كيليان مبابي: القائد الجديد لريال مدريد الذي لا يمكن إيقافه

في عام 2025، أثبت كيليان مبابي أنه لاعب لا يمكن إيقافه، حيث نجح في فرض نفسه كأحد أبرز نجوم ريال مدريد خلال الأسابيع الأخيرة.
الفريق الملكي يستعد لمواجهة مانشستر سيتي مساء الأربعاء في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، وفي هذه الأثناء، يبدو الجميع داخل النادي، من اللاعبين القدامى إلى الصحافة، متحمسين للمستوى الذي يقدمه النجم الفرنسي.
هل أصبح مبابي القائد الجديد لريال مدريد؟
"من الواضح أنه لا يوجد شك في ذلك"، هذا ما يعتقده مشجعو ريال مدريد في محيط ملعب سانتياغو برنابيو.
يقول دييغو، أحد المشجعين الذي يرتدي بدلة رياضية لريال مدريد: "لقد أصبح مبابي الذي كنا ننتظره جميعًا: مبابي باريس سان جيرمان... أفضل لاعب في العالم".
وليس فقط المشجعون من انبهروا بأداء مبابي، الصحفي ماريو دي لا ريفا، الذي يتابع ريال مدريد لصالح صحيفة "AS"، يؤكد أن مبابي أصبح أحد القادة الرئيسيين للفريق على أرض الملعب.
يقول دي لا ريفا: "لقد مر شهران أو ثلاثة أشهر منذ أن أصبح مبابي أحد كبار قادة ريال مدريد. كانت لديه لحظة إلهام، وكان عليه التغلب على الضغوط والتوقعات من حوله. ومنذ أن حرر نفسه من قيوده، رأينا أفضل مبابي، مبابي الاستثنائي".
إحصائيات مبهرة وأداء قيادي
مع اقتراب مباراة الإياب ضد مانشستر سيتي، سجل مبابي 11 هدفًا في آخر 10 مباريات له.
روبين دي لا ريد، لاعب وسط ريال مدريد السابق وبطل أوروبا 2008 مع إسبانيا، علق على أداء مبابي قائلًا: "إنه في حالة جيدة للغاية، ويسجل الأهداف، وهو ما انتقدناه بسببه في البداية".
بالإضافة إلى إحصائياته المذهلة، نجح مبابي في تحويل نفسه إلى قائد داخل الفريق. على أرض الملعب، نراه يوجه زملاءه، يشجعهم، ويتصرف كقائد حقيقي. مع مرور الوقت، بدأ يشغل مساحة أكبر داخل الفريق، مما يعكس تطوره الكبير.
التكيف مع ريال مدريد
لم يكن الطريق سهلاً دائمًا بالنسبة لمبابي منذ انضمامه لريال مدريد، واجه في البداية انتقادات وجدالات خارج نطاق الرياضة، لكنه حظي بدعم ثابت من النادي، سواء من الإدارة أو الجهاز الفني أو الجماهير.
يقول دي لا ريد: "في ريال مدريد، يحتاج جميع اللاعبين إلى الوقت للتكيف. كان يحتاج إلى المساحة والهدوء لإثبات جدارته. دوره في ريال مدريد ينمو، ويتعين عليه تحديد سقفه".
دعم الجماهير والإدارة
حتى في أصعب الفترات، كان مبابي يحظى بدعم الجماهير التي لم تطلق صيحات استهجان ضده.
كان حلمه دائمًا التألق في ريال مدريد، وارتباطه بالنادي لم يكن موضع شك أبدًا.
يتذكر دي لا ريد عندما كان مبابي يبلغ من العمر 14 عامًا خلال دورة تدريبية في فالديبيباس: "كان يتمتع بالفعل بخصائصه: السرعة والمراوغة. لكنه لم يكن يتمتع بالعزيمة اللازمة للتسديد وتسجيل الأهداف كما يفعل الآن. وهذا ما يصنع الفارق في مبابي اليوم".
مبابي يتفوق على فينيسيوس
مع تقدم مبابي، بدأ مستوى فينيسيوس جونيور في الانخفاض، في مباراة ضد أوساسونا (1-1)، كان مبابي هو من حاول جعل فينيسيوس يسجل، مما يعكس تحولًا في الأدوار داخل الفريق.
يقول ديفيد بارال، لاعب كرة القدم السابق والمحلل الرياضي: "لا أستطيع أن أقول إنه أصبح الزعيم الجديد... بل أقول إنه وقع منذ البداية ليكون الزعيم". ويضيف بارال أن مبابي تم التعاقد معه ليحل محل كريستيانو رونالدو، وهو الآن على بعد ثمانية أهداف فقط من تحقيق إجمالي 33 هدفًا سجله رونالدو في موسمه الأول مع النادي.
تفسير التقدم الأخير
يرى البعض أن تقدم مبابي في الأشهر الأخيرة يعود إلى فهمه الأفضل لخصومه وزملائه في الفريق.
يقول بارال: "لم يتغير شيء في عقليته، لقد كان بالفعل الأفضل على الإطلاق. ما تغير هو أنه يعرف خصومه وزملاءه في الفريق، وهذا أمر أساسي. إنه يفهم ما يعنيه اللعب لريال مدريد".
من جانبه، يرى ماريو دي لا ريفا أن مبابي تغلب على خجله الأولي: "في البداية كان بإمكانه أن يقول لنفسه، 'لدي لاعبون عظماء حولي، ويجب أن ألعب لهم أيضًا'، ربما كان لديه نوع من الخجل. لكنه تغلب على ذلك. لدى مدريد العديد من القادة، ولم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يدرك مبابي أنه يجب أن يكون واحدًا منهم أيضًا".
نقطة التحول
مع دخول الموسم مراحله الحاسمة، يبدو مبابي في أفضل حالاته.
يقول دي لا ريفا: "الآن حانت لحظة الحقيقة، عندما يخوض ريال مدريد مباريات مثل تلك التي خاضها أمام مانشستر سيتي".
في الدوري، يتنافس ريال مدريد مع برشلونة وأتلتيكو مدريد، ولكن يبدو أن الموسم الأول لمبابي مع النادي سيكون ناجحًا من الناحية الإحصائية.
ومع ذلك، سيستغرق الأمر بضعة أشهر أخرى لمعرفة ما إذا كان سيُسجل اسمه في تاريخ النادي كواحد من أعظم لاعبي ريال مدريد.