ريال مدريد يستهل مشواره في دوري الأبطال أمام مارسيليا وسط آمال وتوترات

بعد مرور شهر كامل على انطلاق الدوري الإسباني، يعود سحر دوري أبطال أوروبا ليخطف الأضواء، البطولة التي لا تُقهر — لا فقط بسبب أهميتها التاريخية، بل بجودة مبارياتها وتنافسها الرفيع.
وفي أولى جولات دور المجموعات، يستضيف ريال مدريد مساء اليوم نظيره الفرنسي أولمبيك مارسيليا، بطل نسخة 1993.
يدخل الفريق الفرنسي ملعب سانتياغو برنابيو طامحًا في اقتناص نقاط تُصعّب مهمة التأهل على "الميرينغي"، في نظام البطولة الجديد الذي أثبتت التجربة السابقة أنه لا يرحم التراخي.
مدريد: نتائج إيجابية وسط توتر محلي
الفريق الملكي يدخل اللقاء منتشيًا بفوزه في مبارياته الأربع الأولى بالدوري، لكن الأجواء ليست هادئة تمامًا. الجدل التحكيمي الذي صاحب انطلاقة "الليغا" تسبب في توتر داخل أروقة النادي، ما يجعل من لقاء اليوم فرصة لتنفيس هذا الضغط والعودة للتركيز على البطولة التي يعرفها ريال مدريد جيدًا، ويتقن لعبها أكثر من أي نادٍ آخر.
تشكيلة بتعديلات... ومفاجآت محتملة
من المتوقع أن يعود المدرب تشابي ألونسو إلى تشكيلته الأساسية المعتادة بعد اعتماد بعض التغييرات في مباراة ريال سوسيداد الأخيرة.
في حراسة المرمى، يواصل تيبو كورتوا الدفاع عن العرين، وأمامه ثنائي الدفاع هويسن وميليتاو.
أما في الظهيرين، فسيكون ألفارو كاريراس حاضرًا على الجهة اليسرى، بينما تُرجّح التوقعات الدفع بالإنجليزي ترينت ألكساندر أرنولد على حساب كارفاخال في اليمين.
في الوسط، يواصل تشواميني أداء دور الارتكاز، وينضم إليه النجم الصاعد أردا غولر في الجهة اليسرى، بالإضافة إلى فيدي فالفيردي العائد إلى مستواه بعد إصابة قصيرة.
وفي الخط الأمامي، قد يُمنح فرانكو ماستانتونو فرصة الظهور الأول أوروبيًا في الجناح الأيمن، بينما يحتل فينيسيوس الجانب الأيسر، ويبقى رودريغو خيارًا متاحًا رغم عدم مشاركته في اللقاء السابق.
وفي قلب الهجوم، سيعتمد الفريق على كيليان مبابي، النجم الفرنسي الذي يعرف مارسيليا جيدًا، وسجّل في شباكه 10 أهداف خلال 16 مواجهة سابقة.
أبطال أوروبا: متنفس من ضغط "الليغا"
بعد توترات متصاعدة بشأن قرارات التحكيم، يرى ريال مدريد في دوري الأبطال فرصة للتركيز والابتعاد عن الجدل الداخلي. الإدارة تعتزم تقديم شكوى رسمية للاتحاد الدولي "فيفا" بخصوص ما تعتبره "تقصيرًا في حماية المنافسة"، بينما يركّز الفريق فنيًا على تقديم أداء يعيد هيبته أوروبيًا.
وفي الجانب الإيجابي، عاد كل من كامافينغا وبيلينغهام إلى القائمة، بينما يغيب كل من روديغر (بسبب إصابة عضلية)، وميندي وإندريك، اللذان يواصلان التعافي.
مارسيليا... عقبة حقيقية في بداية المشوار
الفريق الفرنسي لا يُستهان به. تاريخيًا، يُعد من رموز الكرة الفرنسية، وهو الوحيد من بلاده الذي تُوّج بلقب دوري الأبطال (1993). تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي، يسعى الفريق لاستعادة توازنه بعد سنوات من عدم الاستقرار.
ويغيب عن مارسيليا المدافع المغربي نايف أغيرد، أحد أبرز لاعبيه، ما قد يُضعف الدفاع أمام هجوم مدريد القوي. إلا أن الفريق يضم عناصر مؤثرة مثل الحارس جيرونيمو رولي، والمدافع فاكوندو ميدينا، ولاعبي الوسط كوندوغبيا وأوباميانغ.
الأنظار ستتجه إلى النجم الإنجليزي الشاب ماسون غرينوود، الذي سجل 22 هدفًا في موسمه الأول في فرنسا، وقد بدأ هذا الموسم بقوة، مع هدفين وثلاث تمريرات حاسمة في 4 مباريات فقط.
مباراة أولى... بهدف الوصول للنهائي
ورغم أن لقاء اليوم لا يحمل طابع الإثارة المنتظرة في نهائي 30 مايو، إلا أنه خطوة أولى لا غنى عنها في الطريق نحو الحلم. سيدير اللقاء الحكم البوسني عرفان بيليتو وسيكون الألماني دينيس هيغلر مسؤولًا عن تقنية الـVAR.
ويبقى الأمل أن تمر المباراة دون قرارات تحكيمية مثيرة للجدل — لأن ريال مدريد، كما يبدو، يريد الحديث فقط عن كرة القدم.