أزمة إيزاك تهز نيوكاسل: خيانة أم مطالبة مستحقة؟

في شمال شرق إنجلترا البارد، بعيدًا عن صخب لندن، تقع نيوكاسل؛ مدينة تعرف جيدًا معنى الولاء والانتماء. هناك، حيث "مدينة واحدة، نادٍ واحد"، يُنظر لكرة القدم بوصفها أكثر من مجرد لعبة—إنها رابطة عاطفية مقدسة بين الجماهير وناديهم.
من هنا فقط يمكن فهم الغضب العارم الذي اجتاح جماهير "جيش التون" في سانت جيمس بارك، يوم الإثنين، خلال مواجهة ليفربول، احتجاجًا على ما اعتبروه "خيانة" من نجمهم ألكسندر إيزاك، بعدما ترددت أنباء عن رغبته في الانتقال إلى "الريدز".
المال في قلب الأزمة
الغضب ليس بلا مبرر، السبب الأول يعود إلى المال. إيزاك يتقاضى حاليًا 120 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو مبلغ أقل من زميليه برونو غيماريش وجويلينتون، رغم تسجيله 27 هدفًا في الموسم الماضي.
السويدي طالب بمضاعفة راتبه ليوازي مساهماته، خاصة في ظل العقود الضخمة التي يحصل عليها نجوم آخرون مثل هالاند (500 ألف إسترليني أسبوعيًا) ومحمد صلاح (400 ألف). لكن نيوكاسل، حتى الآن، لم يفِ بوعوده.
الجغرافيا... عائق آخر
السبب الثاني، كما يرى البعض، جغرافي بحت. أحد مشجعي النادي يقول: "لفهم نيوكاسل، عليك أن تفهم موقعها، المدينة التالية ليدز، تبعد ساعتين بالسيارة، ولندن تبدو بعيدة جدًا"، هذا الانعزال الجغرافي شكّل عائقًا حقيقيًا أمام جذب لاعبين، حيث رفض العديد، مثل ديلاب، جواو بيدرو، إكيتيكي وسيسكو، الانضمام إلى ماغبايز مفضلين أندية أقرب جغرافيًا مثل ليفربول أو لندن.
واليوم، إيزاك، رغم مكانته كأحد معبودي تاينسايد، يسير على النهج ذاته.
الغضب ينفجر في سانت جيمس بارك
مشاعر الغضب بلغت ذروتها في مواجهة ليفربول، حيث امتلأ الملعب بأجواء مشحونة. وظهرت قمصان ساخرة كُتب عليها "إيزاك فأر"، في إشارة إلى ما يرونه خيانة.
بعد الخسارة القاسية 3-2، رغم اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من 50 دقيقة بعد طرد جوردون، عبّر برونو غيماريش عن إحباطه قائلاً: "هناك ضجيج كبير في الخارج لا يمكننا التحكم به".
أُنهك الفريق، وخرج تونالي، جولينتون، وشير مصابين. وعبّر مدرب ليفربول، آرني سلوت، عن دهشته من الأجواء قائلاً: "لست متأكدًا إن كنت قد شاهدت مباراة كرة قدم فعلًا".
صفقة ليفربول... والعقد المعلّق
السويدي لا يخفي شعوره بخيبة الأمل من "الوعود الكاذبة" التي قطعها له النادي بشأن عقد جديد.
ويعتقد أن أداءه يُحتّم تقييمه ماليًا بما يتناسب مع مكانته بين النجوم. نيوكاسل من جانبه يرفض رفع راتبه لهذا الحد، بينما يترقب الجميع ما إذا كان ليفربول سيعود بعرض ثانٍ يقترب من 150 مليون جنيه إسترليني.
الضغط من الأعلى
وصول ياسر الرميان، رجل الأعمال السعودي ورئيس مجلس إدارة النادي، إلى نيوكاسل مؤخرًا، يشير إلى حجم الأزمة، المدرب إيدي هاو يدفع الإدارة لاتخاذ قرار سريع، إما بتقديم عرض تجديد ضخم أو السماح برحيل اللاعب، فإبقاء نجم غير راضٍ داخل غرفة الملابس قد يتحول إلى كابوس، بحسب رؤية هاو.