لاعبو التنس يطالبون بالتحقق من الهوية بعد إساءة بولتر

طالب لاعبو التنس بمزيد من الإجراءات لوقف الإساءات "الخطيرة" من "الجانب المظلم" لوسائل التواصل الاجتماعي مع دعوات لإدخال التحقق من الهوية بعد أن كشفت البريطانية كاتي بولتر عن مدى هذه القضية.

وفي حديثه لبي بي سي سبورت، قالت بولتر إنها تلقت محتوى مسيئا وتهديدات بالقتل أصبح "أمرا طبيعيا" بالنسبة للرياضيين وأن "هذا الأمر يصبح أكثر وضوحا في كل مرة تستخدم فيها هاتفك".

وشاركت رسائل بما في ذلك رسالة تقول "أتمنى أن تصاب بالسرطان" وأخرى تشير إلى إتلاف "قبر جدتها إذا لم تكن ميتة بحلول الغد".

وبعد أن قالت إنها تخشى من تأثير هذا النوع من الإساءة على اللاعبين الأصغر سنا، تلقت بولتر الدعم والمساندة من زملائها اللاعبين.

ودعت لاعبة التنس البريطانية المصنفة الرابعة هارييت دارت، بعد هزيمتها في دور الـ32 أمام فرانشيسكا جونز في بطولة نوتنغهام المفتوحة يوم الثلاثاء، إلى تطبيق إجراءات تحديد الهوية عند إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت دارت "إن كمية الإساءة التي نتعرض لها جميعًا مذهلة للغاية".

وأضافت "من الواضح أن رابطة محترفات التنس تحاول القيام بشيء حيال ذلك باستخدام نظام Threat Matrix، ولكن حتى يتم التحقق من هوية انستجرام أو شيء من هذا القبيل، للأسف، يمكن للأشخاص الاستمرار في إعادة فتح الحسابات."

وقال أليكس دي مينور شريك بولتر والمصنف رقم 12 عالميا إن عددا متزايدا من الرياضيين لا يتعاملون مع حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الإساءة.

وقال "هناك الكثير من الخير الذي يخرج منه [وسائل التواصل الاجتماعي]، ولكن هناك أيضًا جانب مظلم".

ودعت اللاعبة البريطانية المصنفة الثالثة سوناي كارتال إلى اتخاذ إجراء جماعي قبل مواجهتها مع بولتر في دور الستة عشر في نوتنغهام يوم الأربعاء.

وأضافت "هؤلاء الأشخاص قادرون على إنشاء عدد لا نهائي من الحسابات. ولا أعرف بالضرورة من يتحمل المسؤولية، ولا أعتقد أنها مسؤولية شخص واحد فقط".

وتابعت "إذا استطعتُ المساعدة في الإبلاغ عنه، وإذا استطاعت رابطة محترفات التنس المساعدة في الإبلاغ عنه، فسنتكاتف ونبذل قصارى جهدنا للقضاء عليه. أعتقد أن هذه هي أفضل طريقة للتخلص منه".

وتظهر الأرقام التي قدمتها شركة علوم البيانات Signify والاتحاد الدولي للتنس (ITF) ورابطة التنس النسائية (WTA) أنه في عام 2024، تم إرسال حوالي 8000 رسالة مسيئة أو عنيفة أو تهديدية علنًا إلى 458 لاعب تنس من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن بالنسبة لدارت، فإن إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تتجاوز بكثير لعبة التنس.

وقالت "هذه ليست مجرد مشكلة في رياضة التنس. إنها مشكلة عالمية، وليست مجرد مشكلة رياضية. إنها في كل مكان. حتى الناس العاديين، وأنا متأكدة من أنهم يتعرضون للتنمر أو ما شابه من قِبل أشخاص أو أفراد معينين".

وأوضحت "نعيش في القرن الحادي والعشرين، ولم نعد نحدد هوية الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي. يمكنك التواصل مع الناس، ومن ثم يمكن العثور عليهم، وما إلى ذلك. لأن الإساءة التي نتعرض لها جميعًا أمرٌ مروع. لهذا السبب أشعر أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون في كثير من الأحيان مصدرًا سلبيًا كبيرًا".

وتابعت "لدينا أيضًا فتيات وشباب تأثروا كثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام. أنا رياضي متمرس، مررت بهذه التجربة لفترة طويلة جدًا. أعلم أن ما يقولونه لي لا يعني شيئًا".

وأردفت "لكن بالنسبة للأشخاص الأصغر سنا والذين يفتقرون إلى الخبرة، أعتقد أن الأمر قد يكون مثيرا للقلق وخطيرا للغاية أيضا."

وأعرب جاك درابر، المصنف الأول عالميا بين لاعبي التنس البريطانيين، عن مخاوفه بشأن الأجيال المستقبلية.

وقال "أعتقد أننا محظوظون بما يكفي لأننا نشأنا في بيئة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن الجيل القادم ينشأ معها".

وأضاف "لذا فهم لا يعرفون شيئًا مختلفًا. أعتقد أنه من السهل جدًا نشر الكراهية عبر الإنترنت. الأمر ليس سهلًا، خاصةً، كما أعتقد أنها قالت، عندما تكون أصغر سنًا وتخسر ​​مباراة أو ما شابه، ثم تدخل إلى جولة المحترفين وتتعرض لكل هذه الإساءات التي تقول إنهم سيأتون إلى منزلك ويفعلون بك هذا وذاك. هذا ليس أمرًا لطيفًا".

