته.

وقال دوبلانتيس للحشد الذي انتظر حتى الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي لمشاهدته وهو يسعى لتحقيق الرقم القياسي "إنه أفضل مما كنت أتخيل. أن أمنحكم هذا الرقم القياسي العالمي أمرٌ مذهل. أنا سعيدٌ للغاية".

والرقم القياسي العالمي الرابع الذي حققه دوبلانتيس في عام 2025 هو أكبر عدد من المرات التي نجح فيها في تحسين هذا الرقم خلال عام واحد في مسيرته المهنية، والتي يبدو أنها مستمرة بلا حدود في الأفق.

وقال الأسترالي كورتيس مارشال، الحائز على الميدالية البرونزية "كانت ليلة مذهلة، وكان الجمهور رائعا".

وأضاف "موندو من كوكب آخر - فهو يقوم بأشياء مذهلة، أشياء اعتقد الكثير من الناس أنها مستحيلة".

وتابع "لا أستطيع الانتظار لرؤية ما سيحصل عليه في المستقبل."

وأوضح دوبلانتيس، المعروف بلقب "موندو"، نواياه عند وصوله إلى النهائي. ورغم أنه كان يعلم أن أمامه الكثير ليبذله للفوز بالذهبية، إلا أن الرقم القياسي العالمي كان واردًا في هذه البطولة.

وحل الحديث عن الأرقام القياسية العالمية محل أي نقاش حول وجهة الميداليات الذهبية في مسابقة القفز بالزانة للرجال منذ أن نجح لأول مرة في خلافة الفرنسي رينو لافيليني كحامل الرقم القياسي العالمي بتسجيله 6.17 متر في فبراير 2020.

ومع عرض الاتحاد الدولي لألعاب القوى مكافأة قدرها 100 ألف دولار لتحقيق رقم قياسي عالمي، بالإضافة إلى 70 ألف دولار تم منحها للفائزين بالميداليات الذهبية في البطولة، لم يكن هناك نقص في الحافز لتقديم أداء جيد أمام جمهور عالمي آخر ينتظر بفارغ الصبر.

وفاز دوبلانتيس بالفعل بكل الميداليات الذهبية الكبرى المتاحة له، وفي العام الماضي أصبح أول رجل يحتفظ بلقب القفز بالزانة الأولمبي لمدة 68 عامًا في باريس 2024.

والآن أصبح الأمر يتعلق بعدد الأهداف التي سيصل إليها في النهاية - وربما الأمر الأكثر أهمية هو مدى الارتفاع الذي يمكنه الوصول إليه.

وقالت جيسيكا إنيس-هيل، بطلة السباعي الأولمبية السابقة، لقناة بي بي سي "لا أحد يعلم حدود دوبلانتيس. إنه يحقق إنجازات كبيرة في التدريب، ولكن من يدري إلى أي مدى سيصل؟ لديه بالتأكيد أرقام قياسية عالمية لسنوات".

وأضافت "لحظات كهذه تخطف الأنفاس. عندما تفكر في حجم الضغط الذي كان يتعرض له... إنه لاعب استثنائي، ويرسم مستقبل هذه الرياضة".

وتابعت "السرعة والمهارة الرياضية المطلوبة - هناك العديد من العناصر. إنه حدث يصعب إتقانه".

وحطم دوبلانتيس رقمه القياسي السابق بتسجيله 100 قفزة فوق ستة أمتار في فوزه بلقبه الثالث في بطولة العالم داخل الصالات في مارس الماضي، وهو ارتفاع تم تسلقه من قبل 28 شخصًا آخر فقط عبر التاريخ.

وكان أقرب منافس لدوبلانتيس هذا الموسم هو كاراليس، الذي على الرغم من تحسين رقمه الشخصي إلى 6.08 متر، فإنه يتأخر عنه بفارق 22 سنتيمترا.

ويمدد فوزه في اليابان سلسلة انتصاراته إلى 37 بطولة، والتي بدأت منذ يوليو 2023.

ولم يخسر السويدي المولود في الولايات المتحدة، والذي اختار تمثيل وطن والدته، أي نهائي كبير منذ بطولة الدوحة عام 2019، حيث خسر أمام الأمريكي سام كيندريكس في النهائي عندما كان مراهقا.

ومن المقرر أن تقام هذه البطولة للمرة الأولى في بودابست العام المقبل لسد الفجوة بين المسابقات العالمية، في حين من المتوقع أن يظل دوبلانتيس وجه هذه الرياضة لسنوات عديدة قادمة.

وقال ستيف كرام، بطل العالم السابق في سباق 1500 متر "كنا نقول إن وجود يوسين بولت هنا ضروري لجذب الاهتمام إلى ألعاب القوى. دوبلانتيس نجم خارق، ويتجاوز حدود هذه الرياضة".

وأضاف "القفز بالزانة يجذبك، ولهذا السبب يُعد أرماند رجل استعراض. ​​فهو من ينظمه، إنه أمر رائع بالنسبة للرياضة وأتمنى أن يواصل ارتفاعه لفترة طويلة."