\" الوجوه السبعة للتحكيم \" محاضره قيمة لمعلق رياضى ليبى متميز ومتمكن
فى سهرة رمضانية ممتعه احتضنت لجنة التحكيم الفرعية بمدينة بنغازى الليبية يوم السبت الماضى ضمن اطار البرنامج العام المعد من قبل لجنة التحكيم العامة فى ليبيا خلال هذا الموسم محاضرة متميزه حملت عنوان (الوجوه .. السبعة للتحكيم ) قام بألقاءها محاضر متميز ومتمكن هو المعلق الرياضى والصحفى القدير الليبى محمد بالرأس على وسط حضور العديد من المهتمين بالمجال الرياضى من حكام واعلاميين وغيرهم ولأهمية هذه المحاضره القيمة يسرنا ان نقدمها لزوار موقعنا الأعزاء كما هى وعلى النحو التالى :
الوجوه.. السبعة للتحكيم
هناك وجه واحد رائع لكل حكم ممتاز فى كرة القدم ، غير ان هذا الوجه الرائع لايناله ويمتلكه الحكم الممتاز او الجيد ، الا بعد اثر وعمق ومكابدة فى سبعة وجوه تمثل المقدرة والأتزان والتواصل فى مجال التحكيم بصفة عامة .
وليس بأمكان اى حكم اراد الأمتياز والجوده فى مجاله ، ان لايعرف وجها من هذه الوجوه السبعه ، حيث اختصار او تجاوز او أهمال لوجه من الوجوه السبعه ،يؤثر سلبا وربما الى حد بعيد فى تشكيل الوجه الرائع لحكم كرة القدم .
تحكيم كرة القدم بكل حالاته وأشكاله والوانه عبر مراحل تطوره التى بدأت اواخر القرن الثامن عشر ، خضع للوجوه السبعه ، وأن كانت البداية متواضعه ومحفوفه بالمخاطر ، فأن المرحلة الحالية مزدهرة وتكاد تصل الى الكمال برغم نقائض البشر وأستحالة وصولهم الى الدرجة الكاملة فى اداء اى شىء يقومون به .
ومنذ الستينيات شكلت الوجوه السبعة للتحكيم اول اساس التطور الخلاق ، وأنصب ذلك على فهم ممزوج بذكاء مؤثر فى الأستفادة من السلطات التقديريه الممنوحه للحكم ، فبات ابداع الحكام فى قيادة المبارايات يظهر مايوازى اللعب الجميل ويضيف للمبارايات اثارة متزايدة .
وأنطلاقا من السبعينيات أخذت كلمات الغزل والمديح والأطراء تنهال على الحكام الممتازين ، وقيل ان الحكم الممتاز اشبه بالطائر المغرد تغريدا جميلا يشد الأنتباه ويحدث التناغم ، ولكن الحكم فى كل الأحوال ليس طائرا محلقا فى الفضاء دون عوائق فهو يواجه العواصف والبرودة الشديدة كما يواجه الشمس الحارقه .
الوجوه السبعه التى لايمكن رؤيتها الى فى وجه الحكم الممتاز أو الجيد .. شكلت حماية مابعدها حماية لصيانة مبادى ومفاهيم التحكيم الصحيح .
لقد كانت الرشوة سلاحا مؤثرا لأختراق التحكيم وكان تهديد وتخويف الحكام بوسائل مختلفه مؤثرا على قرارات الحكام فى 116 مباراة اقيمت تحت اشراف وحماية الأتحاد الدولى لكرة القدم .. لكن الحكام اصحاب الوجوه الرائعة الذين مروا وتمارسوا بالوجوه السبعه للتحكيم لم يسقط ايا منهم فى فخ الرشوة او التهديد فى كل الدول التى تقيم نشاطاتها الكروية تحت مظلة الأتحاد الدولى لكرة القدم .
حكم كرة القدم الممتاز أو الجيد مهمته الحفاظ على عدالة المنافسة بين فريقين يتباريان ويسكبان العرق مدرارا من أجل التفوق ، والحكم الذى يعطى القوة والصلابة والتقان والمرونة فى تطبيق القانون يكسب وجها رائعا ، ويحافظ على هذا الوجه من خلال تواصله مع الوجوه السبعه للتحكيم التى تعنى الأستمرار والتواصل الى الأفضل .
والوجوه السبعة للتحكيم مترابطه فى قلوب وعقول الحكام العاشقين للتحكيم الذين يقومون بواجبهم بدافع م ضمائرهم ولايكترثون للمكافآت الماليه التى يتحصلون عليها .
وللتحكيم عند الحكام الأنقياء زخما عاطفيا متمثلا فى الشعور بالذنب فى ان تكون قراراتهم قد سببت ضررا لهذا الفريق أو ذاك .. وهذه العاطفه لاتخلو من غضب ، نتيجة الأستخفاف بقراراتهم أو عدم اخذها على محمل الجد .
التحكيم عقل وعاطفه
الحالة الحقيقية التى يعيشها الحكم من ناحيتى العقل والعاطفه خلال ادارته لمباراة مهمة ، وهذا وفق مقياس بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم الأخيرة فى البرتغال :
الحالات | الوقت | العقل والعاطفه |
يجرى اثناء المباراة | 43 دقيقة | مؤثرة عقليا |
يتوقف مع توقف اللعب | 15 دقيقة | مؤثرة عاطفيا |
يتكلم مع لاعب أو مدرب | 5 دقائق | مؤثرة عاطفيا |
ينظر الى الجمهور | 5 دقائق | مؤثرة عاطفيا |
يعطى الأنتباه الى المساعدين | 10 دقائق | مؤثرة عقليا |
سرحان خارج الملعب | 5 دقائق | مؤثرة عاطفيا |
اتمام حالات الأستبدال | 7 دقائق | مؤثرة عقليا |
وهذه الدراسه التى شارك قيه نخبة من اطباء اوروبا الى جانب خبراء كرة القدم تؤكد ان الحكم خلال مسار المباراة يتأثر عقليا على مدى 60 دقيقة ويقع تحت تأثيرات عاطفية خلال 30 دقيقه من زمن كل مباراة يتولى ادارتها .