حياة كريستيانو في سن لامين

رغم أن المقارنات قد تكون ظالمة أحيانًا، فإنها ضرورية في بعض السياقات. وما سيكشفه الزمن هو ما إذا كان لامين يامال قادرًا على مجاراة كريستيانو رونالدو — أو حتى تجاوزه — في مسيرته الكروية.
غير أن المقارنة الحقيقية في هذه اللحظة لا تتعلق بالإنجازات على أرض الملعب، بل بالواقعين المختلفين اللذين عاشهما كلاهما في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة.
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، باتت الحياة اليومية للاعبين مكشوفة للجمهور، من الهوايات إلى العطلات والعلاقات الشخصية.
وهنا يظهر التباين الكبير بين الجيلين: لامين يامال يعيش في دائرة من الأضواء والمتابعة الإعلامية المستمرة، بينما قضى كريستيانو رونالدو في مثل سنه سنوات في الظل، بعيدًا عن الشهرة.
تقرير بثته قناة *سبورت* سلّط الضوء على حياة كريستيانو في بداياته، حيث كان يعيش في سكن داخلي ويستخدم وسائل النقل العامة، ولا يزال ضمن فرق الشباب في سبورتينغ لشبونة، كان واقعًا بسيطًا ومتواضعًا، لا علاقة له بالحياة الفارهة التي يعيشها نجوم اليوم، مثل يامال.
في مقتطف نادر من تلك المرحلة، قال كريستيانو: "لا أقضي وقتًا طويلًا في السكن. أعود فقط للنوم ثم أخرج في نزهة. لا أبقى هنا طويلًا".
ثم سأل زميله في السكن عن سعر جهاز ألعاب فيديو، قائلاً: "لديّ واحد في المنزل، لكنه غالٍ جدًا. كم كان سعره؟"*.
ورغم بُعده وقتها عن الملايين التي سيجنيها لاحقًا، تحدّث عن دخله المتواضع: "أحصل على 200 إلى 300 يورو. أمي تدير المال، تودعه في البنك، وإذا احتجت شيئًا تطلبه لي".
إنه واقع عام 2001، الذي يبدو الآن وكأنه من زمن مختلف. ومع أن نضوجه جاء متأخرًا، استطاع كريستيانو بناء واحدة من أعظم المسيرات في تاريخ كرة القدم.
أما لامين يامال، الذي يلمع اسمه بالفعل بين نخبة لاعبي العالم، فعليه الآن أن يثبت أن بدايته المبكرة ليست سوى مقدمة لقصة نجاح طويلة — في سنٍ كان فيها كريستيانو لا يزال يحلم بفرصته الأولى.