الجدل متواصل بعد انتهاء بطولة العالم للسباحة
إذا كانت بطولة العالم للسباحة في جوانج جو مجرد تجربة لما هو قادم في أولمبياد 2020، فمن الممكن الاستعانة بكلمات الأسترالي المعتزل حديثا جيمس ماجنوسن "استعدوا".
ففي بطولة كان من المفترض أن تقدم لمحات عن مستوى المنافسين قبل الألعاب الأولمبية في طوكيو العام القادم، حققت البطولة ذلك وأكثر.
وأطيح بأبطال من على عروشهم، وولد أبطال جدد، وتحطمت أرقام قياسية، وتجاوز السباحون قيود الأداء وحدود الروح الرياضية، وكشفت المنشطات عن وجهها القبيح مرة أخرى.
وبعد فوزه بست ميداليات ذهبية وفضيتين، سيدخل كاليب دريسل أولمبياد طوكيو وهو يحمل هدفا ضخما على كاهله.
وأصبح الأمريكي المتخصص في سباقات السرعة أول سباح يحصل على ثماني ميداليات في بطولة عالم واحدة، وحطم في طريقه الرقم القياسي البالغ عمره عشر سنوات للرياضي الأعظم في الألعاب الأولمبية مايكل فيلبس في سباق 100 متر فراشة.
وبات دريسل (22 عاما) رأس حربة الفريق الأمريكي في جوانج جو، بعد استسلام كاتي ليديكي ملكة السباحة الحرة للمرض وانسحابها من سباقين وفقدها لقب سباق 400 متر حرة لصالح الأسترالية الصاعدة بقوة أريارن تيتموس.
وتعافت ليديكي لتدافع بنجاح عن لقبها في سباق 800 متر لكن في ظل مشاكلها الصحية، ربما يشعر عدد متزايد من منافساتها بالجرأة بعد جوانج جو، التي برزت خلالها الإيطالية سيمونا كواداريلا كمصدر خطورة في سباق 800 متر وفازت بسباق 1500 متر.
ولم يكن هناك أي نقص في قصص السباحة الرائعة.
وأثبت البريطاني آدم بيتي مرة أخرى أنه بدون منافس في سباق 100 متر صدرا، وأكمل "مشروع 56" حين أصبح أول سباح يكسر حاجز 57 ثانية.
كما فاز بذهبية سباق 50 مترا ونال ذهبية أخرى مع الفريق البريطاني خلال فوزه المذهل بسباق التتابع أربعة في 100 متر متنوع في اليوم الأخير للبطولة.
وقال بيتي بعد سباق التتابع "الأمور تبدو جيدة قبل العام المقبل ونحن مستعدون جميعا لما هو قادم في وجود أربعة سباحين صغار السن لكن يحصلون على خبرة".
* احتجاجات منصة التتويج
ألقت أحداث على منصة التتويج بظلال على الأداء في حوض السباحة، مع تفجر الغضب من تعامل الاتحاد الدولي للسباحة مع قضايا المنشطات.
وتم السماح للصيني سون يانج بالمشاركة في جوانج جو رغم الطعن الذي قدمته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ضد قرار لجنة المنشطات في الاتحاد الدولي للسباحة بتبرئة السباح البالغ من العمر 27 عاما من ارتكاب أي مخالفة خلال اختبار عشوائي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكشفت وثائق تم تسريبها إلى وسائل الإعلام أن سون، الحاصل على العديد من الألقاب في الأولمبياد وبطولة العالم، شكك في هوية الأشخاص المكلفين بإجراء الاختبار قبل أن يحطم أعضاء من فريقه القوارير التي تحتوي على عينات الدم الخاصة بالسباح الصيني بواسطة مطرقة.
وبعد فوز سون، الذي نفذ أيضا عقوبة إيقاف بسبب المنشطات في 2014، بسباق 400 متر حرة يوم الأحد الماضي، رفض ماك هورتون صاحب الميدالية الفضية مشاركته منصة التتويج.
وبعد يومين، رفض البريطاني دنكان سكوت صاحب الميدالية البرونزية مصافحة سون أو الوقوف بجانبه في صورة جماعية بعد فوزه بسباق 200 متر حرة، ما أدى إلى رد فعل غاضب وعدائي من السباح الصيني على منصة التتويج.
وأرسل الاتحاد الدولي للسباحة خطابات تحذير إلى السباحين الـ3 وأجرى تعديلات في ميثاق السلوك ردا على هذه الوقائع، وأكد المدير التنفيذي كورنيل ماركوليسكو أن السباحين سيفقدون ميدالياتهم إذا تكرر هذا السلوك في المستقبل.
ونادرا ما تفلت الأحداث الرياضية الكبرى من قضايا المنشطات، ولم يكن هناك أي اختلاف في جوانج جو.
وأكدت الأسترالية شاينا جاك، التي انسحبت من تشكيلة فريقها قبل بطولة العالم مباشرة، أنها سقطت في اختبار للمنشطات جرى خارج إطار المنافسات.
وتعرض الاتحاد الأسترالي للسباحة لانتقادات حادة بسبب تستره على الأنباء في الوقت الذي كان هورتون زميل جاك يشن هجوما علنيا على سون بسبب تاريخ السباح الصيني مع المنشطات.
وردا على اتهامات النفاق والمعايير المزدوجة، قال لي راسل الرئيس التنفيذي للاتحاد الأسترالي للسباحة "ظهور نتيجة إيجابية لعينة سباحة أسترالية أمر محبط للغاية ومثير للحرج لفريقنا ورياضتنا وبلدنا".
وستأمل أستراليا أن تستعيد سمعتها قبل الألعاب الأولمبية العام المقبل.