عيوب طاشكند ... وتشاؤم كالديرون .. وسر نور ومرزوق ... !!
هاقد عدنا من أرض طاشكند بنقطة كنا نعتبرها قبل المباراة بأنها لو حصلت فهي ثمينة , لكن بعدما رايناه من الصقور في ذلك اللقاء أصبحت تلك النقطة بمثابة الخسارة لنا , وليس الخسارة فقط بل وفي الوقت القاتل أيضا .
عموما سنعتبرها نقطة ثمينة حسب مبدأ كرة القدم والذي يعتمد على المقارنة بين ( في أرضي وخارج أرضي ) .
ماقدمه صقورنا الخضر في تلك المباراة كانت بمثابة الحلم الذي طال انتظاره منذ زمن , لم يشهد الشارع الرياضي السعودي منذ عدة سنوات رضا جماهيري على مستوى المنتخب مثل الذي حصل بعد لقاء أزباكستان , فنجومنا قدموا كل شيء في عالم الكرة وهم الذين يلعبون تحت ظروف أقسى من كلمة (خارج أرضنا) نفسها , بما صاحب اللقاء من أجواء جليدية وملعب (لك عليه) وتحكيم (لم يكن موفق) . ورغم كل هذا فقد عادوا الصقور بالنقطة الأولى في طريقهم نحو التمثيل الرابع المونديالي .
وبما أن الإنسان طماع وبالذات في عينة جمهور كرة القدم فتعالوا لننظر بعين ثاقبة تحت المجهر إلى خطوط منتخبنا في تلك المباراة .
فإن بدأنا بالخطة ككل فكالديرون لازال مصرا على أننا فريق حديث عهد بالكرة ويجب أن نلعب بالخطة الدفاعية والمهاجم الوحيد حتى أمام منتخبات أقل منا مستوى وتاريخ , ولكم في اليمن إبان خليجي 17 قبل أزباكستان أكبر دليل .
وإن تدرجنا في خطوط المنتخب فهجومنا ذو اللاعب الواحد حسب مايراه كالديرون يحتاج تفعيل أكثر , فماذا لو لم تأتي تلك الفرصة الوحيدة للبديل سامي وسجل الهدف ؟ وماذا لو استمر ياسر القحطاني الذي فعل كل شيء في المباراة إلا التسجيل في مقاطعته للشباك ؟ ربما كان الأوزبكيون سيقتلوننا بذلك الهدف القاتل ونعود لرياضنا محملين بخسارة من أضعف فرق مجموعتنا !!
أما الوسط وماأدراك ما الوسط ؟ فبصراحة لم نعد نعرف طعما للوسط السعودي مالم يملأه الذهبي نواف او محمد نور او أن يعود سامي كصانع لعب ؟ غير ذلك حاولنا كثيرا لكن (لم ينجح أحد) . نعم الشلهوب من أبرز لاعبي الوسط في السعودية , لكن عيب محمد أنه من النوع الذي لايملك جرأة (أشيل الفريق) , فمحمد دائما مايحتاج من يعاونه ليبرز . وحتى توأمه مناف أبوشقير يملك نفس صفات محمد تماما , لذلك غابا الاثنين في اللقاء في انتظار من يعطيهما جرأة صناعة اللعب .
أيضا فوسطنا افتقد للترابط . فالكل كان في حاله , والكل كان يحاول فقط كسب إرضاء مدربه دون أي تفاهم بين لاعبي الوسط . وربما كان السبب عدم تعود الشلهوب ومناف على اللعب سويا في وقت كانوا فيه كثيرا مايكونا بديلين لبعضهما .
ثم إن عدنا للدفاع , فمهما كان , ومهما قيل من عبارات الثناء .. لازال دفاعنا يعاني ويعاني , ولازال دفاعنا يرتبك في ثواني بعد أي ضغط من أي منتخب كان . ولازال دفاعنا أضعف خطوطنا رغم إصرار مدربنا على الخطة الدفاعية ؟!! . وربما مايعاب على هذا الخط هو أن الكل منهم يلعب بمبدأ (خانتك مالي شغل فيها ؟!!) ولكم في الهدف الذي جاء من خانة المدافع شريفي في الوقت الذي كان الشريفي يغطي خانة أخرى وكان من المفروض أن يغطي خانته تلك حمد المنتشري ,. لكن رغم ذلك المنتشري كان يقول لشريفي هي خانتك انت .. وشريفي يرد أنا مشغول مع لاعب آخر . وهنا قمة العيب في خط يعتبر هو آخر الخطوط قبل المرمى . وتخيلوا لو كانت تلك المباراة أمام هجوم الكوريين ؟!!
