هل يمكن أن يتم إخراج إسرائيل من مسابقات كرة القدم الأسبوع المقبل؟

منذ أن أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة رسميا أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة ، تزايدت الدعوات إلى تعليق مشاركة البلاد في المسابقات الدولية لكرة القدم.

ويشارك المنتخب الإسرائيلي حاليا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم للرجال الصيف المقبل، فيما يشارك نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي.

وقال مسؤول كبير في أحد اتحادات كرة القدم لهيئة الإذاعة البريطانية إن العديد من الدول تضغط من أجل التصويت على ما إذا كان سيتم إخراج إسرائيل من كرة القدم الأوروبية، وإن قيادة الهيئة الحاكمة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم تريد التصرف.

وطالب الاتحاد التركي لكرة القدم يوم الجمعة بمنع إسرائيل من المشاركة في كرة القدم، ووقعت مجموعة من 48 رياضيا على رسالة مشتركة تدعو إلى تعليق مشاركة البلاد في كرة القدم.

وذكرت صحيفة تايمز أن التصويت قد يتم في الأسبوع المقبل وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود حملة ضد ذلك.

وتزامنا، تعهدت وزارة الخارجية الأميركية بمقاومة أي محاولة لمنع إسرائيل من التأهل المحتمل لكأس العالم التي ستقام في معظمها على الأراضي الأميركية.

وسيتم اتخاذ القرارات بشأن المسائل المهمة في كرة القدم الأوروبية من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الهيئة الحاكمة للقارة.

وتسيطر اللجنة التنفيذية -التي تتألف من 20 مسؤولاً من الدول الأعضاء المختلفة- على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وتشرف على إدارة حوكمته وماليته وقواعده.

ويترأس المجموعة الرئيس ألكسندر تشيفرين، الذي تولى المنصب منذ خلافة ميشيل بلاتيني في عام 2016.

ويتم بعد ذلك انتخاب ستة عشر عضوًا لمناصبهم عن طريق التصويت، بينما يمثل اثنان رابطة الأندية الأوروبية (ECA)، ويمثل واحد منظمة الدوريات الأوروبية.

ولا يتم بالضرورة الإعلان عن الاجتماعات الطارئة للمجموعة للعامة، وحتى بعد الإعلان عن نتيجة التصويت، لا يكشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عادة عن الأعضاء الذين صوتوا في أي اتجاه.

ولكي يتم التصويت على أي قرار من قبل اللجنة التنفيذية، هناك حاجة إلى أغلبية بسيطة من 11 من أصل 20 عضوا.

وفي الواقع، لا يقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عادة بإجراء تصويت رسمي على لجنته التنفيذية إلا عندما يعرف أن النتيجة ستكون واضحة في اتجاه أو آخر.

وتعتبر القرارات التي تتخذها المجموعة نافذة بشكل فوري، وهو ما يعني أن قرار تعليق عضوية إسرائيل من الناحية النظرية سيتم تنفيذه على الفور.

وبما أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو الذي يدير عملية تصفيات كأس العالم في أوروبا، فإن إسرائيل ستُمنع فعليا من المشاركة في البطولة التي ستقام في الصيف المقبل.

وينتمي أعضاء اللجنة التنفيذية الستة عشر المنتخبون إلى مجموعة من الدول، ويمثلون اتحاداتهم الوطنية لكرة القدم. ومن بينهم موشيه زواريس، وهو إسرائيلي انتُخب هذا العام.

ومن بين الاتحادات الأربعة الأخرى، ينتمي أربعة منها إلى دول - إسبانيا والنرويج وألبانيا وأرمينيا - أصدرت حكوماتها رسائل مؤيدة لفلسطين. مع ذلك، باستثناء تركيا، لم يُعلن أي اتحاد كرة قدم آخر موقفه علنًا من مشاركة الفرق الإسرائيلية في مسابقات كرة القدم الدولية.

وناصر الخليفي، رئيس رابطة الأندية الأوروبية، شخصية نافذة للغاية. وهو أيضًا رئيس نادي باريس سان جيرمان، بطل أوروبا، ورئيس مجموعة بي إن الإعلامية، أحد أكثر شركاء البث ربحًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

والخليفي لاعب تنس سابق من قطر، وانتقد ما وصفه بـ"السلوك الإسرائيلي المتهور" بعد أن نفذت القوات الإسرائيلية غارة على كبار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر. ولم يُدلِ الخليفي بأي تعليق علني بشأن مشاركة إسرائيل في المنافسات.

وممثل رابطة الدوريات الأوروبية هو زميله ميغيل أنخيل جيل مارين، الرئيس التنفيذي لنادي أتلتيكو مدريد، وهو إسباني، في حين أن ممثل الدوريات الأوروبية كلاوديوس شافر هو سويسري.

ويحتاج أي قرار يتخذه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن تعليق عضوية إسرائيل إلى تصديق من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد ذلك.

وعندما تم إخراج روسيا من مسابقات كرة القدم في عام 2022، أعلنت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن هذا القرار في بيان مشترك بعد أربعة أيام فقط من بدء الغزو الكامل لأوكرانيا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "مهمة للغاية".

