هل يمكن الفوز بالألقاب بالاعتماد على الدفاع فقط؟ أرسنال يحاول إعادة إثبات ذلك

يظل السؤال قائماً: هل يمكن تحقيق الألقاب من خلال قوة الدفاع وحدها؟ في الدوري الإنجليزي الممتاز.
أثبت جوزيه مورينيو مع تشيلسي قبل 20 عامًا أن ذلك ممكن، حين قاد فريقه لاستقبال 15 هدفًا فقط في موسم كامل، وهو رقم قياسي لم يُكسر حتى الآن، رغم هيمنة مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا في السنوات الأخيرة.
اليوم، يبدو أن أرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا يسير على خطى ذلك الفريق التاريخي.
بعد مرور عشر مباريات هذا الموسم، استقبل الفريق ثلاثة أهداف فقط، بفضل صلابة خط الدفاع المكوّن من رايا وتمبر وساليبا وماجالهايس وكالافوري، إلى جانب غطاء الوسط الذي يقدمه زوبيميندي وديكلان رايس.
داخل مركز التدريب في "لندن كولني"، يُشيد العاملون بكمال عمل أرتيتا واهتمامه المهووس بالتفاصيل.
في موسمه السادس مع الفريق، وبعد وصوله إلى 300 مباراة كمدرب، نجح في بناء منظومة دفاعية منظمة، تسعى لتحطيم أرقام تشيلسي، والوصول أخيرًا إلى اللقب الغائب منذ 2004.
رغم فارق العشر نقاط عن ليفربول في الموسم الماضي، لم يُصب أرسنال بالإحباط، بل استخدم الإخفاق كدافع.
أرتيتا وفريقه الفني، بقيادة ستويفنبرغ ومولينا وهاينز، ركزوا على تجنب الأخطاء السابقة، وتحقيق الاستمرارية في الأداء.
ومع تطور الشق الهجومي بضم إيزي، جيوكيريس، مادويكي، وانضمامهم لساكا ومارتينيلي وتروسارد وغيرهم، أصبح الفريق أكثر قدرة على الحسم، دون أن يتخلى عن صلابته الدفاعية.
بوكايو ساكا، أكثر اللاعبين مشاركةً مع أرتيتا، يلخص فلسفة المدرب بقوله: "حتى عندما تسير الأمور على ما يرام، يواصل البحث عن التحسين. لا يهدأ حتى يجد وسيلة جديدة للتقدم".
اليوم، أرسنال هو الفريق الأفضل دفاعيًا في تاريخه الممتد 138 عامًا، بأقل من نصف هدف في كل مباراة (0.428)، ويتصدر الدوري، وحقق بداية قوية في دوري الأبطال وكأس الاتحاد.
رغم أن الدفاع القوي لم يكن كافيًا لتحقيق اللقب الموسم الماضي، فإن الأرقام تشير إلى أن خمسة من آخر ثمانية أبطال للدوري كانوا الأفضل دفاعًا. فهل ينجح أرتيتا في تكرار معجزة تشيلسي؟ الإجابة قد تكتب نهاية موسم 2025.