ماركيز: "الأهم أن يتذكرني الناس كشخص بذل قصارى جهده"

ليس رسميًا بعد، ولكن منذ أن بدأت شركة *ليبرتي ميديا* استحواذها على 86% من "موتو جي بي" في أبريل 2024 – وهي صفقة أُنجزت في يوليو من العام نفسه – لم تفعل سلسلة الدراجات الأشهر شيئًا سوى محاولة التشبه بسلسلة الفورمولا 1.
لطالما تفاخر مسؤولو *دورنا*، وبحق، بأن موتو جي بي تقدم عرضًا أكثر إثارة وواقعية من الفورمولا 1، لكن منذ بدء الاستحواذ، بدا واضحًا أن الهدف هو نسخ النموذج بدل تطوير هوية مستقلة.
في نوفمبر 2024، غيّرت *دورنا* شعار البطولة ليصبح ببساطة "MGP"، في خطوة تُذكر بتغيير الفورمولا 1 لشعارها إلى "F1" عام 2017.
ومنذ بداية موسم 2025، باتت اللغة البصرية والاستعراضية شبه متطابقة: نفس الزوايا، نفس الموسيقى، وحتى نفس بروتوكولات التتويج، منصة الفائزين أصبحت مطابقة تقريبًا، مع تعليق السائقين على السباق أمام شاشة بلازما، والموسيقى الخلفية تتشابه إلى حد الخلط بين مقطوعة برايان تايلر لـF1 (منذ 2018) وموسيقى ماركو بيلترامي لـMotoGP (منذ 2023).
وفي ميزانو، تم إطلاق "عرض ما قبل السباق" الجديد، حيث يقف جميع السائقين على شكل حرف U أثناء عزف النشيد الوطني – ومن يخرج عن النص يُغرّم، كما لو كان العرض أهم من السباق نفسه.
وبينما تبدو البطولة في أوج تحولاتها البصرية، يقترب مارك ماركيز من تحقيق لقبه العالمي التاسع. لكن ما بدا حدثًا تاريخيًا فقد بعضًا من بريقه في ظل تغييرات تنظيمية جديدة قد تؤثر على تصنيف الألقاب.
الآن، في ظل التوجه لتوحيد المعايير مع الفورمولا 1، تُعتبر ألقاب الفئات الدنيا في موتو جي بي (مثل 125 سي سي وموتو 2) غير مصنفة كألقاب عالمية، على عكس ما كان معمولًا به منذ عام 1949، بينما لا تحظى فورمولا 2 وفورمولا 3 بنفس الصفة رغم ارتباطهما الوثيق بـF1، ظل أبطال الفئات الصغرى في الدراجات النارية يُعتبرون أبطالًا للعالم... حتى اليوم.
في موتيجي، وقبل يومين فقط من السباق، ظهر ماركيز في المؤتمر الصحفي وهو يتعامل مع هذه "الواقعة" بنبرة هادئة ولكن لاذعة.
صحيفة *إل بيريوديكو دي كاتالونيا* نشرت، في 18 سبتمبر، تقريرًا يكشف أن ماركيز سيُحرم من احتساب لقبيه في فئتي 125 سي سي وموتو 2، إلى جانب 27 فوزًا في تلك الفئات.
ماركيز علّق قائلاً: "هذه الأمور لا تعتمد عليّ. في النهاية، الأهم بالنسبة لي هو الاستمرار في إضافة الألقاب. تاريخ الدراجات النارية لا يتغير، سيظل يُروى بطرق مختلفة. ولكني، شخصيًا، أركز على ما يمكنني التحكم به".
وساق مثالًا بسيطًا ومعبّرًا "سألوني كم مرة فاز ميسي بالكرة الذهبية. وأنا من مشجعيه، لم أكن متأكدًا... سبعة؟ ثمانية؟ تسعة؟ لا أعرف، ولكنني أعرف تمامًا ما فعله في برشلونة. هذا هو المهم. الناس لا تتذكر فقط عدد الألقاب، بل ما حققته وكيف حققته".
وأضاف ماركيز بتأمل "الأرقام مهمة، لكنها لا تعكس دائمًا القصة الكاملة. هذه البطولة – بهذا التوقيت، وبهذه الظروف – تعني لي أكثر من أي رقم. بالنسبة لي، عندما أعتزل، أريد أن يتذكرني الناس كسائق بذل قصارى جهده، أكثر من مجرد عدّاد ألقاب".
واختتم قائلاً: "كل مسيرة رياضية تختلف. البعض يُصاب أكثر من غيره، البعض يملك فرصًا أكبر، البعض يواجه صعوبات أكثر. في النهاية، المهم أن تصنع طريقك الخاص، وتفعل الأمور بطريقتك. وهذا ما أحاول فعله دائمًا".