المنتخب الجزائري يستقبل لوكا زيدان: تعزيز أم انتهازية؟

قبل ثلاثة أشهر من انطلاق كأس الأمم الأفريقية، غيّر لوكا زيدان جنسيته الرياضية ليُمثّل المنتخب الجزائري، في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير "ثعالب الصحراء".
كان هذا الإعلان كافيًا لإحياء آمال ملايين مشجعي "الخُضر"؛ إذ قرر أحد أبناء الأسطورة زين الدين زيدان تمثيل الجزائر، غير أن هذا القرار لم يُقابل بالإجماع.
اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا، والذي سبق أن لعب للمنتخبات الفرنسية في الفئات السنية، حصل يوم الجمعة على موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للانضمام رسميًا إلى المنتخب الجزائري، بلد أصول عائلته.
لوكا زيدان تدرّب في أكاديمية ريال مدريد ويلعب حاليًا مع نادي غرناطة في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
البحث عن خليفة مبولحي
تعيش الجزائر مرحلة انتقالية حرجة في مركز حراسة المرمى، في ظل غياب بديل حقيقي للأسطورة رايس مبولحي، الذي خاض 96 مباراة دولية.
ويقول أحد خبراء الكرة الجزائرية: "منذ عام 2022، ورغم وجود محاولات لخلافة مبولحي، لم يظهر بديل مستقر. في وقت ما، تولّى أنتوني ماندريا، حارس كاين، المهمة مؤقتًا، لكن بعد هبوط فريقه إلى الدرجة الثالثة، تعقّدت الأمور. حالياً، يتولى ألكسندر غندوز، حارس مولودية الجزائر، المسؤولية، لكن المنافسة في هذا المركز لا تزال محدودة. لذلك، فإن قدوم لوكا زيدان، حتى وإن كان يلعب في الدرجة الثانية، قد ينعش المنافسة".
"انتهازية؟"
يقول الصحفي مهدي ضحاك: "من المفاجئ إلى حد ما أن يختار لوكا المنتخب الوطني الآن، خاصة مع اقتراب كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم. لا شك أن البعض سيرى في الأمر انتهازية".
وقد ضمنت الجزائر مشاركتها في كأس الأمم الأفريقية القادمة بالمغرب (من 21 ديسمبر إلى 17 يناير)، كما تسير بثبات نحو التأهل لمونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. هذا ما جعل توقيت إعلان لوكا زيدان يثير الكثير من التساؤلات.
وفي هذا السياق، علّقت صحيفة *غازيت دو فينيك* بالقول: "نأسف لهذا التوقيت، خاصة أن لاعبين آخرين بذلوا جهدًا كبيرًا خلال التصفيات لضمان التأهل إلى كأس العالم. من الواضح أن هذا الحدث هو الذي عجّل بقرار لوكا زيدان، ويبدو أن اختياره توقيتًا *"مهنيًا"* إن لم يكن انتهازيًا بشكل واضح".
أما صفحة *JDZ Football*، التي يتابعها أكثر من 150 ألف شخص على منصة X، فقد عبّرت عن شكوكها أيضًا "تغيير الجنسية الرياضية في سن 27... هل هو مجرد انتهازية؟".
انتقادات واسعة
من جهته، قال ياسين، مدير صفحة "أروباس دزاير" لموقع "فوت ميركاتو": "بناءً على التفاعلات التي رصدناها، سواء على منشوراتنا أو على منصات أخرى، هناك انتقادات كبيرة لقرار انضمامه إلى المنتخب. كثيرون يعتبرون أنه جاء في وقت متأخر، وأن أداءه مع غرناطة لا يبرر استدعاءه. كما يشعر بعض المتابعين أن حراسًا محليين مثل بنبوت، بوسدر، وحديد لا يُمنحون فرصتهم العادلة".
التاريخ قد يعيد نفسه
مع ذلك، يذكّر مهدي ضحاك بحالة مشابهة: "كثيرون ينسون أن رايس مبولحي انضم إلى المنتخب الجزائري قبل مونديال 2010 مباشرة، ثم أصبح أحد أبرز الحراس في تاريخ الجزائر".
ويُضيف "إذا ساهم لوكا زيدان في تتويج الجزائر بلقب كأس الأمم للمرة الثالثة، فسيُغفر له كل شيء سريعًا".