جونسون تومسون: لا أرى أنها قصة تعويض

بالنسبة لكاتارينا جونسون تومسون، فهذه ليست مهمة تعويض، وكانت تجربة طوكيو السابقة التي عاشتها اللاعبة البالغة من العمر 32 عاما من بين أسوأ اللحظات التي مرت بها، ولكنها تعافت منذ ذلك الحين إلى مستويات كانت تبدو مستحيلة في السابق.

وقبل أربع سنوات في العاصمة اليابانية، في ملعب بلا روح وبدون متفرجين وسط جائحة فيروس كورونا، تحطمت آمال جونسون تومسون في المشاركة في مسابقة السباعي الأولمبية بسبب إصابة خلال سباق 200 متر.

وكما فعلت في ذلك اليوم، فقد نهضت من جديد وواصلت مسيرتها، وعادت بطلة للعالم مرتين وحائزة على الميدالية الفضية الأوليمبية.

وقال جونسون تومسون لهيئة الإذاعة البريطانية "من المحتمل أن يكون ذلك في ذهني، ربما في سباق 200 متر، لكنني لا أرى ذلك كقصة تعويض على الإطلاق".

وأضافت "أرى قصتي سعيدة الآن. أعلم أنني مررت بالكثير من اللحظات الصعبة، وهذه المسابقات كلها هدايا مجانية لي. أريد أن أرى الملعب ممتلئًا، أريد أن أرى اليابان على حقيقتها. أنا متحمس جدًا للعودة".

ورفضت كاتارينا جونسون تومسون المساعدة الطبية وعبرت خط النهاية في سباق 200 متر دون مساعدة بعد تعرضها لإصابة في الساق أنهت مشاركتها في أولمبياد طوكيو 2020.

وفي خضم النشوة التي شعرت بها بعد حصولها على الميدالية الفضية الأولمبية، والتي شعرت بأنها مثل الذهبية في رابع دورة ألعاب أولمبية لها في باريس، أعربت جونسون تومسون أيضًا عن ارتياحها.

وكانت مستعدة للتوقف عن ممارسة الرياضة عندما أصيبت بالإرهاق الذهني بعد أولمبياد ريو 2016، لكنها حققت إمكاناتها العالمية بالفوز بأول ميدالية ذهبية لها في بطولة العالم في الدوحة بعد ثلاث سنوات.

وبعد أن عانت من إصابة بدنية في أعقاب دورة طوكيو، وبعد أن تعافت من قطع في وتر أخيل هدد مسيرتها المهنية في ثمانية أشهر فقط للوصول إلى خط البداية، عادت إلى قمة هذه الرياضة بميدالية ذهبية عالمية ثانية قبل عامين.

وسقطت القطعة الأخيرة من اللغز في مكانها عندما أكملت رحلتها الشاقة إلى منصة التتويج الأولمبية - على بعد ثانيتين فقط من الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 800 متر الختامي - ومع ذلك تركت جونسون تومسون مع شعور لم تكن تتوقعه.

وقالت "لقد كان الأمر غريبًا لأنه في كل مرة كنت أشارك فيها في الألعاب الأولمبية، كنت أعود منها حزينة للغاية".

وأضافت "هذه المرة كنت سعيدًا بكل ما فعلته، وحصلت على الميدالية لإثبات ذلك، ولكنني ما زلت أشعر بنفس الشعور بالحزن".

وتابعت "الآن، الرحلة مهمة جدًا بالنسبة لي. ما أفعله، ومع من أفعله على طول الطريق، والذكريات التي أصنعها. أعتقد أنني كنت أحزن على رحلة الاستعداد لأولمبياد باريس، لأنها كانت تجربة رائعة".

وأردفت "كان التعمق في الأمر، والإيمان بشيء ما، ورؤيته يتحقق أمرًا أسعدني للغاية. لكن الآن انتهى الأمر، وأصبح السؤال: ماذا سنفعل بعد ذلك؟".

وأوضحت "الحزن الذي انتابني بعد ذلك كان شيئًا لم أكن أتوقع حدوثه لو سارت الأمور على ما يرام. الأمر لا يتعلق بالميداليات فحسب، بل يتعلق أيضًا بإحساس بالهدف".

وتستعد جونسون-تومسون للمشاركة في بطولة العالم السابعة لها - والتي تقول إنها رقم حظها - وهي لا تشعر حاليا بأن إحساسها بالهدف في هذه الرياضة يتزعزع.

وستتنافس مرة أخرى مع البطلة الأولمبية البلجيكية ثلاث مرات نافي ثيام على الميدالية الذهبية العالمية، حيث تسعى كلتا الرياضيتين إلى الفوز بلقب عالمي ثالث.

والأمريكية آنا هول من بين المتنافسات على الميدالية الذهبية أيضًا. سجّلت اللاعبة البالغة من العمر 24 عامًا ثاني أعلى مجموع نقاط على الإطلاق، محققةً 7032 نقطة في غوتزيس في يونيو، خلف مواطنتها جاكي جوينر-كيرسي فقط.

وقالت جونسون تومسون "ألعاب القوى كانت دائمًا حياتي، لذلك من الصعب بالنسبة لي أن أرى أي شيء آخر".

وأضافت "إذا كنتُ تنافسيًا، فسأستمر في المنافسة لأطول فترة ممكنة. أما إذا لم أكن كذلك، فربما لن أستمتع بها، وربما سأقول: حان وقت الرحيل".

وتابعت "لم أكن في أي وقت بعد الألعاب الأولمبية أفكر في الاعتزال، على الرغم من أنني بحلول نهاية جلسات الـ 800 متر كنت أقول لمدربي هذه هي المرة الأخيرة التي ستراني فيها، لن أفعل هذا مرة أخرى أبدًا".

وأردفت "لكنني أعلم في أعماقي أن هذا هو ما أريد القيام به."

وبالنسبة لجونسون تومسون، التي يتولى تدريبها أستون مور، فإن "هذا العام لم يكن الأفضل" من حيث استعداداتها لأولمبياد طوكيو، مع فترات مشجعة من التدريب تقطعت بسبب إصابات طفيفة".

وفي الوقت نفسه، استغرقت منافستها ثيام 12 شهراً للعودة إلى المنافسات بعد الألعاب الأولمبية في أغسطس/آب - لكن جونسون تومسون أصرت: "لا يمكنك استبعاد نافي في أي وقت، على الإطلاق".

وأضافت "ستكون منافسة شرسة، ومن المثير أن تشتد المنافسة في السباعي بهذه الطريقة".

وكان جدول السباعي في طوكيو مثار حديث بين الرياضيين، حيث حددت جونسون-تومسون نقاط الضعف المحتملة بين القفز العالي ودفع الجلة وسباق 200 متر في فترة مكثفة استمرت ثلاث ساعات بعد رفع الستار عن سباق 100 متر حواجز مساء الجمعة.

ولكنها تعتقد أن هذه المطالب سوف تبدو مألوفة ومريحة - لأكثر من سبب، وقالت "يبدو الأمر مثل العودة إلى الجذور، عندما اعتدت أن أركض مع فريق ليفربول هارييرز وأقوم بتبديل المسامير بين الأحداث".

وأضافت "إنه يشبه إلى حد ما الجدول الزمني لبطولة العالم في الدوحة أيضًا، وأتمنى لو أنهم منحونا فرصة للنوم في اليوم الثاني، على أية حال."