وقال المصنف الثاني عالميا كارلوس ألكاراز إنه لا ينظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد خسارته لأن الإساءة "من الصعب التعامل معها".

وأوضح "لقد رأيت الكثير من اللاعبين الذين تلقوا الكثير من الرسائل من المقامرين ومن الناس".

وأضاف "إذا كان علي أن أقدم نصيحة، ستكون عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عندما لا تسير الأمور على ما يرام، لأن الناس في بعض الأحيان يمكن أن يكونوا خطرين حقًا."

وقالت بولتر خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنها تلقت مئات الرسائل الداعمة منذ أن كشفت عن تعرضها للإساءة عبر الإنترنت.

وأضافت "لقد نظرت إلى هاتفي هذا الصباح، وكان هناك حرفيًا مئات الرسائل من الأشخاص الذين يتفاعلون مع الأمر، وكان كل شخص يطلب مني تجاهل الأمر".

وتابعت "وكانوا يقولون كم يحبونني وكم يقدرونني لتسليط الضوء على هذا الموضوع، ولم يكونوا على علم بذلك".

وأردفت "لا أعتقد أن الناس يدركون هذا الأمر. لا أعتقد أنهم يدركون حجم ما يحدث للاعبين. أعتقد أنك ترى ما تريد رؤيته".

كما عرضت اللاعبة البالغة من العمر 28 عامًا تقديم الدعم للاعبات الشابات اللاتي يعانين من الإساءة عبر الإنترنت.

وقالت "أحاول زيادة الوعي بهذا الأمر، وإذا شعرت أي من هؤلاء الفتيات بالرغبة في التحدث معي حول هذا الأمر، فسأكون أكثر من سعيدة للقيام بذلك في أي وقت حول أي شيء".

وأضافت "أرى نفسي ككتاب مفتوح، وأرى نفسي كشخص مر برحلة طويلة جدًا."

وغالبًا ما يتم اقتراح تدابير تحديد الهوية على وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الانتهاكات، ولكن وفقًا لتقرير نشرته Ofcom - الهيئة التنظيمية للسلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة - من الصعب تنفيذ مثل هذه الضوابط.

ويقول التقرير إن إجراءات تحديد الهوية تمت مناقشتها أثناء إقرار قانون السلامة عبر الإنترنت لعام 2023 ("القانون") في البرلمان.

ومع ذلك، قررت الحكومة والبرلمان عدم فرض سياسة شاملة على التحقق من المستخدمين، لأسباب منها حرية التعبير ومتطلبات عدم الكشف عن هوية مجموعات مثل الناجين من العنف المنزلي.

وقال متحدث باسم الحكومة "إن الإساءة عبر الإنترنت الموجهة إلى كيتي بولتر - والعديد من الرياضيين الآخرين - أمر مروع وخاطئ للغاية".

وأضاف "نحن نقف مع كاتي في إدانتها والمطالبة بتجارب أكثر أمانًا على الإنترنت للجميع".

ويُمثل قانون السلامة على الإنترنت نقطة تحول في كيفية حماية مستخدمي الإنترنت. أصبحت المنصات ملزمة قانونًا بمنع المحتوى غير القانوني، مثل التهديدات بالقتل والدعوات إلى العنف، وتتمتع هيئة الاتصالات (Ofcom) بسلطة اتخاذ إجراءات إنفاذ صارمة، بما في ذلك فرض غرامات باهظة.

وتم منح Ofcom صلاحيات قانونية بموجب القانون لمحاسبة الخدمات عبر الإنترنت عن حماية مستخدميها في المملكة المتحدة.

ويتضمن ذلك التأكد من أن الخدمات عبر الإنترنت لديها أنظمة وعمليات لحماية المستخدمين في المملكة المتحدة من الأضرار غير القانونية، مثل التحريض على العنف، وحماية الأطفال من المحتوى الضار بهم.

وبعض الإساءات التي يتعرض لها الأشخاص عبر الإنترنت اليوم غير قانونية بموجب القانون في المملكة المتحدة، ولكن الكثير منها، على الرغم من كونها مؤلمة وضارة، ليست كذلك.

ويقول التقرير "تتخذ المنصات نهجًا مختلفًا تجاه المحتوى الضار، ولكن ليس غير القانوني: فبعضها يحظر فئات معينة من المحتوى الضار في شروطها وأحكامها؛ والبعض الآخر يوفر للمستخدمين المزيد من الأدوات لحماية وتخصيص تجاربهم عبر الإنترنت؛ وقد يختار البعض عدم فعل أي شيء على الإطلاق".

وفي مرحلة لاحقة من قانون السلامة على الإنترنت، سيُتاح لجميع المستخدمين البالغين لأكبر منصات التواصل الاجتماعي خيار التحقق من هويتهم. لكن هذا لن يكون إلزاميًا.

وفي الشهر الماضي، صرّحت جيسيكا زوكر، مديرة السلامة الإلكترونية في هيئة أوفكوم "يتعرض الكثير من العاملين في المجال الرياضي لانتهاكات شنيعة عبر الإنترنت. وهذا يُخلّف أثرًا مدمرًا عليهم وعلى سبل عيشهم وعائلاتهم، ولا ينبغي لأحد أن يتحمله".

وأضافت "إن قوانين السلامة على الإنترنت الجديدة في المملكة المتحدة تعني أن شركات التكنولوجيا يجب عليها الآن أن تبدأ في حماية الأشخاص على مواقعها وتطبيقاتها من أشكال الإساءة غير القانونية."