بقيت حراستنا , ولن أتحدث عنها كثيرا فهذا المركز ملأه أسد يقال له مبروك زايد , لكن مبروك عاب عليه فقدان الثقة في بعض الكرات التي كان يطيح بها إلى الخارج أو يعيدها إلى الأمام دون أن يمسك بها وهي قد تشكل خطورة يوما ما .
بعد كل هذا (التعييب) , لا أنكر أن منتخبنا في مباراة أزباكستان لعب أفضل مباراة له منذ سنوات تقريبا على مستوى جميع الخطوط . لكن كمايقال (الحلو مايكمل) , ولذلك كانت ملاحظاتي هذه .
# حروف منقطة :
- \"ما أبغاه في المنتخب وبس ؟!!\" :
في وقت كانوا فيه جميع الكتاب تلونوا باللون الأخضر لون الوطن إلا أن صاحبنا صاحب (فليأكلوا ورق جرائدهم) قبل أن يخلف وعده ويعود من جديد إلى ورق جرائدهم لازال يلت ويعجن عجينا لخبز لا طعم له , ففي وقت كان من المفروض أن يحذو حذو زملائه الذين تركوا (الحط والشيل) في مقالات الدوري والأندية بعد أن استمتعنا مع كتابنا وأساتذتنا ورفع ضغطنا بضعهم بمقالات الأندية والدوري , اتفق الجميع على الاتجاه لاشعوريا للمنتخب ماأن دق ناقوس الخطر معلنا قرب الأخضر من محطة طاشكند.
أتى هذا الكاتب قبل مباراة المنتخب بساعات في مقال كل ماتفهمه منه (ماأبغى هاللاعب في المنتخب وبس) , فمرة يقول تميز اللاعب في الدوري لايعني ضمه للمنتخب ؟ وكأنه يريد أن نختار لاعبينا من الدوري الهندي ربما ؟!! أو كأنه لايعلم أن لاعبينا منذ عهد الصاروخ وماجد عبدالله وذلك الجيل إلى يومنا الحالي نأخذهم بمبدأ (تميز في الدوري) , وقد ترى في مقالات أخرى محاولات لزرع الفرقة بين اللاعبين بمن سيأخذ الرقم الفلاني ومن سيحمل شارة الكابتنية ومن سيسدد ضربات الجزاء , حتى ربما يصل الأمر إلى (من سيركب على الباب وهم ذاهبين للملعب ؟!!) .. وكل هذا يسمونه نقد فني ؟!!...
عموما ... حتى لا أظلم هذا الكاتب أو حتى لايفهم البعض ممن يرون انتقادي له بألوان الأندية , بصراحة هو كاتب رغم صغر سنه إلا أنه حينما يكتب عن ناديه فهو مدرسة في الكتابة , لكن ما إن يتحدث عن غير ناديه سواءا نادٍ آخر أو منتخب أو أي قضية أخرى . تتحسف على أنك دفعت (ريالين) في تلك الجريدة !! .
