موراتا: "قد لا أعود إلى المنتخب... لا أستحق الإهانات"

كشف قائد منتخب إسبانيا، ألفارو موراتا، عن تعافيه من مشاكل الصحة النفسية التي عانى منها العام الماضي قبل انطلاق بطولة أوروبا، لكنه أقرّ بأن مواصلة تمثيل المنتخب الوطني "لا تستحق العناء" إذا كانت تعني التعرّض للإهانات وصافرات الاستهجان.
وفي الفيلم الوثائقي الجديد*"موراتا: أنت لا تعرف من أنا"، الذي يُعرض لأول مرة على منصة "موفيستار بلس" هذا الثلاثاء، يتحدث موراتا بصراحة عن تجربته مع الاكتئاب ونوبات الهلع التي أصابته خلال فترته الأخيرة مع أتلتيكو مدريد، والدور الذي لعبه العلاج النفسي في تعافيه، إضافة إلى انعكاسات حياته الشخصية، ومنها انفصاله المؤقت عن شريكته أليس كامبيلو.
الضغط النفسي والاعتداءات الجماهيرية
من بين العوامل التي أثّرت على حالته النفسية، يشير موراتا إلى الضغوط الإعلامية والانتقادات الحادة والإهانات التي تعرض لها هو وعائلته، سواء من الجماهير في الملاعب أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الضغوط دفعته لإعادة النظر في الاستمرار مع المنتخب الإسباني.
وقال في الفيلم: "هل يستحق الأمر أن أُهان كل مرة أزور فيها إسبانيا مع عائلتي؟ أن يُسخر مني الناس في الشارع وعلى الإنترنت؟ لا أعرف إن كان الأمر يستحق. هل من المنطقي أن أواصل ارتداء قميص المنتخب لأتلقى صافرات الاستهجان والشتائم؟ لا أظن".
وأضاف: "بعد فوزنا ببطولة أوروبا، كنت أظن أن الناس سيُظهرون احترامًا أكبر. أعلم أن كرة القدم قد تجلب الإحباط، لكن إذا أحببت لاعبًا، فدعمه في الأوقات الصعبة هو ما يُثبت ذلك الحب".
أزمة الثقة بعد مباراة البرتغال
تأتي تصريحات موراتا في أعقاب مباراة إسبانيا ضد البرتغال في نهائي دوري الأمم الأوروبية هذا الشهر، والتي أهدر فيها ركلة ترجيح حاسمة، بعدها ألمح إلى احتمال غيابه عن معسكر المنتخب في سبتمبر، ما فتح باب التساؤلات حول مستقبله الدولي.
وقد سبق لموراتا، البالغ من العمر 32 عامًا، أن كشف في أكتوبر الماضي عن معاناته مع اضطرابات نفسية، وهو ما دفعه لاحقًا لمغادرة أتلتيكو مدريد والانضمام إلى ميلان، قبل أن ينتقل إلى ناديه الحالي، غلطة سراي التركي.
صراع داخلي وتجربة مظلمة
قال موراتا في الفيلم: "كنت خائفًا من كل شيء. راودتني أفكار مدمّرة جعلتني أفكر حتى في التظاهر بالإصابة لأتجنب الذهاب للتدريبات. كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة مظلمة، أشعر أن الجميع يراقبني، بينما عقلي يرسل لي رسائل مرعبة طوال الوقت".
بفضل نصيحة من شريكته، بدأ موراتا جلسات علاج نفسي في 12 أبريل، قبل شهرين فقط من انطلاق البطولة الأوروبية.
وقالت طبيبته النفسية، بيلار دي كاسترو مانغلانو، من عيادة جامعة نافارا: "كان يعاني من ألم نفسي هائل، توتر واكتئاب حاد. لم يكن يريد الذهاب إلى البطولة وكان يفكر جدّياً في اعتزال كرة القدم. لم يكن لديه أي درع يحميه من القسوة الخارجية".
الدعم والتعافي
أشاد موراتا بالدعم الذي تلقّاه من أشخاص مقربين، بينهم النجم الإسباني السابق أندريس إنييستا، الذي مرّ بتجربة مماثلة، وكذلك من مدرب المنتخب الحالي، لويس دي لا فوينتي، قائلاً: "كنت في أصعب لحظات حياتي، وقد منحني ثقته. لم يكن فقط مدربًا يفهم مشكلتي، بل تعامل معها وكأنها مشكلته الشخصية. على المستوى الإنساني، هو أفضل مدرب تعاملت معه على الإطلاق".