بعد 4 سنوات من رحيله... لا أحد يُجيد ما كان يُجيده ميسي في برشلونة

ليو ميسي هو بلا شك أعظم من لمس كرة القدم عبر العصور، وبعد عقدين من التألق على أعلى المستويات، لا تزال موهبته فريدة ولم تفقد بريقها.
وقد أثبت النجم الأرجنتيني ذلك مجددًا الخميس في كأس العالم للأندية، حين سجل هدفًا رائعًا من ركلة حرة قاد به فريقه إنتر ميامي الأمريكي لتحقيق أول فوز رسمي له أمام خصم أوروبي، بورتو البرتغالي.
بهذا الهدف، وصل ميسي إلى الركلة الحرة رقم 68 في مسيرته، ليواصل تقدمه في القائمة التاريخية خلف بيليه (70 هدفًا) وجونينيو بيرنامبوكانو (77 هدفًا)، أسطورة الركلات الثابتة.
وفي برشلونة، لا يزال غيابه ملموسًا رغم مرور أربع سنوات على رحيله، إذ لم ينجح أي لاعب في تعويض براعته في تنفيذ الركلات الحرة.
الفراغ الفني الذي تركه ميسي
من بين الكثير من صفات ميسي الاستثنائية، تبقى دقته في الركلات الحرة أحد أبرز ما يفتقده برشلونة اليوم، فبينما يستعيد الفريق الكتالوني بريقه تدريجيًا بفضل جيل صاعد يقوده لامين يامال، يبقى تنفيذ الركلات الثابتة أحد نقاط الضعف.
منذ رحيل ميسي في صيف 2021، سجل برشلونة فقط ثلاثة أهداف من ركلات حرة مباشرة:
* فيران توريس ضد ريال بيتيس (16 سبتمبر 2023)، بعد 867 يومًا من آخر ركلة حرة لميسي أمام فالنسيا (3 مايو 2021).
* ليفاندوفسكي في مباراة فالنسيا (29 أبريل 2024).
* بابلو توري ضد إشبيلية (20 أكتوبر 2024) بهدف جاء بعد ارتداد كرة ثابتة.
في المقابل، وحده ميسي سجّل 50 هدفًا من ركلات حرة مع برشلونة، بمعدل مدهش يُظهر الفجوة التي خلفها في هذا الجانب.
لامين يامال... الأمل القادم؟
بحسب صحيفة *موندو ديبورتيفو*، يشعر لامين يامال بأنه مستعد لتحمّل مسؤولية تنفيذ الركلات الحرة، في انتظار قرار المدرب هانسي فليك.
ورغم موهبته اللافتة، فإن المقارنة بميسي تبدو ظالمة، لكنها تُظهر بوضوح أهمية وجود متخصص حقيقي في الكرات الثابتة داخل الفريق.
لمسة ميسي التي لا تُنسى
في موسم 2018-2019 وحده، سجّل ميسي 8 أهداف من ركلات حرة مباشرة، كما أحرز 7 أهداف في موسمي 2015-16 و2017-18، و5 في موسم 2019-20.
وكانت لديه مواسم سجل فيها 4 أو 3 أهداف من الكرات الثابتة، ما يبرز ثبات مستواه في هذا الجانب.
توزعت أهدافه الحرة مع برشلونة كالتالي:
* 39 في الدوري الإسباني
* 5 في دوري أبطال أوروبا
* 3 في كأس الملك
* 2 في كأس السوبر الأوروبي
* 1 في كأس السوبر الإسباني
برشلونة بعد ميسي: نجاح هجومي... ولكن!
رغم غياب ميسي، لم يتوقف برشلونة عن التطور. ففي الموسم الأخير، حقق الفريق ثلاثية محلية (الدوري، كأس الملك، كأس السوبر)، وسجّل 174 هدفًا في 60 مباراة، وهو ثالث أعلى معدل تهديفي في تاريخ النادي.
لكن، يبقى هناك مجال لتحسين التفاصيل الدقيقة، وأبرزها فعالية الركلات الحرة. فميسي، حتى وهو بعيد جسديًا، لا يزال حاضرًا بروحه، وتأثيره الفني الذي لم يُعوض بعد.