القمة 94 بين الأهلى و الزمالك ... لقاء خارج المنطق والواقع
الزمالك و الأهلى ... القمة 94
الزمالك و الأهلى .. لقاء ديربى ينتظره المصريون من مختلف الإنتماءات بل و ينتظره العرب فى البلاد العربية الشقيقة ، و مهما كان مستوى الفريقان قبله إلا أنه دائماً يكون غير قابل لأى توقعات .
يأتى لقاء غداً الخميس و كل التوقعات تشير إلى أن الكفة تميل إلى النادى الأهلى ... فريق جديد ملىء بالنجوم ذوى المهارة و الخبرة .. بإمكانك أن تطلق عليهم نجوم شباك .. تذهب إليهم الجماهير لتشاهدهم ، مقابل فريق يرى البعض أنه أصبح أطلال فريق قوى .. و يالها من مفارقة عجيبة أن يكون لقاء الخميس يعكس كل ما تعانيه الكرة المصرية فلا يوجد فريق يستقر على حال و يكون أداؤه منتظماً لفترة طويلة .
الأهلى فريق متكامل يدخل اللقاء دون نقص فى صفوفه مع مدرب واثق فاهم هو البرتغالى المغامر مانويل جوزيه الذى يجيد اللعب بكافة الأوراق التى بيده مهما كانت ، الأهلى أصبح متماسكاً قوياً يؤدى مبارياته بثقة كبيرة فى الفوز مهما تأخر و هذا يعود بنا لأهلى منتصف التسعينات الذى كان يكسب مبارياته فى أى وقت و مهما مر الوقت و مهما كان مستوى الفريق تحس أنه قادم للفوز لا محالة .
دفاع قوى حديدى زاد قوة بانضمام عماد النحاس و أيضاً للعب مديره الفنى على المضمون بليبرو و مساكين أقوياء شادى محمد و وائل جمعة مما يؤمن ظهره و يحرس مرماه حارس خبير له باع فى مباريات القمة .
خط وسط ملىء بذوى المهارات يميناً و يساراً و من القلب يتيح له التحكم فى مجريات المباراة و الضغط على أى فريق فى كافة أرجاء الملعب و يجيد بناء الهجمات و يدعمه احتياطى لا يقل إن لم يزيد عن الموجودين بالملعب .
خط هجوم قوى يعيبه الفرص الضائعة بكثرة و غرابة شديدة .
الزمالك فقد لاعب من أحسن من شغلوا مركز قلب الدفاع فى مصر و هو بشير التابعى و إن كان نجمه الصاعد أمير عزمى يذكرنا به فى قوته و فدائيته و روحه العالية و مدربه حتى اللحظه لايزال يحاول الوصول لتشكيلة ثابته مما يجعل أداء الفريق الكبير متذبذب غير مفهوم .
دفاع الزمالك لم يعد بالقوة كما كان من قبل و يزيد من ضعفه اصرار مدربة دراجوسلاف على اللعب بدون ليبرو رغم قلة خبرة قلبى الدفاع و حقيقة أجدنى أتهم الإعلام الذى حارب كافة المديرين الفنيين الأجانب الذين حاولوا إدخال طريقة اللعب الحديثة 4/4/2 لملاعبنا و رغم أننى من ؤيديها و أتمنى أن يلعب بها مانويل جوزيه إلا أننى أتحفظ مع دراجوسلاف على تطبيقها الآن لأن الفريق بالفعل لم يعش فترة إعداد قوية تمكنه من تطبيقها و لذا فخط الدفاع بالفعل يعانى أمام أى هجمات و يتحمل عبئاً كبيراً هو وحارس المرمى و لذا فمهمة أمير و بكرى شاقة جداً فى أى مباراة و يزيد العناء بعدم وجود ظهير أيمن على مستوى فريق كالزمالك .
خط الوسط بالزمالك يغيب عنه لاعب هو رئة الفريق و هو تامر عبد الحميد الذى يذكرنى دائماً بمجدى عبد الغنى البلدوزر الذى لا يهدأ و لا يمل أو يكل و غيابه للإنذار الثالث خسارة فادحة لفريق الزمالك و من الصعب بالفعل إيجاد بديل له لأنه خط الدفاع الأول بالفريق ، و يغيب حازم إمام أكثر لاعبيه مهارة حالياً و اللاعب المؤثر فى صفوفه ولا يزال طارق السعيد يبحث عن نفسه بينما صالح سدير لم ينسجم مع الفريق .
خط الهجوم فعال رغم قلة هجمات الفريق و لكن خبرة الواعد عبد الحليم على كفيلة بانهاء الهجمات داخل الشباك و معه جمال حمزة حينما يلعب دون استعراض .
