الاتحاد البرازيلي يُغري أنشيلوتي بعقد حتى 2030

رغم ظهوره المتوتر والغاضب خلال نهائي كأس الملك، بدا كارلو أنشيلوتي وكأنه غائب ذهنيًا عن اللحظة الحاسمة.
احتفالاته بأهداف ريال مدريد كانت باهتة، ورد فعله على قرارات الحكم، الذي منحه بطاقة صفراء، لم يعكس شغف مدرب يخوض إحدى أهم مباريات الموسم.
في الحقيقة، جسده كان في إشبيلية، لكن ذهنه كان في مكان آخر... في البرازيل تحديدًا.
الإيطالي يدرك أن وقته في مدريد يشارف على نهايته، إلا إذا حدثت مفاجأة كبرى، فرص استمراره للموسم المقبل ضئيلة، والجهاز الفني يبدو غير متحمس للمشاركة في كأس العالم للأندية في يونيو.
في الوقت نفسه، فإن مفاوضات الاتحاد البرازيلي معه وصلت إلى مراحل متقدمة، وكان دييغو رودريغيز، المبعوث الرسمي للاتحاد، حاضرًا في مدرجات لا كارتوخا لمتابعة اللقاء عن كثب.
الاتحاد البرازيلي، الطامح لاستعادة أمجاد السيليساو، عرض على أنشيلوتي عقدًا يمتد حتى عام 2026 براتب مماثل لما يتقاضاه في مدريد، ثم عاد ليقترح عليه التمديد حتى 2030.
الهدف هو أن يقود المدرب المنتخب خلال تصفيات كأس العالم، بدءًا من مواجهتي الإكوادور وباراغواي في يونيو المقبل.
أنشيلوتي، الذي يميل إلى اتخاذ الأمور خطوة بخطوة، كان في البداية منفتحًا على قيادة البرازيل حتى نهاية مونديال 2026، لكن العرض الجديد يضعه أمام تحدٍ مغرٍ يصعب رفضه.
انتقال أنشيلوتي لقيادة منتخب وطني، ولأول مرة في مسيرته بعد مسيرة حافلة مع أندية كبرى، يُنظر إليه كعلامة على اقتراب نهاية مشواره التدريبي، إلا أن البرازيل لديها خطط أخرى.
فمنذ فشلها في الفوز بكأس العالم منذ 2002، ووصولها لنصف النهائي مرة واحدة فقط، تتطلع إلى شخصية قادرة على التعامل مع الضغوط، ولا يوجد أفضل من مدرب قاد فرقًا كبرى مثل ريال مدريد، بايرن ميونيخ، ميلان، وتشيلسي.
الاتحاد البرازيلي يؤمن بأن اللحظة الحالية مثالية: جيل شاب بقيادة فينيسيوس، رودريغو، إندريك، ورافينيا، ومدرب يتمتع بهيبة أوروبية، قادر على إعادة البرازيل إلى الواجهة.
كما أن أنشيلوتي، بحسب المقربين منه، يشعر بسعادة غامرة لكونه الخيار الأول للبرازيل، ووصف المنتخب بأنه "ريال مدريد المنتخبات الوطنية"، مؤكدًا في حديث خاص مع رودريغيز أنه لا يمكن قول "لا" لهذا العرض.
ورغم محبته الشديدة لريال مدريد، فإن المدرب يدرك أن اللحظة المناسبة للمغادرة قد حانت، خصوصًا أن ابنه ومساعده، دافيدي أنشيلوتي، بدأ يستعد لخوض تجربة تدريبية مستقلة، وهو ما يشجعه على إنهاء مرحلته الملكية بشرف.
ومن المنتظر أن يعقد أنشيلوتي اجتماعًا حاسمًا مع فلورنتينو بيريز خلال الساعات المقبلة لحسم مستقبله.
رئيس النادي، رغم رغبته في استمرار المدرب، بات مدركًا أن الحماس الذي أبداه كارليتو تجاه المنتخب البرازيلي قد يصعب مقاومته، خاصة أن العقد المعروض يمتد لأربع سنوات، مقابل سنة واحدة متبقية له في مدريد.
وتأتي هذه التحولات وسط موسم صعب لريال مدريد: خروج مبكر من دوري أبطال أوروبا، خسارة الكأس والسوبر أمام برشلونة، وتراجع الأداء في الدوري، مع فشل واضح للثلاثي الهجومي ومبابي في 19 مباراة حاسمة، كل ذلك يدفع نحو إعادة هيكلة فنية جذرية في الفريق.
أنشيلوتي، الذي رفض تدريب البرازيل شفهيًا قبل عام ونصف لاقتناعه بأن فترته مع ريال مدريد لم تنتهِ بعد، يبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق "المصالحة الكبرى".
فبعد سنوات المجد، قد يغادر الملكي فيرديماريليو... ليصبح قريبًا المدرب الأعلى أجرًا في العالم، وقائدًا لمنتخب البرازيل في كأس العالم 2026 وربما 2030.