ألونسو يثبت أنه لا يستسلم: كيف حصد نقاطًا رغم محدودية السيارة

فاز فرناندو ألونسو بنقاط في برشلونة كانت أكثر من مجرد نقاط عادية.
كانت أول نقاط له هذا الموسم مع فريق أستون مارتن بعد عدة جولات، حيث منعه الحظ والعوامل الخارجية من تحقيق نتائج أفضل في مرات سابقة، لكن الأهم من ذلك هو الطريقة التي حصل بها على هذه النقاط بسيارة لا تزال صعبة القيادة.
خطت أستون مارتن خطوة للأمام مع التطورات التي قدمتها في إيمولا، ما منح ألونسو القدرة على المنافسة على المراكز العشرة الأولى في التصفيات، رغم المخاطرة الكبيرة التي يتحملها مع سيارة تتسم بصعوبة التحكم وحدود أداء ضيقة.
هذه السيارة تسمح له الآن بالمنافسة في التصفيات، رغم أن الأداء في السباق لا يزال أقل تميزًا.
وقد أشار رئيس فريق أستون مارتن، آندي كويل، إلى أن السيارة تقدم أداءً أفضل في التصفيات مقارنة بالسباق، مع ضرورة تحسين سرعة السباق وتآكل الإطارات والسرعة القصوى على المستقيم.
في صباح يوم السباق، أظهرت محاكيات الفريق توقعات ضعيفة لنتيجة السباق، حيث وضعت السيارة التي انطلقت من المركز العاشر في المركز الرابع عشر، مع أسوأ سرعة قصوى على خط الانطلاق، مما صعّب مهمتها في تجاوز المنافسين والدفاع.
رغم ذلك، لم يستسلم ألونسو وقرر خوض المعركة. واجه تآكل الإطارات مبكرًا، وخرج عن الحلبة في اللفة 13، مما جعل تحقيق النقاط يبدو مستحيلاً، لكنه استمر في القتال مدفوعًا بدعم فريقه وجمهوره.
مع اقتراب نهاية السباق، ساعدت سيارة الأمان الأخيرة ألونسو على تحقيق تقدّم كبير، حيث اعتمد على تجاوزات دقيقة على المنعطفات الأقل توقعًا، مستغلًا الإطارات الجديدة في لحظات الحسم، إذ قام بالعديد من التجاوزات الجريئة في المنعطفات 3 و5 و10.
قال ألونسو للصحافة: "كانت هذه التطورات خطوة أولى، لكن الطريق لا يزال طويلاً. دافعنا جيدًا في التصفيات، لكن في السباق افتقرنا إلى السرعة والإيقاع على المستقيم. اضطررت للقيام بتجاوزات على أماكن صعبة، لا كما يفعل الآخرون على المستقيم باستخدام نظام تقليل السحب (DRS)".
وأضاف في مقابلة مع DAZN: "علينا تجاوز المنافسين على المستقيم باستخدام DRS، وليس بالقيام بحركات محفوفة بالمخاطر".
ساعده اعتزال بعض المنافسين وسيارات الأمان الافتراضية، لكنه أكد أنه لولا جهوده المستمرة لما تمكن من الاستفادة منها.
كما بذل قصارى جهده للتفوق على ماكس فيرستابن الذي تعرض لعقوبة 10 ثوان، ليقتنص المركز التاسع ونقطتين ثمينتين.
وفي اللفة الأخيرة، سجل ألونسو أسرع لفة له بفارق أربع أعشار عن سابقاتها، محافظًا على طاقته للهجوم حتى النهاية.
هكذا أنهى السباق بفارق 0.262 ثانية فقط خلف فيرستابن، ليحصل على نقاط ثمينة تزيد من معنوياته رغم أن السيارة ليست منافسة للقب، روحه القتالية ومرونته تعكس الدافع الذي يحمله ألونسو دائمًا، كقدوة لشباب فريقه.
كان سباق برشلونة مثالًا واضحًا على عزيمته، وهو ما يحاول أن يفعله في كل سباق، دائمًا يبذل أقصى جهده، حتى لو كان ذلك من أجل نقطة واحدة، لم يمتلك سيارة منافسة، لكنه نجح في الحصول على أفضل ما يمكن منها.