من الرباط إلى الرياض: قصة طويلة بين الهلال وريال مدريد

يستهل ريال مدريد مشواره في كأس العالم للأندية بمواجهة الهلال، بطل الدوري السعودي 19 مرة وصاحب أربعة ألقاب آسيوية.
الفريقان ليسا غريبين عن بعضهما، فقد التقيا مؤخرًا في نهائي كأس العالم للأندية في الرباط (فبراير 2023)، حيث فاز رجال أنشيلوتي بنتيجة 5-3.
خلف هذه المواجهة تتوارى قصة أعمق، تبدأ من رغبة سعودية مستمرة منذ عقود في الوصول إلى مصاف النخبة الكروية العالمية، مدفوعة بإمكانات مالية ضخمة، ومحاولات متكررة للاستفادة من خبرات كروية عالمية، كان من أبرزها الاستعانة بأسطورتين من تاريخ ريال مدريد: فيرينك بوشكاش وهيكتور ريال.
البدايات الرسمية... حلم في طور التكوين
رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يعترف بالاتحاد السعودي حتى عام 1956، بدأت فكرة المنتخب الوطني في الظهور منذ عام 1951، وسُجلت أول مباراة رسمية له في يناير 1957 بتعادل 1-1 مع لبنان في بيروت.
وفي عام 1970، شرعت السعودية في بناء جهاز فني أجنبي، فاختارت أولًا الإنجليزي جورج سكينر، قبل أن تطمح لاستقدام اسم عالمي يُحدث صدى، وتحديدًا من عالم ريال مدريد.
محاولة مع دي ستيفانو... وتوصية بريال
عام 1975، أرسلت العائلة المالكة مبعوثين للتفاوض مع ألفريدو دي ستيفانو، لكنه رفض العرض لالتزامه مع رايو فاليكانو، واقترح بدلاً منه صديقه وزميله السابق في ريال مدريد، الأرجنتيني هيكتور ريال.
ريال قبل العرض، ورافقه في المغامرة المجري فيرينك بوشكاش، إلى جانب الطبيب والمدلك الإسباني خوسيه كاسترو رويبال، الذي تولى مهام طبية ورياضية متعددة.
مغامرة في أرض الصحراء
عاش الثلاثي عامًا مليئًا بالمواقف غير المألوفة، فقد انتقلوا من بيئة كرة قدم متقدمة إلى أخرى ناشئة.
وقال ريال في أحد تصريحاته: "كرة القدم هناك بدائية، لكن لديهم المال، وفي غضون 8 إلى 10 سنوات يمكنهم التقدم كثيرًا". وأردف: "لا يمكنك اللعب هناك إلا بين نوفمبر وفبراير، لأن الحرارة قد تصل إلى 60 درجة".
في كأس الخليج 1976، التقيا بأسطورة ثالثة، البرازيلي ماريو زاجالو، الذي كان يدرب الكويت، أداء السعودية في البطولة شهد خسائر أمام اليمن الجنوبي ومصر، وانتصارات على الإمارات وعمان، قبل السقوط أمام قطر والكويت والبحرين، ثم خسارة قاسية 1-7 أمام العراق.
تأسيس مدرسة تدريب وطنية
حرص ريال وبوشكاش على تأسيس مدرسة تدريب تهدف لتكوين مدربين محليين، وقد فوجئا بوجود مدرب إسباني في السعودية آنذاك، هو أراغوني، استُقدم من النمسا.
الكهرباء تنطفئ في أول تجربة
عام 1975، كان الملعب الوطني هو المرفق الوحيد القريب من المواصفات الأوروبية، مجهزًا بعشب صناعي، لكن دون إضاءة، فتم تركيب أعمدة إنارة لتجربتها في بطولة الصداقة بمشاركة منتخبات من تركيا ومصر وإيطاليا والنمسا.
لكن الفكرة فشلت، إذ لم تكن هناك محطة طاقة قادرة على تغذية الإضاءة، وغرقت الرياض في الظلام.
العودة... والبدايات الحقيقية
بعد أقل من عام، عاد الثلاثي إلى إسبانيا. تولى بيل ماكغاري المهمة خلفًا لهم، حتى تولى خليل الزياني المهمة عام 1986، ليصبح أول مدرب سعودي للمنتخب الوطني.
وقع ريال مع ديبورتيفو لاكورونيا في يونيو 1976، أما بوشكاش فغادر إلى كولو كولو التشيلي، قبل أن يرحل لاحقًا إلى أيك أثينا اليوناني.