ريال مدريد أمام "مستحيل أرسنال"... فهل يعيد كتابة التاريخ من جديد؟

واجه ريال مدريد ليلة تُفرّق بين الفرق الكبيرة والفرق الأسطورية، فبعد خسارته القاسية بنتيجة 3-0 أمام أرسنال على ملعب الإمارات، يجد فريق المدرب كارلو أنشيلوتي نفسه مطالبًا بـ"ريمونتادا" مذهلة على أرضه في سانتياغو برنابيو إذا أراد البقاء في سباق دوري أبطال أوروبا.
هل هي مهمة صعبة؟ بالتأكيد. هل هي مستحيلة؟ ليس إذا كان اسم الفريق هو ريال مدريد.
"المستحيل ليس مدريدياً"
ملك أوروبا بـ15 لقبًا، ريال مدريد لا يحتاج سوى إلى إلقاء نظرة سريعة على تاريخه ليُدرك أن المعجزات جزء من هويته، لقد فعلها من قبل:
- أمام ديربي كاونتي في 1976 (خسارة 4-1 ذهابًا، وفوز 5-1 إيابًا).
- ضد أندرلخت في 1985 (خسارة 3-0، وفوز 6-1).
- ضد مونشنغلادباخ في 1986 (خسارة 5-1، وفوز 4-0).
لكن التاريخ الحديث لدوري الأبطال أيضًا يعج بعودات مذهلة، لا تقل في صعوبتها عمّا يواجهه ريال مدريد الآن.
أبرز "الريمونتادات" في تاريخ دوري الأبطال:
برشلونة 6-1 باريس سان جيرمان (2016/17)
في ليلة لا تُنسى، قلب برشلونة تأخره 4-0 ذهابًا إلى فوز تاريخي 6-1 في كامب نو، بهدف قاتل في الدقيقة 95 من سيرجي روبيرتو، في واحدة من أكبر المعجزات الكروية، رغم الجدل التحكيمي المحيط بالمباراة.
ليفربول 4-0 برشلونة (2018/19)
بعد الخسارة 3-0 في كامب نو، عاد ليفربول ليصنع ليلة أسطورية في أنفيلد، دون محمد صلاح وفيرمينو، بهدفي أوريغي وهدفين من فينالدوم، وختمها هدف ركنية "ذكية" من أرنولد، محققًا واحدة من أعظم الإذلالات الأوروبية لبرشلونة.
روما 3-0 برشلونة (2017/18)
تأخر روما 4-1 في الذهاب، لكنهم قلبوا الطاولة في الأولمبيكو بثلاثية نظيفة، مستفيدين من قاعدة الأهداف خارج الأرض، وقال دجيكو: "لم يكن لدينا ما نخسره... فزنا على برشلونة 3-0، وهذا إنجاز لا يُنسى".
ديبورتيفو لا كورونيا 4-0 ميلان (2003/04)
بعد الخسارة 4-1 في سان سيرو، فجّر ديبورتيفو مفاجأة مدوية في ملعب ريازور بفوز كاسح 4-0، أطاح بحامل اللقب ميلان. مدرب الفريق إيروريتا وفى بوعده وسار على طريق سانتياغو كرمز لهذا الإنجاز التاريخي.
سانتياغو برنابيو... ملعب الإيمان
إذا كان هناك ملعب يعرف كيف يُعيد كتابة التاريخ، فهو سانتياغو برنابيو، فقد شهد في السنوات الأخيرة عودات إعجازية ضد باريس سان جيرمان، تشيلسي، ومانشستر سيتي.
ومع ذلك، لم يسبق للريال أن قلب تأخرًا بثلاثية نظيفة في دوري الأبطال.
هل يفعلها هذه المرة؟
سيحتاج أنشيلوتي إلى أداء جماعي عالي، وانفجار في الحماس منذ الدقيقة الأولى... وإلى تلك "الجينات المدريدية" التي لا تعترف بالمستحيل.
لأن من كتب تاريخ المعجزات في أوروبا... يمكنه دائمًا إعادة كتابته.