وحتى أن إنفانتينو دعا ترامب للمشاركة في حفل تقديم كأس العالم للأندية في يوليو، وترك نسخة طبق الأصل من كأس البطولة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

وإدارة ترامب مؤيدة بشدة لإسرائيل، وانتقدت بشدة قرار المملكة المتحدة وغيرها من الدول بالاعتراف بدولة فلسطينية، وهي الآن توضح معارضتها لأي خطة لمنع إسرائيل من المشاركة في كأس العالم.

وحضر جياني إنفانتينو حفل تنصيب دونالد ترامب في يناير وقام بزيارات متعددة إلى البيت الأبيض منذ ذلك الحين.

وفي يوم الجمعة، وقعت مجموعة من 48 رياضيا على بيان يطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بـ"تعليق مشاركة إسرائيل على الفور" في جميع المسابقات حتى "تلتزم بالقانون الدولي وتتوقف عن قتل المدنيين" في غزة.

ويعد بطل كأس العالم الفرنسي بول بوجبا أبرز من وقع على العقد، في حين يعد لاعب وسط كريستال بالاس شيخ دوكوري اللاعب الوحيد الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي وقع على العقد، إلى جانب آخرين بما في ذلك جناح تشيلسي السابق حكيم زياش، وقائد إيبسويتش السابق سام مرسي، ولاعب الكريكيت الإنجليزي السابق معين علي.

وقال الموقعون في البيان إنهم "صوت موحد لمحترفي الرياضة من جميع أنحاء العالم، يدافعون عن العدالة والإنصاف والإنسانية في الرياضة".

وأضاف البيان "إن تصرفات إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي وتتناقض مع مبادئ الاحترام والسلامة والسلام التي تمثلها الرياضة".

وتابع "الرياضة ليست محايدة في مواجهة الظلم. الصمت يعني القبول بأن حياة البعض أقل قيمة من حياة الآخرين".

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قاوم في السابق الدعوات لمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقاتها، حيث قال تشيفرين في أغسطس إنه يعارض الحظر بشكل عام.

وقال السلوفيني "أعتقد أنه ينبغي لجميع الرياضيين أن تتاح لهم الفرصة للمنافسة، وأنه ينبغي التعامل مع الأمور الأخرى بشكل مختلف".

ولكن المنظمة تعرضت لانتقادات شديدة - بما في ذلك من قبل نجم ليفربول محمد صلاح - في الصيف عندما نشرت عن لاعب كرة القدم الفلسطيني سليمان العبيد على وسائل التواصل الاجتماعي لكنها لم تشر إلى الظروف المحيطة بوفاته.

وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إنه قتل في هجوم إسرائيلي أثناء انتظاره مساعدات إنسانية في جنوب قطاع غزة.

وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن عدد لاعبي كرة القدم الذين قتلوا أو ماتوا جوعاً في غزة بلغ 421 لاعباً، بينهم 103 أطفال.

وفي وقت لاحق، وضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لافتات على أرض الملعب قبل مباراة كأس السوبر بين باريس سان جيرمان وتوتنهام في إيطاليا في أغسطس الماضي، كتب عليها "أوقفوا قتل الأطفال" و"أوقفوا قتل المدنيين".

وأصبح الاتحاد التركي لكرة القدم الآن أول عضو في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يطالب علناً بإيقاف إسرائيل عن المشاركة في الاتحاد.

وقال رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم إبراهيم حاجي عثمان أوغلو "على الرغم من وضع أنفسهم كمدافعين عن القيم المتحضرة والسلام، فإن عالم الرياضة ومؤسسات كرة القدم ظلت صامتة لفترة طويلة".

وأضاف "حان الوقت للفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم للتحرك. يجب منع إسرائيل من جميع المسابقات الرياضية فورًا".

وشن الجيش الإسرائيلي حملة في غزة رداً على الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

وقُتل ما لا يقل عن 65502 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ ذلك الحين، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.

وكان هيكتور بيليرين، مدافع أرسنال السابق وريال بيتيس الحالي، صريحا بشأن الصراع بين إسرائيل وغزة، وقال لبي بي سي إنه يشعر بأن القواعد لم تطبق بشكل متساو على روسيا وإسرائيل.

وقال الإسباني "لا أفهم كيف حُرمت روسيا من المشاركة في أي رياضة عندما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والآن أصبح المقياس مختلفًا لما يحدث مع إسرائيل. لا أعتقد أن هذا صحيح".

وأضاف "هناك أطفال وعائلات تُقصف يوميًا. أتمنى أن يبادر جميع زملائي وجميع منظمات كرة القدم، لأن كرة القدم في أغلب الأحيان هي المكان الذي يتطلع إليه الناس".

ولكن آخرين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بمكانها في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ووقال سيمون جونسون، المدير السابق للشؤون المؤسسية في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والرئيس التنفيذي السابق للمجلس القيادي اليهودي "إن قيام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أو الفيفا بإزالة إسرائيل من مسابقات كرة القدم سيكون بمثابة خيانة للمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "هذا عمل من أعمال التشهير وتشويه سمعة إسرائيل ونزع الشرعية عنها، وذلك لن يؤدي إلى إنهاء الحرب أو إحلال السلام في المنطقة".

ويبدو أن الضغوط تتزايد باتجاه اتخاذ قرار رسمي، وهو القرار الذي قد يؤدي، أيا كان مساره، إلى عواقب وخيمة تتجاوز حدود كرة القدم.