آنا كارفاخال: رحلة تحدي النفس نحو المجد الأولمبي

في نصف نهائي بطولة العالم بفوكوكا، المؤهلة للأولمبياد، حصلت آنا كارفاخال، البالغة من العمر 16 عامًا، على تذكرتها إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وتأهلت إلى نهائي البطولة حيث أنهت المركز الثامن في اليوم التالي.
كان كل شيء يبدو على ما يرام، لكن الأمور تغيرت في 2023 للأسوأ، كما تعترف كارفاخال.
"بدأت أركز كثيرًا على آراء الآخرين وأطالب نفسي بأكثر مما أستطيع تحمله، وكان ذلك يؤثر سلبًا على أدائي في المسابقات"، تقول بصراحة.
بعد عامين تقريبًا، ومع انطلاق بطولة أوروبا في أنطاليا، أصبح عمرها 18 عامًا، وهي التي حصلت سابقًا على الميدالية البرونزية في الألعاب الأوروبية، تملك الآن ميداليات ذهبية وفضية أوروبية، بالإضافة إلى المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين وخبرة أولمبية بعد احتلالها المركز الرابع عشر في حدث المنصة في باريس.
لكن الأهم من ذلك أنها تجاوزت العديد من اللحظات الصعبة، وقالت: "شهدت الأشهر الأخيرة تقلبات كبيرة، لكن المسابقات التي شاركت فيها عززت ثقتي بنفسي".
أفضل لحظات مسيرتها جاءت قبل 10 أشهر عند تأهلها لنهائي كأس العالم بفوكوكا وللألعاب الأولمبية، لكنها واجهت ضغطًا نفسيًا شديدًا بعدها: "بعد التأهل، شعرت بأنني يجب أن أستمر في الأداء بنفس المستوى، وهذا وضع علي ضغوطًا كبيرة".
عام 2024 كان تحديًا كبيرًا، خصوصًا بعد إصابتها في إصبعها أبريل الماضي، والتي أبعدتها عن التدريب لشهر تقريبًا، لكنها تمكنت من العودة قبل بطولة أوروبا، "تعاملت مع الإصابة بدعم الطبيبة النفسية ساندر تاباسكو ومدربي أرتورو ميراندا، الذين ساعدوني على استعادة ثقتي".
العمل النفسي كان المفتاح لتجاوز الصعوبات، فقد تعلمت كيفية التعامل مع المنافسات بهدوء وواقعية، "الأمر يتعلق بالتدريب الجاد والمنافسة، والقدرة على تنفيذ القفزات التي تدربت عليها مرارًا"، تقول.
تغيرت عقلية آنا في طريقها للألعاب، مع فريقها الذي ساعدها على إدارة ضغوطها، مما جعلها تشعر براحة أكبر في 2024.
أثبتت ذلك بفوزها بالميدالية الذهبية في منصة العشرة أمتار والفضية في المنصة المتزامنة مع فاليريا أنتولينو في بطولة أوروبا، وأكدت تجربتها في الأولمبياد أنها على المسار الصحيح "أتعامل الآن مع المنافسات بأقل ضغط، وأركز على الأداء وليس النتائج فقط".
تؤكد كارفاخال أن تجربتها في بلغراد كانت نقطة تحول، حيث انخفضت توقعاتها ونجحت في التركيز والاستمتاع بالأداء رغم الإصابة، "كانت الأمور تسير على ما يرام عندما كنت مسترخية، وهذا غير تفكيري في المنافسات".
بثقتها المتجددة، بدأت موسم 2024-2025 بتفاؤل، إذ تعلمت قفزات جديدة وأتقنت أخرى صعبة، مؤكدة أن تطورها لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل على الجانب الذهني أيضًا.
"شعرت بقفزة في أدائي الذهني، وأصبحت أقوم بحركات لولبية كنت أجدها صعبة سابقًا. أهدف لزيادة مستوى صعوبة قفزاتي تدريجيًا، لكن بهدوء وتركيز"، تقول.
تتطلع كارفاخال إلى استمرار النمو دون التسرع، مؤكدة أن هدوءها هذا الموسم هو ثمرة تركيزها على إتقان قفزاتها والضغط على نفسها بشكل معتدل.
تتذكر أيضًا خسارتها لقفزة في بطولة العالم للناشئين، لكنها تعتبرها تجربة تعليمية مهمة، تؤكد أنها تريد اكتساب المزيد من الخبرة دون توقعات مبالغ فيها.
افتتحت حضورها في بطولة أوروبا ببلغراد بحصولها على المركز الخامس في الفريق المختلط، مؤكدة أن هدفها الرئيسي هو تطوير مهاراتها أكثر والتنافس بثقة.
كارفاخال لا تعيش في الماضي، بل تركز على تحديات المستقبل في ظل منافسة أشد، عاقدة العزم على تحسين أدائها والوقوف على منصة التتويج.
"لقد تعلمت أن أكون جاهزة دائمًا وأمارس الضغط على منافسيني. أنا مستعدة للتطور والتحدي"، تختم حديثها بثقة.