إنتر في أزمة قبل موقعة برشلونة

يتغير المزاج في كرة القدم بسرعة، خاصةً في جدول مزدحم كجدول الموسم الحالي، حيث تكفي نتيجة واحدة لتقلب كل المعطيات، هذا ما حدث مع إنتر، الذي انتقل خلال أربعة أيام فقط من الحديث بثقة عن إمكانية تحقيق "الثلاثية"، إلى مواجهة ضغوط غير مسبوقة هذا الموسم.
تجلت هذه التحولات بوضوح في الصحافة الإيطالية، خصوصًا بعد خروج "النيرازوري" من كأس إيطاليا رغم فوزه الكبير على ميلان بثلاثية نظيفة، وذلك عقب هزيمته المفاجئة أمام بولونيا بهدف دون رد في الدوري.
وبالإضافة إلى ما وصفه المدرب سيموني إنزاغي بـ"الإرهاق الذهني" بعد خسارة ديربي "ديلا مادونينا"، أجمعت التحليلات على أهمية غياب المهاجم الفرنسي ماركوس تورام، الذي غاب عن مباراتي بولونيا وميلان بسبب إصابة في العضلة المقربة اليسرى.
هذا الغياب كان مؤثرًا لدرجة أن الفريق لم يشهد هزيمتين متتاليتين كهاتين منذ عام 2023، ونتيجة لذلك، باتت عودة تورام أولوية قصوى قبل مواجهة إنتر المرتقبة أمام برشلونة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء المقبل، في ملعب مونتجويك.
"بدون تورام لا يوجد شيء"، بهذا العنوان لخصت صحيفة *لا غازيتا ديلو سبورت* حال الفريق، مشيرة إلى أن إصابة المهاجم الفرنسي "أطفأت الضوء" عن هجوم إنتر.
ويُنظر إلى تورام على أنه الشريك المثالي للأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في خط الهجوم، حيث سجل تورام 17 هدفًا وقدم 5 تمريرات حاسمة هذا الموسم، مقابل 21 هدفًا و6 تمريرات حاسمة للاوتارو، الذي لم يكن في أفضل حالاته خلال ديربي الكأس الأخير.
لكن الاهتمام لا ينصب فقط على لاوتارو، بل أيضاً على من يرافقه، إذ يتعرض كل من مهدي طارمي وخواكين كوريا لانتقادات لاذعة، تضعهما عمليًا خارج خطط إنتر للموسم القادم.
علّقت *لا غازيتا* على أدائهما قائلة: "إنهم لا يلبّون المستوى المطلوب"، كوريا، الذي شارك أساسيًا أمام بولونيا، استُبدل بعد ساعة من اللعب في مباراة باهتة، بينما تلقى طارمي صافرات استهجان من جماهير سان سيرو عقب أدائه المخيب ضد ميلان، حيث لم يسدد أي كرة طوال اللقاء، وسجل فقط ثلاثة أهداف طوال الموسم.
في ظل هذه المعطيات، تبرز إمكانية إشراك النمساوي ماركو أرناوتوفيتش في مواجهة برشلونة، رغم أن الأولوية تظل لتورام للعب بجوار لاوتارو.
أرناوتوفيتش قدم مؤخرًا أداءً لافتًا، إذ سجل أربعة أهداف في آخر أربع مباريات بدأها كأساسي ضد فيورنتينا، ومونزا، وأودينيزي، وكالياري.
ويبدو أنه يقدم أداءً أفضل عند إشراكه من البداية مقارنة بدخوله كبديل، وقد يحصل على فرصة المشاركة أساسياً أمام روما يوم الأحد، بينما يُمنح تورام المزيد من الوقت للتعافي.
ولا يقتصر الضغط على خط الهجوم فقط، إذ يعاني إنتر من غيابات أخرى مؤثرة قبل مواجهة روما، فكل من أليساندرو باستوني وهنريك مخيتاريان موقوفان، بينما يواصل إنزاغي مراقبة الحالة البدنية لكل من بيوتر زيلينسكي ودينزل دومفريس، اللذين يأمل الفريق في استعادتهما قبل لقاء العودة أمام برشلونة في السادس من مايو على ملعب سان سيرو.
بعد الهزيمة في الكأس، قرر إنزاغي منح اللاعبين يوم راحة، لكنه حذر في تصريحاته من أن فريقه يعاني من "إرهاق ذهني"، وهو ما يعكس حجم الضغوط المحيطة بالنادي في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم.