إيليا توبوريا: رحلة الصعود نحو الأسطورة ومطاردة المجد المزدوج

بعد أسابيع قليلة من إعلانه نيته دخول قائمة الأساطير، بدا أن إيليا توبوريا يتراجع عن التسمية بنفسه، متخليًا في الوقت ذاته عن اللقب الإعلامي الذي رافقه خلال رحلته الصاروخية إلى قمة UFC.
إلا أن "الماتادور" لا يزال مصمّمًا على ترك بصمة تاريخية حين يواجه البرازيلي تشارلز أوليفيرا يوم 28 يونيو/حزيران (صباح 29 في شبه الجزيرة) ضمن بطولة *UFC 317* في لاس فيغاس، على لقب الوزن الخفيف.
يسعى توبوريا إلى الحفاظ على سجله الاحترافي الخالي من الهزائم، وتحقيق فوزه السابع عشر على التوالي، والتاسع داخل حلبات UFC.
الفوز في هذا النزال لن يمنحه فقط حزامًا جديدًا، بل سيجعله عاشر مقاتل في تاريخ المنظمة يُتوَّج كبطل في فئتين وزنيتين، وهو إنجاز حققه آخر مرة البرازيلي أليكس بيريرا في نوفمبر 2023، والذي لوّح مؤخرًا بطموحه لحصد لقب ثالث عبر منشوراته على مواقع التواصل.
ورغم صعوده اللافت، لا يزال توبوريا غائبًا عن أغلب الإحصائيات التاريخية للمنظمة، ليس لقلّة استحقاقه، بل لأن الوقت وحده هو العامل الفاصل. ففوزه المرتقب على بطل سابق مثل أوليفيرا سيضعه ضمن قائمة العشرة الأوائل لأطول سلاسل الانتصارات بين المقاتلين النشطين في UFC.
طموح لا يقف عند الأرقام
بسلسلة من تسعة انتصارات متتالية في UFC، ينضم توبوريا إلى قائمة يفتخر بها كبار المقاتلين مثل روبرت ويتاكر، أليجامين ستيرلينغ، فالنتينا شيفتشينكو، ماغوميد أنكالاييف، أديسانيا، موفسار إيفلويف، ودريكوس دو بليسيس.
إلا أن أغلب هؤلاء لم يُسقطوا خصومًا بحجم ألكسندر فولكانوفسكي أو ماكس هولواي، وهو ما يمنح توبوريا تميّزًا إضافيًا في طريقه نحو ترسيخ اسمه كأسطورة.
وفيما ينضم المقاتل الجورجي ميراب دفاليشفيلي مؤخرًا إلى "نادي الـ13 فوزًا متتاليًا" بعد تتويجه بلقب وزن الديك على حساب شون أومالي، تبقى أسماء مثل جورج سانت بيير، جون جونز، ديميتريوس جونسون، خبيب نورماغوميدوف، وماكس هولواي، رموزًا بعيدة المنال، لكنها تمثل الحلم النهائي لتوبوريا.
حتى الآن، يبدو أن توبوريا بحاجة إلى عامين أو ثلاثة إضافية – بمعدله الحالي بخوض نزالين سنويًا – ليبلغ رقم 13 فوزًا متتاليًا، إلا أن طموحه يتجاوز ذلك؛ فهو يسعى للوصول إلى 15 فوزًا، وهو الرقم الذي يفتخر به كل من إسلام ماخاتشيف وكامارو عثمان، واللذين يفصل كلٌّ منهما نزال وحيد فقط عن معادلة الرقم القياسي للأسطورة أندرسون سيلفا (16).
أرقام تضعه بين الكبار.. ولكن ليس بعد
يظهر توبوريا في فئة واحدة فقط ضمن إحصائيات UFC الرسمية، وتحديدًا في قائمة أفضل المقاتلين النشطين في التصدي للضربات القوية بنسبة نجاح بلغت 64.4%، رغم تميز الرقم، إلا أنه لا يضاهي أرقامًا تاريخية مثل جون مادسن (81.4%) أو جورج سانت بيير (73.1%).
ومع ذلك، فإن تأثير "إل ماتادور" لم يقتصر على القفص فقط، بل امتد ليشمل إرثًا ثقافيًا ووطنيًا، بعدما أصبح أول بطل يحمل جنسيتي إسبانيا وجورجيا، وهو ما تبعه لاحقًا دفاليشفيلي، رغم حمله الجنسية الأمريكية.
من ألمانيا إلى إسبانيا: قصة صعود فريدة
وُلد توبوريا في بلدة هاله الألمانية لأبوين جورجيين، وقضى طفولته في جورجيا، قبل أن ينتقل إلى إسبانيا في سن المراهقة هربًا من تداعيات الحرب الأهلية في القوقاز، وأصبح لاحقًا رمزًا لرياضة الفنون القتالية المختلطة في البلدين.
وبالإضافة إلى إنجازاته الرياضية، ساهم توبوريا في تطوير اللعبة محليًا، من خلال استثماراته في شركة الترويج الإسبانية *WOWfc*، وعبر توقيعه اتفاقيات مع اتحادات المصارعة لدعم التدريب والبنية التحتية للمواهب الصاعدة.