رحيل كلاي تومسون عن ووريورز: نهاية حقبة وبداية جديدة

شكل رحيل كلاي تومسون عن فريق جولدن ستيت ووريورز نهاية لحقبة ذهبية من أنجح فترات الفريق في تاريخ دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA).
بعد 13 موسمًا، وأربع بطولات، ولحظات خالدة، قرر تومسون طيّ الصفحة والمضي قدمًا في مسيرته.
ورغم أن خروجه بدا حتميًا للبعض، إلا أن وراء القرار ثلاثة أسباب رئيسية قادته إلى مغادرة الفريق الذي أصبح اسمه مرادفًا لنجاحه.
1. مفاوضات عقيمة لم ترتقِ لتاريخه
أكبر دوافع تومسون للرحيل كانت الطريقة التي سارت بها مفاوضات عقده مع الإدارة. على عكس زميليه ستيفن كاري ودرايموند جرين، لم يحظَ بنفس الأولوية.
حصل كاري على معاملة النجم الأول، وجرين على تمديد مجزٍ لأربع سنوات بقيمة 100 مليون دولار، بينما كانت محادثات تومسون ضبابية ومترددة.
وبعد تتويج الفريق بلقب 2022، ركزت الإدارة على تأمين عقود اللاعبين الأصغر سنًا، مثل جوردان بول (4 سنوات بـ128 مليون دولار) وأندرو ويجينز (4 سنوات بـ109 ملايين دولار). أما تومسون، الذي توقع التزامًا يعكس تاريخه ومكانته، فواجه عرضًا أقل بكثير وتراجعًا في الدور.
2. دور متراجع ووقت لعب أقل
في موسمه الأخير مع الفريق، شهد تومسون تغيرًا مؤلمًا في دوره، إذ وجد نفسه على مقاعد البدلاء لأول مرة منذ موسمه الأول.
هذا التغيير كان صعبًا على لاعب فخور ساهم لسنوات في نجاح الفريق، خصوصًا بعد معاناته الطويلة مع إصابتين كبيرتين: تمزق الرباط الصليبي في 2019، وتمزق وتر أخيل في 2020.
ورغم عودته القوية، بدأ وقت لعبه يقل، وقلّت مشاركته في اللحظات الحاسمة. جاء ذلك نتيجة بروز لاعبين أصغر سنًا وتراجع فعاليته الدفاعية، خصوصًا مع انخفاض سرعته الجانبية.
لم يكن تومسون مجرد رامي مميز، بل كان يُعرف بقدرته الدفاعية، لذا فإن تراجع هذا الجانب شكل له ضربة إضافية.
3. عرض أخير "غير محترم"
العرض النهائي الذي قدمه ووريورز لتومسون كان تمديدًا لعامين بقيمة 24 مليون دولار سنويًا.
ورغم أن المبلغ يبدو كبيرًا، إلا أنه لم يرقَ لتوقعات تومسون ولا لمستوى عقود زملائه، ما جعله يشعر بعدم التقدير.
كان يبحث عن التزام أطول يوفر له الاستقرار المالي ويؤكد مكانته كركيزة للفريق، لكنه لم يجد ذلك في غولدن ستيت.
وجد ما يبحث عنه في دالاس، حيث وقّع عقدًا لثلاث سنوات بقيمة 50 مليون دولار مع المافريكس، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته إلى جانب نجوم مثل كايري إيرفينغ وأنتوني ديفيس بعد رحيل لوكا دونتشيتش.
بالنسبة لكلاي، لم يكن القرار مجرد مسألة أرقام، بل شعور بالاحترام والرغبة في أن يكون جزءًا أساسيًا من مشروع طموح، وقد أظهر له دالاس ذلك، ومنحه فرصة جديدة للتألق والمنافسة على بطولة أخرى.