الفورمولا 1: تحسينات الأمان بين تحديات الحاضر ودروس الماضي
يبدو أن هذا الموسم في الفورمولا 1 سيكون واحداً من المواسم الكلاسيكية، حيث عادت الإثارة إلى السباقات بفضل المنافسات المثيرة على اللقب، ما ساهم في تخفيف حدة سيطرة ريد بول على البطولة في البداية.
هذا الموسم يتزامن مع مرور 30 عامًا على وفاة أسطورة الفورمولا 1، آيرتون سينا، في حادث مأساوي أدى إلى تغييرات جذرية في سلامة الرياضة، وما زالت تلك التحسينات قائمة حتى اليوم.
يوضح نيكولاس تومبازيس، مدير سباقات المقعد الواحد في الاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، أن السلامة أصبحت أحد الأسس الرئيسية للرياضة، مشدداً على أن رياضة السيارات تحمل بطبيعتها مخاطر، لكن تحسيناتها المستمرة تقلل من تلك المخاطر إلى حد كبير.
تعلم من الماضي من أجل مستقبل أكثر أماناً
كان تومبازيس عضواً في فريق بينيتون خلال موسم 1994، وهو الموسم الذي شهد وفاة سينا.
بعد الحادث، شهدت الرياضة تطورات كبيرة في مجالات الأمان، مثل إدخال مسجلات بيانات الحوادث، وجوانب قمرة القيادة المرتفعة، وربط العجلات لحماية الرأس.
كما ستصبح السيارات أكثر مقاومة للصدمات الجانبية والأمامية في ظل لوائح عام 2026.
حادثة جروجان وحماية "الهالة"
حادث رومان جروجان في سباق جائزة البحرين الكبرى لعام 2020 كان نقطة تحول أخرى في تحسينات الأمان.
اصطدامه الشديد أدى إلى انفجار سيارته، لكنه نجا بفضل "الهالة"، التي تُعتبر عنصراً أساسياً في حماية السائقين اليوم.
يشرح تومبازيس كيف تم تحليل الحادث واستخدام نتائجه لتحسين تصميم السيارات المستقبلية لضمان بقاء خزان الوقود والهيكل سليمين في حوادث مماثلة.
السلامة النشطة والذكاء الاصطناعي
يعتقد تومبازيس أن المستقبل سيعتمد بشكل أكبر على "السلامة النشطة" من خلال منع الحوادث باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تقنيات مثل تحذيرات السائقين بشكل تلقائي وإبطاء السيارات التي تقترب من مكان الحادث قد تكون جزءاً رئيسياً من تحسينات السلامة في السنوات المقبلة.
بفضل الابتكارات المستمرة، ومن خلال التعلم من الماضي، تقترب الفورمولا 1 من مستقبل أكثر أماناً للسائقين والمشجعين على حد سواء.