فيشر: كان الناس ينظرون إليّ كما لو كنت شيئًا وليس شخصًا"

كشفت هيذر فيشر، مهاجمة منتخب إنجلترا سابقاً، بكل صراحة "لم أنظر في المرآة لسنوات، ربما أربع أو خمس سنوات".

وأضافت "عندما أنظر إلى الماضي، أشعر بالاشمئزاز لأن الناس ينظرون إليك كما لو كنت شيئًا، وليس شخصًا ما."

تشرح فيشر كيف تعاملت مع فقدان شعرها، والمعارك التي واجهتها مع هويتها والنضال من أجل القبول من قبل الآخرين.

وعندما تجلس في غرفة معيشتها، من المستحيل أن يفوتك جدار أبيض مزين بكتابات بخط اليد باللون الأسود.

وقالت "ألقي نظرة عن كثب، وستجد أن هناك مئات من الاقتباسات التحفيزية والتأكيدات الشخصية".

وتحكي الكلمات قصة حتى قبل أن تبدأ في مشاركة قصتها.

وقالت "قد أشعر بالضياع. قد أشعر بعدم الارتياح. كل ذلك جزء من عملية الانتقال. هؤلاء مجرد أمثلة قليلة".

واعتزلت فيشر اللعب مع منتخب إنجلترا منذ أربع سنوات بعد مسيرة قضتها في مركز الجناح لأكثر من عقد من الزمان كما شاركت في منافسات الزلاجة الجماعية.

وكانت جزءًا من فريق الورود الحمراء الذي فاز بكأس العالم للسيدات في عام 2014، ولعبت أيضًا لعبة الرجبي السباعية.

وشاركت في أولمبياد ريو 2016 - حيث خسرت بريطانيا العظمى في مباراة الميدالية البرونزية - وتنافست مع إنجلترا في دورة ألعاب الكومنولث 2018 على الساحل الذهبي لأستراليا.

ولكن بعض معاركها الأصعب كانت خارج الملعب، فمع اقتراب كأس العالم للرجبي 2010، بدأ شعرها يتساقط. ويُعتقد أن سبب تساقطه هو إصابة خطيرة في الظهر.

وبعد مرور شهر واحد فقط، اختفى كل شيء وتم تشخيص حالة فيشر بالثعلبة، وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية تدمر بصيلات الشعر.

وتذكر قائلة "لقد تساقط شعري بالكامل خلال خمسة أسابيع تقريبًا. كنت أحتفظ ببعض خصلات الشعر".

وأضافت "ذهبت إلى المعسكر مع زملائي في الفريق وقام مدربي بحلق شعري بالفعل."

وما تلا ذلك لم يكن مجرد تغيير جسدي، بل مواجهة لهويتها الجديدة.

وقالت "لطالما عانيتُ من داء الثعلبة. أفقد شعري وأبدو وأشعر باختلاف، كما توضح السيدة البالغة من العمر 41 عامًا. "كامرأة، لا أشعر أبدًا بأنني مندمجة مع الآخرين".

وحاولت فيشر ارتداء الشعر المستعار لكنها لم تشعر أبدًا بأنها حقيقية، "شعرت وكأنني كنت أختبئ ولم أكن أرغب في الاختباء".

وأضافت "شعرتُ أنني يجب أن أتحلى بالشجاعة وأن أتحملها. لكن هذا ليس بالأمر السهل. كنتُ ضمن نظام إنجلترا حيث لم أشعر أنني أستطيع أن أكون على طبيعتي".

ولم تكن تواجه صراعات داخلية فحسب، بل كان الأمر يتعلق بكيفية استجابة الآخرين لمظهرها.

وأوضحت "لقد أُلقي عليّ شعر مستعار. كنت على وشك الذهاب للعب، فأُلقيت عليّ شعر مستعار خارج الملعب".

وأضافت "سُئلتُ لماذا سأذهب للعب في ملعبٍ مع نساءٍ وأنا رجل. من الواضح أنني لستُ رجلاً. لقد تم إخراجي من دورات المياه".

وتركت هذه التجارب ندوبًا عميقة لا يزال فيشر يعمل على التخلص منها.

وأضافت "أعتقد أنه عندما تكون رياضيًا، فأنت قدوة لكثير من الناس، ومن المفترض أن تتحمل الضربات فقط".

وتابعت "لكنني، بعد تفكير عميق، لا أرى مبررًا لإخراجي من دورات المياه. لا أرى سببًا لانتظار الشرطة للتحقق من هويتي. لم يتسنَّ لي الوقت للتفكير في الأمر إلا بعد اعتزالي وتراجعي".

وتعتقد فيشر أن العالم الرياضي قد حقق خطوات متواضعة في احتضان النساء من جميع الأشكال والأحجام وأولئك الذين لديهم اختلافات، حيث يُنظر إلى رياضة الرجبي باعتبارها واحدة من أكثر الرياضات شمولاً.

وقالت "لعبت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، دورًا مهمًا في تغيير المفاهيم، مما يسمح للرياضيين بسرد قصصهم الخاصة وتسليط الضوء على الطرق التي يكسرون بها القالب".

وعند التفكير في مسيرتها المهنية، تلاحظ فيشر كيف كان المشهد مختلفًا حتى قبل بضع سنوات.

وكان حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي في بداياته عندما كانت تلعب. وتضيف أنه إذا عملت على ملفك الشخصي، "كان يُنظر إليكِ تقريبًا على أنك لا تأخذين الرياضة على محمل الجد".

ولكن هذا تغير الآن، وقالت "لو كنت ألعب الآن، لشاركت قصتي على مواقع التواصل الاجتماعي. سيلفت ذلك الأنظار، وسيكون وسيلة إيجابية لعرض اللعبة، ولإبراز شخص مختلف في مظهره وشعوره".

ومن بين الرياضيات اللواتي أعادن تعريف معنى أن تكون امرأة في الرياضة، النجمة الأمريكية إيلونا ماهر.

إنها لاعبة الرجبي الأكثر متابعة - ذكرًا كان أو أنثى - في العالم، مع ملايين المتابعين على تيكتوك وانستغرام بفضل المحتوى الذي يحتفل بقوتها وأنوثتها.

وقالت فيشر "أعتقد أن الأمر مثير للاهتمام حقًا مع إيلونا ماهر لأنها قامت بعمل رائع".

وأضافت "إنها مدافعة قوية عما تقدمه، وهي رائعة. لكنها لا تزال تبدو أنثوية للغاية".

وأوضحت فيشر أنه على النقيض من ذلك، إنها تشعر أنها لا تبدو أنثوية - وهنا تكمن المشكلة.

وقالت "يمكننا أن نضع امرأة في مكان ما، وقد يكون لديها عضلات وقد يكون لديها طريقة معينة في المظهر، لكنها لا تزال تبدو أنثوية".

وأضافت "نحن نقبل النساء ذوات العضلات ونفهم العضلات والنساء، ولكننا لا نفهم العضلات ولا الشعر."

ومنذ اعتزالها، عملت فيشر على بناء مسيرة مهنية كمتحدث تحفيزي، ومحللة للرجبي، ومستشارة في القيادة.

وظهرت أيضًا في برنامج "Celebrity SAS Who Dares Wins" على قناة Channel 4 وبرنامج "Go Hard or Go Home" على قناة BBC.

ولو أتيحت لها الفرصة لاختيار أن يكون لها شعر كامل مرة أخرى، فإنها لن ترغب في تغيير شخصيتها.

وقالت "كنت أستطيع تصفيف شعري، لكن ذلك كان سيُسبب لي حكة في رأسي، لذا لم أكن لأغيره. لقد جعلني ما أنا عليه اليوم".

وأضافت "لقد جعلني هذا أكثر مرونة وأؤمن حقًا أنني ولدت لأبرز."