و بعد خسارة الزمالك لنجمه تامر عبد الحميد أجد أن مهمة خط وسط الأهلى أصبحت أسهل فى السيطرة عل خط الوسط و بالتالى على مجريات المباراة و يدعم ذلك عدم وجود البديل الذى بنفس مستوى تامر عبد الحميد ، و أرى أن مانويل جوزيه سيعتمد على الهجوم الكاسح باتجاه مرمى الزمالك مستغلاً الداهية جلبرتو و ضعف جبهة الزمالك اليمنى مقابل اطمئنان على الناحية اليمنى للأهلى بوجود إسلام الشاطر أو المكوك بركات الذى قد يلعب به جوزيه على عكس ما قد يفكر فيه الجميع بلعب إسلام مستغلاً السيطرة على وسط الملعب و استغلال غياب تامر عبد الحميد على أن يغطى مكانه وائل جمعة كما يجرى فى كافة اللقاءات التى يبدأ بركات فيها المباراة فى الظهير الأيمن و خاصة أن لياقة بركات عالية و يجيد تنظيم جهده بالملعب ، و هنا ستتعدد المحاور الهجومية باتجاه مرمى الزمالك و أعتقد أن وسط الميدان سيكون مسرحاً للتسديد من لاعبى وسط الأهلى لكسر التكتل المتوقع للزمالك .
و يكون هناك دور كبير لأبو تريكه و بلال و متعب فى خاخلة دفاع الزمالك و أعتقد أن الخطر على مرمى الزمالك سيكون من القادمين من الخلف كأحمد حسن أو حسام عاشور أو كاستيللو الذى قد تكون مفاجأة جوزيه فى اللقاء أن يبدأ به مستغلاً غياب تامر و يلعب بلاعب إرتكاز وحد و يستغل كاستيللو فى القضاء على جبهة الزمالك اليمنى تماماً .
هذا من ناحية الأهلى الذى أرى أنه سيسيطر بأية حال على المباراة و لا يتبقى إلا التوفيق للاعبيه و تخلى عدم التوفيق عنهم كما هو حادث بإضاعتهم لفرصاً عديدة .
بالنسبة للزمال فخسارة كبيرة حلت به فبخلاف غياب تامر فالفريق خسر حسام زينهم الذى كان دراجوسلاف يعده للجبهة اليمنى بالفريق و بالفعل الفريق فى ورطه فالمدير الفنى ركن معتز إينو و لم يستعن به نهائياً و هو المرشح الوحيد حالياً لملىء مكان تامر و بجانبه مدحت عبد الهادى و قد يقوم أبو العلا بدور تامر و لكن أيا من كان يلعب لن يؤدى كما يؤدى تامر و طريقة اللعب التى يلعب بها دراجوسلاف تجعل الوصول لمرمى الزمالك سهلاً و يسيراً جداً و يحاول الجهاز الفنى إقناع المدرب العنيد بالعودة لليبرو و يعود القبانى لتقوية الدفاع إلا أن المدرب العنيد و بعد غياب تامر قد يفاجئنا أيضاً بدخول وائل فى وسط الملعب و كلها خيارات أمام المدرب الذى أصبح الآن لا يمتلك إلا الجبهة اليسرى كجبهة قوية و فعالة و بها الخبير طارق السيد .
المهمة فى نظرى صعبة على فريق الزمالك و دفاعه و بالفعل أجدنى أرثى لحال دراجوسلاف فى تلك الظروف الصعبة ....
فالمنطق و الواقع يقول يكسب الأهلى المباراة مستريحاً ... و لكن منذ متى و كرة القدم تعترف بالمنطق ؟
فكرة القدم فى أحيان كثيرة تعطى ظهرها للفريق الأحسن و نجد الفريق الأقل قد ربح المباراة و خاصة فى لقاءات القمة بين الأهلى و الزمالك ، فقد ترى فريق الزمالك و فى حالته تلك يقاتل بشراسة و هذا يتطلب إحساساً كبيراً بالمسؤلية ... و فى النهاية إليكم مثلاً حياً على ما تفعله كرة القدم لنعرف أنها بالفعل : مجنونة .
عام 1992 كان الأهلى و الزمالك يلعبان نهائى كأس مصر و كان فريق الأهلى حقيقة حالته لا تسر عدو أو حبيب فريق متفكك خاسر الدورى للعام الثانى فريق مجدد و فريق الزمالك فى أوج قوته و به نجوم كبار كجمال عبد الحميد و الحاوى حمادة عبد اللطيف ، و الفريقان متعادلان بهدف لكل منهما و الزمالك يفعل بالكرة و بدفاع الأهلى كل ما يريد و الكرة تأبى أن تدخل الشباك و لاعبوا الأهلى يتمنون أن يحرز الزمالك هدفه فى الوقت الأصلى حتى لا تمتد للوقت الضائع و تكون هزيمة كبيرة .... و قبل النهاية بدقيقتين و ضربة حرة للأهلى و وقف أيمن شوقى بجانب هشام يكن و يقول له : إنتوا مش هتخلصونا من الماتش ده ؟
و كان طاهر قد لعب فى الدقيقة 35 من الشوط الثانى و تصدى للضربة الحرة و أطلق صاروخاً ارتد من الحارس حسين السيد لينقض أيمن شوقى محرزاً هدف الفوز و يفوز الأهلى بالكأس و سط دهشة الجميع .
الكرة لا تعترف بالمنطق أو الواقع ... و خاصة فى لقاءات القمة .