اتهام ضابط شرطة في وفاة مشجعين قبل مباراة كولو كولو وفورتاليزا بكأس ليبرتادوريس

أعلن وزير الأمن العام التشيلي، لويس كورديرو، الخميس، توجيه اتهامات لضابط الشرطة الذي يخضع للتحقيق في وفاة اثنين من مشجعي فريق كولو كولو قبل مباراة في المجموعة الخامسة من كأس ليبرتادوريس، بين الفريق المضيف كولو كولو وفريق فورتاليزا البرازيلي.
وأكد كورديرو أن هذا الإجراء قد تم اتخاذه، مشيرًا إلى أن الضابط قد تم إبعاده من مهامه لحين انتهاء التحقيقات حول تورطه المزعوم.
وفي مؤتمر صحفي، كشف كورديرو أيضًا عن استقالة باميلا فينيغاس، رئيسة مؤسسة "استاد سيجورو"، وذلك بعد الحوادث المأساوية التي سبقت المباراة.
كما تم تعليق المباراة في الدقيقة 72 إثر اقتحام مجموعة من المشجعين المتطرفين للملعب احتجاجًا على وفاة فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا وصبي في الثالثة عشرة من عمره.
بحسب شهود العيان، تعرض الشابان للدهس بواسطة "زوريلو" (وهي سيارة شرطة تطلق غازات مسيلة للدموع) تحت سياج ساقط في حادثة مربكة، حيث كان هناك عدد من المشجعين الذين اخترقوا حلقة الأمن في محاولة لدخول الملعب بدون تذاكر.
رغم أن النظرية الأولية كانت تفيد بأن الفتاة والشاب لقيا حتفهما بسبب التدافع الناجم عن تدخل الشرطة، إلا أن روايات الشهود وشهادة شقيقة الضحية تشير إلى أن السيارة كانت هي المسؤولة عن دهسهما.
في تصريحات نقلتها الصحافة المحلية، اتهمت باربرا بيريز، شقيقة الفتاة التي كانت تبلغ من العمر 18 عامًا، الشرطة بالكذب، وأكدت أنها قد اشترت تذكرتها بالفعل.
وطالبت بالعدالة، قائلة: "لقد كانت تحمل تذكرة، وبطاقة هوية، وكل شيء، ولم يكن لديها سبب للتسلل كما يزعمون".
كانت الضحية، مشجعة فريق كولو كولو، قد حضرت المباراة مع اثنين من أصدقائها، وعند نقطة ما أطلقت عليها سيارة تابعة للشرطة الغاز المسيل للدموع (الظربان)، ثم دهستها.
وأضافت شقيقة الضحية قائلة: "أمسك بها صديقها نيكولاس لإنقاذها، ولكن السيارة صدمتها في النهاية" بدت عليها علامات الصدمة، وقالت: "لن أتمكن من إعطاء المزيد من التفاصيل لأن الأمر صعب للغاية".
كما أصرت على أن سائق "الظربان" لم يقدم أي تفسير أو شكوى.
شكت الشقيقة في الرواية الأولية للشرطة العسكرية، التي ألقت اللوم على أصدقاء الضحية، حيث تم اعتقال اثنين منهم واستجوابهما.
وقد اتهمتهم الشرطة بالتسبب في الحادث، رغم أنهم كانوا يحاولون دخول الملعب مثل غيرهم. وتضيف قائلة: "لا نعرف شيئًا عنهم لأنهم عوملوا كمجرمين".
كما أكدت أن السائق هرب، مشيرة إلى أنه "لم يتصل بنا أحد من النيابة العامة... لماذا لم تتوقف السيارة عندما رأوا الشباب هناك؟".
وأضافت متسائلة "نحن عمال، وليس لدينا أي موارد. نحتاج إلى مساعدة لرفع دعوى قضائية. لن نسمح لهذا الأمر أن يمر هكذا. أمي مُدمرة. لقد سلبوا مستقبل أختي".
أما فيما يتعلق بالضحية نفسها، قالت شقيقتها: "كانت هادئة، ولم تُسبب أي إزعاج. كانت مشجعة محبة، تذهب إلى الملعب لتستمتع بوقتها. الآن، لا يوجد ما يمكنها فعله سوى المطالبة بالعدالة. لا يجب أن يتكرر هذا".
وأوضح المدعي العام فرانسيسكو موراليس، وفقًا لما نقلته صحيفة "إيمول" التشيلية الإلكترونية، أن "التدافع حدث، مما تسبب في سقوط سياج، ويتم التحقيق حاليًا لتحديد ما إذا كانت سيارة الشرطة قد تسببت في وفاة الشابين".
وأضاف "ما هو معروف حتى الآن هو أن أحد القضبان سحق الشابين بسبب وزنهما، وهو وزن يمكن أن يكون ناجمًا عن أسباب متعددة، ويجري التحقيق في جميع الاحتمالات لتحديد سبب الوفاة النهائي".
وأفاد المدعي العام أن التحقيقات تشير إلى أن "المشجعين، بحسب المعلومات الأولية، حاولوا تحطيم الأسوار في محاولة للدخول إلى ملعب مونومنتال، وفي هذا السياق غير الواضح حتى الآن، حدثت الحادثة".
وأشار إلى أن التحقيق يجري باستخدام جميع الوسائل التقنية المتاحة، بما في ذلك كاميرات المراقبة في الموقع، لتحديد كيفية وقوع الأحداث.
وفيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية المحتملة للشرطة، أكد موراليس أن "الشخص الذي كان يقود السيارة هو المتهم حاليًا، على الرغم من أنه لم يتم إلقاء القبض عليه، حيث لا يوجد سبب يبرر اعتقاله في هذه المرحلة".
وأضاف أنه يتم اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للتحقق من تورط الضباط.
ورغم هذه الأحداث، بدأت المباراة بحضور جماهيري كبير، ولكنها توقفت بعد 72 دقيقة بسبب اقتحام مشجعي كولو كولو للملعب، واستمرار الأحداث خارج الملعب طوال الليل.
وفي هذا السياق، أعلن معهد حقوق الإنسان في المنطقة الحضرية أنه "يدرس اتخاذ إجراءات قانونية" بشأن وفاة الشابين.
وقالت بياتريس كونتريراس، رئيسة المعهد الوطني لحقوق الإنسان في العاصمة، إنها ستتواصل مع مكتب المدعي العام ورئيس الشرطة في المنطقة الشرقية للاستماع إلى رواياتهم: "كل ذلك بهدف جمع المعلومات الضرورية التي ستساعدنا في تحديد الإجراءات القانونية التي يجب اتخاذها في هذه القضية الخطيرة".