أساطير الأولمبياد.. كلاي بطل القرن والمناضل الشعبي
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي تحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو، خلال الفترة من 23 يوليو/تموز الجاري، وحتى الثامن من أغسطس/آب المقبل.
ويسلط كووورة ضمن سلسلة تقارير "أساطير الأولمبياد" الضوء على أبرز الرياضيين الذين تركوا بصمة لا تنسى، من ذاكرة هذا العرس العالمي الذي يقام كل 4 سنوات.
وفي هذه الحلقة، نسلط الضوء على الأسطورة الراحل محمد علي كلاي، الذي ولد عام 1942 ووافته المنية قبل 5 أعوام بعد معاناة طويلة مع مرض الشلل الرعاش "باركنسون".
ويملك كلاي ميدالية أولمبية وحيدة، حيث فاز بذهبية الملاكمة لوزن الخفيف الثقيل في دورة روما 1960، لكن خلفه قصة كفاح طويلة أراد أن يكتبها بنفسه، مثلما قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
ولد كاسياس كلاي في يناير/كانون ثان 1942، بولاية كنتاكي، وبدأ مشواره نحو المجد منذ الطفولة بمواقف صعبة رسخت في شخصيته.
كلاي بدأ حبه للملاكمة واتجه إليها في السادسة من عمره، أملا في القبض على من سرق دراجته من أمام المنزل، ونجح تدريجيا في صقل موهبته، لينتقل إلى مرحلة أخرى أكثر جدية.
الفترة بين عامي 1960 و1970 كانت عاصفة في حياة "كلاي"، بدأها بميداليته الأولمبية الوحيدة، ثم اعتناقه الإسلام عام 1964 وتغيير اسمه إلى محمد علي، ووقوفه بشدة ضد التمييز العنصري ضد الزنوج في الولايات المتحدة.
ووصل الأمر إلى رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي لرفضه خوض الحرب في فيتنام، بداعي أنها ضد تعاليم الإسلام، وأن هذا الشعب لم يضطهده أو يكتوي منه بنار العنصرية، ليصدر ضده حكمًا بالسجن 5 سنوات وتجريده من لقب بطل العالم.
ورياضيًا خلال تلك الفترة، لمع كلاي بشدة وفاز في نزالات عنيفة وشهيرة منها مباراة القرن ضد الملاكم جو فريزر، إضافة إلى نزالات أخرى لا تقل قوة ضد بيتر زيكوفسكي وجوني ليستون وهنري كوبر.
وفرح كلاي كثيرًا بذهبية روما 1960، حيث ذاع صيته، وظل محتفظا بها ويرتديها أثناء تجوله في الشوارع، لكنه قال في كتاب لسيرته الذاتية، إنه رمى هذه الميدالية في نهر أوهايو، غضبًا من التمييز العنصري رغم إنجازه الرياضي العظيم.
بينما رجح مؤرخون آخرون بأن كلاي فقد ميداليته، ولم يتخلص منها بكامل إرادته.
ولم يكن محمد علي كلاي، مجرد ملاكم وبطل أولمبي، بل قضى حياته في نضال سياسي وتجاوز العديد من الخطوط الحمراء، لكنه نال المكافأة في أيامه الأخيرة، حيث منحته وسائل إعلام عديدة لقب "رياضي القرن" وحمل الشعلة الأولمبية في دورة أتلانتا 1996، واعترف قادة العالم شرقًا وغربًا بنواياه الصادقة سياسيًا قبل تألقه رياضيًا.