رفائيل نادال يودع التنس برسالة مؤثرة: 30 عامًا من العطاء والإنجازات
اعتزل رفائيل نادال التنس الاحترافي في بطولة كأس ديفيز الأخيرة في مالقة، ليُنهِي بذلك مسيرة امتدت لعقدين من الزمن، حافلة بالإنجازات الأسطورية.
طوال مسيرته، فاز نادال بـ 22 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى، وخمسة ألقاب في "سالاد بوالز"، بالإضافة إلى ميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية، وغيرها من الألقاب العديدة.
وبفضل التزامه، موهبته، وشخصيته الفريدة، نال إعجاب جماهير التنس حول العالم.
بعد مغادرته ساحة المنافسة، أراد نادال أن يترك "هدية" أخيرة لجمهوره برسالة حميمة في The Players Tribune.
في هذه الرسالة، يسترجع نادال ذكرياته عن طفولته وحكايات من مسيرته الطويلة، متأملًا في تجربته الرياضية وفي جوانب إنسانية أخرى من حياته.
يبدأ نادال رسالته قائلاً: "درس لا يزال في ذهني".
يروي عن حادثة في سن الثانية عشرة، عندما قرر الذهاب للصيد بدلاً من التدريب، وفي اليوم التالي خسر مباراة.
يقول: "أتذكر أنني كنت أبكي في السيارة، فقال لي عمي، الذي كان له تأثير كبير عليّ: 'لا بأس، هذه مجرد مباراة تنس، لا تبكي، فهذا ليس بالأمر الكبير. إذا كنت تريد الصيد، فسوف تخسر'. هذا الصوت الداخلي الذي سمعته في ذلك اليوم ظل يلازمني طوال حياتي. تعلمت أنه يجب عليّ التدرب اليوم وغدًا."
كما يتذكر نادال لحظة صعبة في سن السابعة عشرة عندما أصيب وأخبره الأطباء أنه قد لا يعود للتنس الاحترافي مرة أخرى.
ويقول: "أمضيت أيامًا عديدة في المنزل أبكي، لكن تلك التجربة كانت درسًا رائعًا في التواضع. كنت محظوظًا لأنني أمتلك عائلة داعمة، وخاصة والدي، الذي كان له تأثير كبير في حياتي وكان دائمًا إيجابيًا للغاية."
يستعرض نادال أبرز لحظات مسيرته، مثل فوزه بكأس ديفيز في 2004، ورولان جاروس في 2005، وويمبلدون 2008.
كما يتذكر فوزه بأول بطولة أمريكا المفتوحة له، وإنجازه الكبير عندما أكمل دائرة البطولات الأربع الكبرى في ملبورن.
ولا ينسى بطولات مثل مدريد وبرشلونة في بلده، أو إنديان ويلز وميامي وسينسيناتي، حيث وصل لأول مرة إلى صدارة تصنيف اتحاد لاعبي التنس المحترفين.
في ختام رسالته، يعترف نادال بأنه طوال مسيرته "الصورة التي نقلتها إلى العالم لم تكن دائمًا تعكس ما كنت أشعر به داخليًا".
ويضيف "كنت أعرف كيف أتحكم في عواطفي، لكن مع استثناء واحد. في بعض الأحيان، كنت أعاني من مشاكل في التنفس، مما منعني من تقديم أفضل مستوياتي، ولا أمانع في الاعتراف بذلك. في النهاية، نحن بشر، ولسنا أبطالًا خارقين".
ويختتم رسالته قائلًا: "منذ أكثر من 30 عامًا، قدمت كل ما بوسعي لهذه الرياضة. وفي المقابل، تلقيت البهجة والسعادة، والفرح، والحب، والصداقة، وأكثر من ذلك بكثير...".