الرياضيون والسياسة: كيف يمكن لدعم النجوم أن يؤثر على الانتخابات الأمريكية؟
رغم اعتزالها، لا تزال لاعبة كرة القدم الأميركية ميغان رابينو تسجل أهدافاً سياسية، فقد أبدت دعمها لكامالا هاريس خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية عبر حسابها على إنستغرام في 21 أكتوبر، مما لم يفاجئ أحد نظراً للخلاف القديم بين رابينو والرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
دعم رابينو يمثل جزءاً من موجة آراء عبر عنها نجوم الرياضة الأمريكيين علناً، وهو ما يعتبر مشهداً طبيعياً في الولايات المتحدة.
تشير بعض التقارير الصحفية إلى أن "الرياضيين في الولايات المتحدة ينخرطون بشكل أوسع في القضايا السياسية،" وعزت ذلك إلى الاستقطاب السياسي ونمط نظام الحزبين، إلى جانب شخصية ترامب المثيرة للجدل، مما حفز العديد من الرياضيين على المشاركة في الحملة الانتخابية.
وتحظى هاريس بدعم "تحالف الرياضيين من أجل هاريس"، الذي يضم أساطير رياضية مثل ماجيك جونسون وكريس بول وسيمون بايلز، ولاعبين بارزين آخرين من اتحاد كرة القدم الأميركي.
في المقابل، نادراً ما يُشاهد رياضيون يدعمون ترامب، باستثناء بعض الأسماء مثل نجم "كانساس سيتي تشيفز" هاريسون بوتكر، في حين يبرز دعم ترامب بشكل أكبر بين جمهور "UFC".
أما في عالم الثقافة، تتصدر تايلور سويفت المشهد بدعمها لهاريس، ويوازي تأثيرها رياضيون مثل ليبرون جيمس، الذي أعلن دعمه لهاريس بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع أن هذا جاء متأخراً عن مواقفه السياسية المعهودة، مثل معارضته لترامب عام 2017 ودعمه للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات السابقة.
فيما يخص التأثير الحقيقي لدعم الرياضيين على النتائج، يبقى السؤال مفتوحاً دون إجابة، ورغم استثمار الحملات أموالاً في الإعلانات الرياضية، يقول المستشار ديفيد إسبيدوس،إنه لا يوجد دليل على أن دعم الرياضيين يتحول مباشرة إلى أصوات، وإن كان يمنح الحملة تغطية إعلامية أكبر.
دعم الرياضيين في فرنسا والبرازيل: سوابق مماثلة
هذه المشاهد تكررت في انتخابات فرنسا والبرازيل، حيث دعم لاعبو كرة القدم الفرنسيون حملات ضد اليمين المتطرف، بينما أيد لاعبو البرازيل اليميني جاير بولسونارو.
ويرى الصحفي البرازيلي تياجو أرانتيس أن ذلك يرجع إلى تغلغل بولسونارو بين الجماعات الدينية، إضافةً إلى انتشار ثقافة النجاح الفردي في بلد يعاني من الفوارق الطبقية مثل البرازيل.
وفي الصيف الماضي دعا العديد من لاعبي المنتخب الفرنسي مثل مبابي أو كوندي بشكل متكرر في كل مؤتمر صحفي لكأس أوروبا إلى عدم التصويت لصالح اليمين المتطرف.
ويشير هنري دي لاجيري، الصحفي الفرنسي إلى اللاعب زيدان عام 2017، قائلاً: "وضع نفسه ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان كلاعب وكمدرب أيضاً، لكنه كان شيئاً استثنائياً، ولم يكن هناك الكثير من الحديث عن السياسة".
ويضيف "كرة القدم في فرنسا لها وزن أقل ولن يغير أحد صوته بسبب ما يقوله مبابي.. لا أرى شخصاً يبلغ من العمر 50 عاماً يغير صوته لأن نيمار يطلب منه ذلك".
وعندما قدمت المرشحة الديمقراطية حركة "رياضيون من أجل هاريس"، قال فريقها إن الرياضيين هم من بين الأصوات الأكثر ثقة لقطاعات رئيسية من الناخبين، "خاصة بين الشباب".
في النهاية، يبقى تأثير الرياضيين على الأصوات مسألة غير محسومة، حيث يشير الخبراء إلى أن هذا التأثير قد يكون قوياً بين الشباب في بعض المجتمعات، ولكن من غير المرجح أن يغير توجهات الناخبين الأكبر سنًا بشكل مباشر.