بينوا سانت دينيس: من ساحات القتال إلى مجد الـUFC

من الصعب تخيل أن بينوا سانت دينيس يعرف معنى الخوف.
المقاتل الفرنسي، الذي خدم خمس سنوات في الجيش الفرنسي ونال أوسمة شرف مثل وسام امتنان الأمة وصليب المقاتلين، اعتاد مواجهة الأخطار في أقسى الظروف قبل دخوله عالم القتال داخل المثمن.
اليوم، يستعد "إله الحرب" لمواجهة بينيل داريوش، المقاتل الأمريكي من أصل إيراني، في نزال حاسم ضمن فئة الوزن الخفيف التي يتربع على عرشها إيليا توبوريا. هدف سانت دينيس واضح: مواصلة الصعود نحو القمة.
وُلد سانت دينيس في نيم الفرنسية عام 1995، في عائلة تجمع بين الصرامة والتعليم؛ فوالده ضابط يتمتع بخبرة في الجودو ووالدته معلمة.
نشأ في بيئة يسودها الانضباط وحب الرياضة، فبدأ بالجودو حتى نال الحزام الأسود، ثم جرّب كرة القدم والرجبي قبل أن يجد شغفه الحقيقي في فنون القتال المختلطة.
لاحقًا، أضاف إلى سجله الحزام الأسود في الجوجيتسو البرازيلي، وهو ما ساعده على تحقيق 11 فوزًا بالاستسلام من أصل 15 انتصارًا في مسيرته الاحترافية.
على خطى والده، التحق سانت دينيس بفوج المظليين في مشاة البحرية الفرنسية، حيث شارك في عمليات خاصة في مالي ودول إفريقية أخرى ضد جماعات إرهابية مثل بوكو حرام.
خدم حتى عام 2019، تاركًا بصمته على جسده بوشوم ترمز لتلك المرحلة، منها خنجر القوات الخاصة وصليب فرسان الهيكل.
بعد تقاعده العسكري، واصل ارتباطه بالجيش عبر دعم فرق الـMMA العسكرية والمشاركة في حملات لمساندة الجنود الجرحى. كما عمل مع شركة أمنية متخصصة، ما يعكس طبيعته المنضبطة والمقاتلة.
حين أنهى خدمته العسكرية، وضع لنفسه هدفًا طموحًا: بلوغ قمة عالم الـMMA خلال عامين. بدأ مسيرته الاحترافية بانتصارات متتالية بالتثبيت، قبل أن يجذب أداءه أنظار منظمة UFC.
رغم خسارته الأولى أمام إليزيو زاليسكي في أبوظبي، عاد بقوة محققًا خمسة انتصارات متتالية، من بينها مشاركته في أول حدث لـUFC في باريس عام 2022.
بعد عام صعب في 2024 شهد خسارتين أمام داستن بوارييه وريناتو مويكانو، استعاد سانت دينيس مستواه في 2025، محققًا انتصارين متتاليين ومستقبلًا طفله الثاني.
الآن، يتطلع إلى الفوز على داريوش في نيويورك، ما قد يدخله ضمن العشرة الأوائل في فئة الوزن الخفيف.
رحلة "إله الحرب" مستمرة، ولا يبدو أنه ينوي التوقف قبل أن يحقق كل المجد الذي يسعى إليه.








