نجم تألق في كأس العالم وفضّل البقاء في تركيا على عروض أوروبية مغرية

بطولات كأس العالم تشكل دائمًا فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الكروية، وكانت نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان مثالًا واضحًا، حيث برز اسم الجناح التركي حسن ساس كأحد أبرز نجوم البطولة.
قاد المدرب شينول غونيش منتخب تركيا لتحقيق إنجاز تاريخي باحتلال المركز الثالث، في ثاني مشاركة فقط للمنتخب في كأس العالم، وكان ساس أحد الأبطال الرئيسيين، إذ سجّل هدفين وصنع ثلاثة، بينها تمريرة حاسمة ضد البرازيل.
هذا التألق منحه مكانًا في تشكيلة كل النجوم للبطولة، متفوقًا على أسماء لامعة مثل رونالدينيو وكافو، بل جاء ترتيبه متقدمًا على بعضهم في تصنيف الكرة الذهبية لعام 2002، الذي شهد فوز رونالدو بالجائزة.
أداء ساس جذب أنظار أندية أوروبية كبرى، وكان نادي ليفربول الإنجليزي من بين المهتمين بالتعاقد معه، إلى جانب بايرن ميونيخ وإنتر، بحسب ما ذكره وكيل أعماله هاكان أزمان لشبكة *سكاي سبورتس*.
قال أزمان: "بسبب تألقه في كأس العالم، أبدت العديد من الأندية إعجابها به. لكن بمجرد علمهم بانتهاء عقده في صيف 2003، قرروا الانتظار. ليفربول استفسر عن وضعه لكنه لم يقدم عرضًا رسميًا حينها".
وبالرغم من الإغراءات، قرر ساس البقاء في جالاتا سراي، مفضلًا الراحة المالية في تركيا على عروض أوروبية أقل من حيث المقابل المادي.
وفي مقابلة لاحقة مع قناة *سكاي تورك* نقلتها صحيفة *حريت*، قال ساس: "بعد كأس العالم، تحدث معي وكلاء كثر أرادوا نقلي إلى أوروبا، لكنني الآن أدرك أن بعضهم لم يكن مؤهلاً بالشكل الكافي، ليفربول أراد التعاقد معي، لكن العرض المالي لم يكن مغريًا مقارنة بما كنت أتقاضاه في تركيا بسبب الأزمة الاقتصادية في أوروبا وقتها، لو كنت أملك الوعي الذي لدي اليوم، كنت سأقبل العرض وأغادر دون تردد".
ساس انضم إلى جالاتا سراي عام 1998 قادمًا من أنقرة جوجو، لكنه غاب عن جزء كبير من موسمه الأول بسبب إيقافه بعد اكتشاف مادة محظورة في جسده.
عاد بقوة في موسم 1999/2000 وساهم في تحقيق لقب الدوري التركي وكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليًا) بعد الفوز على آرسنال.
في 2002، عاد المدرب فاتح تيريم لقيادة الفريق، لكن النادي دخل في مرحلة تراجع تدريجي على الساحة الأوروبية.
الإعلام المحلي أشار لاحقًا إلى أن إعادة تيريم كانت خطوة غير موفقة، وسط مشاكل هيكلية ومالية متفاقمة في النادي.
قال الصحفي سميح غوموش لقناة الجزيرة عام 2004: "فاتح تيريم صنع فريقًا من الطراز العالمي، لكنه لم ينجح في بناء نادٍ بمستوى عالمي. اليوم، جالاتا سراي هو النادي الأعلى ديونًا في تركيا، مع التزامات تقترب من 150 مليون دولار".
رغم هذه التحديات، بقي ساس مخلصًا للنادي، وأكمل مسيرته حتى اعتزاله في 2009. شارك في 354 مباراة، سجل 38 هدفًا وصنع 95، وفاز مع الفريق بـ:
- 5 بطولات دوري تركي
- 3 كؤوس محلية
- كأس السوبر الأوروبي
- كأس السوبر التركي
بعد اعتزاله، تولى ساس عدة مهام في النادي، أبرزها العمل كمساعد مدرب بين 2011 و2013، ثم من 2018 إلى 2020.