الأرجنتين تفوز وماستانتونو يصنع التاريخ

في الدقيقة 83 من الشوط الثاني، دخل اللاعب الأرجنتيني رقم 20 بديلًا لتياغو ألمادا. لم يكن دخول فرانكو ماستانتونو حدثًا عاديًا؛ بل لحظة تاريخية تمثل بداية حلم يتحقق.
الموهبة الواعدة، التي باتت على بُعد خطوة من الانتقال إلى ريال مدريد في صفقة بملايين الدولارات، كتب اسمه في سجلات الكرة الأرجنتينية، ففي عمر 17 عامًا و9 أشهر و22 يومًا فقط، أصبح أصغر لاعب يشارك لأول مرة مع منتخب الأرجنتين في مباراة رسمية.
ورغم أن دييغو مارادونا خاض أول مباراة له مع "التانغو" في سن 16 عامًا و3 أشهر و28 يومًا، إلا أنها كانت مباراة ودية، أما أول مشاركة رسمية له فجاءت بعد أن بلغ 18 عامًا و9 أشهر، وبالتالي، فإن ماستانتونو يتفوق من حيث الأرقام على أسطورة اللعبة.
دخل المباراة والنتيجة تشير إلى تقدم الأرجنتين 1-0، تلقى بطاقة صفراء بعد محاولة هجومية مبكرة، ولم يظهر كثيرًا بالكرة نظرًا لضيق الوقت المتبقي، لكن تلك التفاصيل تبدو ثانوية، لأن الحدث الأهم هو الرقم التاريخي الذي دونه.
سيُخلَّد هذا الظهور الأول لماستانتونو في الذاكرة، باعتباره إحدى ليالي تصفيات أمريكا الجنوبية، عندما بدأت الأرجنتين مواجهتها أمام تشيلي بوجود ليونيل ميسي على دكة البدلاء، بناءً على قرار فني من المدرب ليونيل سكالوني، في ظل ضمان التأهل المبكر إلى كأس العالم 2026.
عرفت تشكيلة الأرجنتين العديد من الغيابات: نيكولاس أوتاميندي غاب بسبب تراكم البطاقات، وفي الوسط غاب كل من إنزو فرنانديز، لياندرو باريديس، نيكولاس غونزاليس (للإيقاف)، إضافة إلى أليكسيس ماك أليستر وجيوفاني لو سيلسو (للإصابة).
كما لم يشارك ميسي أساسيًا للمرة الأولى منذ فترة طويلة.
في ظل هذه الظروف، قدم ليوناردو باليردي أداءً دفاعيًا مميزًا، وأثبت تياغو ألمادا حضوره مجددًا، أظهر جوليانو سيميوني سرعة وقوة بدنية، لكنه افتقر إلى الدقة في اللمسة الأخيرة، بينما بدا نيكو باز غير ثابت في أدائه.
جاء هدف المباراة الوحيد من هجمة مرتدة نموذجية بدأها باليردي بتمريرة بينية رائعة إلى ألمادا، الذي بدوره مرر كرة حاسمة لجوليان ألفاريز، انفرد الأخير بالحارس وسدد كرة قوية اصطدمت بالقائم، في لقطة استعرض فيها قدراته العالية.
فرضت الأرجنتين سيطرتها في بداية اللقاء، وشهدت المباراة توترًا بين رودريغو دي بول وأرتورو فيدال، انتهى بحصول اللاعب التشيلي على بطاقة صفراء وخروجه بين الشوطين بقرار من المدرب ريكاردو غاريكا.
في الشوط الثاني، تراجع أداء الأرجنتين بينما رفعت تشيلي من إيقاعها، وضغطت على مرمى ديبو مارتينيز، واقتربت من التسجيل عبر لوكاس سيبيدا، الذي حرمه القائم من هدف التعادل.
دخل ميسي في منتصف الشوط الثاني كما خُطط له مسبقًا، وقدم بعض التمريرات المميزة دون أن يترك بصمة واضحة.
انتهت المباراة بفوز الأرجنتين 1-0، في نتيجة تعكس واقع المنتخبين، تشيلي، التي تقبع في قاع الترتيب، أصبحت عمليًا خارج حسابات التأهل إلى كأس العالم، في حين واصل المنتخب الأرجنتيني مسيرته بثقة، مانحًا الفرصة لنجوم المستقبل.