برشلونة ينجح في تخفيف عقوبة الاتحاد الأوروبي

خلال الأشهر الأخيرة، اضطر نادي برشلونة إلى تفعيل قدراته الدبلوماسية لتخفيف وطأة العقوبات التي فرضها عليه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، على خلفية "الرافعات الاقتصادية" التي فعّلها صيف 2022، والتي حسّنت نتائجه المالية في موسم 2022-2023.
في ذلك الصيف، باع النادي 10% من حقوق البث التلفزيوني لمباريات الفريق الأول لمدة 25 عامًا لشركة "سيكث ستريت" مقابل 207.5 مليون يورو، قبل أن يبيع 15% إضافية مقابل 315 مليون يورو لنفس الشركة.
ورغم موافقة رابطة الدوري الإسباني (لا ليغا) على هذه الصفقات، اعتبرها اليويفا غير مطابقة للمعايير المحاسبية، إذ رأى أنها لا تُعد "إيرادات تشغيلية" كما صنّفها برشلونة، بل "أرباحًا ناتجة عن تصفية أصول غير ملموسة".
نتيجة لذلك، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غرامة على النادي في عام 2024، ليلجأ برشلونة إلى محكمة التحكيم الرياضية (كاس)، لكنه أنهى القضية بدفع نصف مليون يورو.
لاحقًا، سعى اليويفا إلى فرض غرامة جديدة على النادي وصلت قيمتها، حسب ما علمت إدارة برشلونة، إلى 60 مليون يورو.
هذا ما دفع الإدارة، برئاسة خوان لابورتا، إلى فتح قنوات تواصل مباشر مع رئيس اليويفا ألكسندر تشيفرين، الذي أصبحت تربطه بلابورتا علاقة إيجابية بعد سنوات من التوتر، وقد جرت عدة لقاءات بين الطرفين، كان آخرها قبل يومين على هامش نهائي دوري الأمم الأوروبية.
دافع برشلونة بأن وضعيته القانونية تختلف عن أندية الشركات الرياضية المساهمة (SAD)، إذ لا يستطيع رفع رأس ماله كما تفعل الأندية الأخرى، ما يُصعّب عليه تعزيز ميزانيته بالطريقة التقليدية.
وأوضح النادي أن الرافعات المالية تمثل بديلاً مشروعًا في ظل هذا الهيكل القانوني، خاصة أنها حظيت بموافقة رابطة الدوري الإسباني المعروفة بتشدّدها في تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف.
بفضل هذا الدفاع والمفاوضات المكثفة، نجح النادي في تقليص الغرامة المقترحة من 60 مليون يورو إلى نحو 15 مليون يورو، بشرط التزامه مستقبلاً بقواعد اللعب المالي النظيف المعتمدة من قبل اليويفا ولا ليغا، أما في حال خرق هذه القواعد مجددًا، فستُفرض الغرامة الكاملة.
من الناحية المحاسبية، ترى إدارة برشلونة أن غرامة الـ15 مليون يورو ستُدرج كمصاريف استثنائية لا تؤثر على النتائج التشغيلية للنادي، وهو ما يُقلل من أثرها على الحسابات العامة.
ويجري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع اليويفا لتحديد الصيغة النهائية للغرامة والمتطلبات التنظيمية المستقبلية.
حضور لافت للابورتا في ميونيخ
من جهة أخرى، عبّر الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن ارتياحه لحضور خوان لابورتا مباراة نهائي دوري الأمم الأوروبية في ميونيخ، بدعوة من رئيس الاتحاد رافائيل لوزان.
وكان لابورتا الرئيس الوحيد من أندية دوري الدرجة الأولى الإسباني الذي لبّى الدعوة، في بادرة وُصفت بأنها تعكس تحسنًا في علاقات النادي مع المؤسسات الكروية.