- \"ياويل من زعلّك ياسامي\" :
كأنني أرى سامي الذي لم يفعل شيئا في المباراة سوى هجمة الهدف الذي سجله بالحركة الفنية الجابرية الحصرية , كأنني أراه قبل النزول يرفع يده لكالديرون ليقول له بهدوء سامي المعتاد : عن إذنك سيدي كالديرون , ثواني فقط سأرد على بعض الأقلام العنجهية وأعود لك , وفعلا . دخل الذئب وفي غضون دقائق أتى بالمهم في المباراة ثم روض نفسه بنفسه في انتظار فريسة أخرى للذئب . طبعا في تلك المباراة غير الأوزبك كان أكبر فرائسه أولئك الكتاب الذين يسيرون ويعيبون مثل صاحبنا أعلاه بمبدأ (ماأبغى هاللاعب في المنتخب وبس) , \"يتميز , مايتميز , يسجل هدف , يصنع هدف , يسوي اللي يسوي\" , المهم (ماأبغاه يلعب في المنتخب وبس) .. بشكل يدعو للتعجب : هل المهم عندهم ألا يلعب اللاعب المسمى سامي ؟ أم أنهم هدفهم فوز منتخبهم بأي أسماء كانت ؟؟؟
عموما .. رد سامي في الدوري وهاهو يرد مع المنتخب ولازال لتهجماتهم بقية ياسامي فأنت تعودت منذ بزوغ نجمك على مثل هذه الإساءات لكنك لازلت النجم الذي لايرحم أي شباك حينما يريد الرد . وفعلا \"ياويل من زعلك ولو بقلمه ياسامي ؟\" .
- كالديرون المتشائم رغم \"رقمه القياسي\" :
على كثر تصريحات السيد كالديرون والذي ربما لم تخلو صحيفة سعودية يوميا من تصريح له منذ قدومه للمملكة كأكثر مدرب قاد المنتخب ربما يصرح بهذا الكم القياسي من التصاريح . إلا أن العجيب في تصاريح كالديرون أن تصريحاته تلك دائما ماتحمل : (لا يوجد نجوم , ولا نضمن الفوز) , فأي تفاؤل بصقورنا تريد لنا ياكالديرون ؟!! .
- \"سر\" غياب نور ومرزوق :
ربما هو سؤال يدور في أذهان الجميع .. أين نور ومرزوق عن المنتخب ؟ وكالعادة كان جواب السؤال جاهز عندنا : \"ليسوا جاهزين أو أن المنتخب لايحتاجهم\" .. لكن انظروا لهجومنا ووسطنا وتعرفون أن مكانيهما لازالا شاغرين .
عموما حتى لا أطيل عليكم ألمح أكثر من كاتب (وأغلبهم من عينةالكاتب \"الواصل\" الذي يعرف خفايا الأمور) في الأيام الأخيرة إلى سر خطير ربما لم يفهمه الكثيرون ألا وهو أن السبب خلف عدم استدعاء المبدعين حاليا نور ومرزوق (وهو كارثة إدارية إن كان كذلك) يعود لوجود الكابتن المبدع الآخر حسين عبدالغني في صفوف المنتخب , وأعتقد أنكم تعلمون جيدا مشاكل (المحاكم) التي بين نور ومرزوق مع حسين عبدالغني . لذلك وحتى تتأكدوا ربما من كلامي الذي أنقله عن كتّاب كبار , انتظروا حين يحتاج المنتخب لنور ومرزوق خبر مفاده قبل ضمهما (استبعاد حسين عبدالغني للإصابة) ووقتها ستعلمون أنه سبب صحيح مالم يتدخل المصلحون ليصلحوا ذات البين.
عفوا . لم أكن أريد أن أعطيكم جرعة من التشاؤم إداريا عن منتخبكم . لكن هكذا هي الأمور تسير وأنا قبلكم استغرب كيف لم تحل الأمور بعد في هذه القضية التي أصبحت مصالح الأطراف فيها أهم من مصلحة الأخضر ؟!!
# أخيرا ...
- أنا \"مجنون\" .. فهل أنتم معي ؟ :
إن سألتموني عن الجنون في عالم الكرة السعودية فهو ببساطة : أن تأتي بعد مباراة للمنتخب الأخضر وتطلب من الاتحادي أن يتغنى بحسين عبدالغني , أو أن يتغنى الأهلاوي بمبروك زايد , أو أن تحث الهلالي على التغني بهادي شريفي , أو أن ترى النصراوي يمجد سامي الجابر . هنا قمة الجنون . فهل الأمر فعلا مستحيل وضرب من ضروب الخيال ؟ أم أننا باستطاعتنا إثبات أننا مجانين ولو لمرة من أجل هذا الأخضر الغالي ؟
عموما ... سأترك الإجابة للأيام فلربما لجنوني مؤيدون ....
*بقلم : محمد العتيبي
مشرف عام - موقع كووورة
Mohd.Alotaibi.sa@kooora.com