روندا روزي وميشا تيت: الشرارة التي أشعلت ثورة النساء في UFC

قبل أكثر من 12 عامًا، شهدت UFC أول نزال نسائي في تاريخها، حين واجهت روندا روزي ليز كارموش في أنهايم، كاليفورنيا.
حدث ذلك بعد عامين فقط من تصريح دانا وايت الشهير بأنه "لن يكون هناك نساء في UFC"—تصريح أثبتت الأيام أنه خاطئ تمامًا.
لكن الحقيقة أن النزال الذي وضع الأساس الحقيقي لأقسام النساء في المنظمة لم يكن ذلك الذي جمع روزي بكارموش، بل كان النزال الذي سبق دخول السيدات إلى UFC رسميًا، وتحديدًا في منظمة Strikeforce عام 2012، حين التقت روزي بميشا تيت في مواجهة أصبحت حجر الأساس لمستقبل المرأة في رياضة الفنون القتالية المختلطة.
عصر كان يفتقد للمنطق
عندما قال وايت عبارته المستفزة لوسائل الإعلام عام 2011، كانت رياضة MMA النسائية تحظى باهتمام متزايد، ومع ذلك لم يكن في UFC أي قسم نسائي.
في المقابل، كانت منظمات مثل Strikeforce والعروض اليابانية تمنح النساء فرصًا حقيقية للظهور، رغم أن Zuffa، المالكة لـUFC، كانت قد استحوذت على Strikeforce بالفعل.
روزي تُقنع وايت بالواقع
في مارس 2012، واجهت روندا روزي منافستها ميشا تيت على لقب وزن الديك في Strikeforce.
كانت روزي، الحاصلة على ميدالية أولمبية في الجودو، قد أنهت جميع نزالاتها السابقة بالاستسلام في الجولة الأولى، وواصلت تفوقها بنفس الطريقة ضد تيت، مانحة نفسها أول لقب لها في الرياضات القتالية.
كان أسلوب روزي الهجومي وطريقتها المثيرة للجدل في الحديث، إضافة إلى صلابتها داخل القفص، كافياً لإقناع دانا وايت. في نفس العام، وقّعت UFC مع روزي، وتم إدراج أقسام النساء رسميًا في المنظمة. كانت روزي البطلة الافتتاحية، والوجه الجديد للقتال النسائي في العالم.
عودة الصراع في UFC
على الرغم من خسارتها في أول ظهور لها في UFC ضد كات زينجانو، عادت ميشا تيت لملاقاة روزي في نزال ثانٍ، وهذه المرة تحت راية UFC في عرض UFC 168 عام 2013. المواجهة كانت إلى جانب نزال قوي آخر بين أندرسون سيلفا وكريس وايدمان.
وعلى عكس المرات السابقة، تمكنت تيت من الصمود لأكثر من جولة، لكنها استسلمت في الجولة الثالثة، لتُبقي روزي سجلها المثالي حتى ذلك الحين.
نهاية حقبة وبداية أخرى
هيمنت روزي على قسم السيدات حتى سقوطها المدوي أمام هولي هولم في أواخر 2015، ثم تلقت هزيمة أخرى أمام أماندا نونيس في نهاية 2016.
بعدها، تحوّلت إلى المصارعة المحترفة وشاركت في عروض WWE، بالإضافة إلى التمثيل، لتغيب عن المنافسات دون إعلان اعتزال رسمي.
في المقابل، عادت تيت بقوة، محققة خمسة انتصارات متتالية، أبرزها فوزها على هولي هولم في مارس 2016 لتصبح بطلة UFC لأول مرة، لكن سيناريو Strikeforce تكرر، وخسرت اللقب في أول دفاع لها أمام أماندا نونيس.
أكثر من مجرد منافسة
لم تكن علاقة روزي وتيت مجرد تنافس رياضي، بل شكّلت نقطة تحول حقيقية في مسار الرياضة.
هذه الخصومة كانت المحفّز لدخول المرأة عالم UFC، وأسهمت بشكل مباشر في ترسيخ مكانة المقاتلات على الساحة العالمية.
لولا هذا الصراع، وما صاحبه من اهتمام إعلامي وجماهيري، ربما كان تقدم المرأة في عالم الفنون القتالية المختلطة أبطأ بكثير مما هو عليه اليوم.