المباراة التي دفعت ريال مدريد وأنشيلوتي للفراق

بدأ كارلو أنشيلوتي بالفعل التأقلم مع حياته الجديدة، من مدريد إلى ريو دي جانيرو، حيث سيقضي عامه الأول كمدرب للمنتخب البرازيلي.
وسط إجراءات أمنية مشددة، يتعلم أنشيلوتي تفاصيل الحياة اليومية في هذا البلد الذي يعشق كرة القدم بشغف استثنائي، والذي يشكل فيه هذا الرياضة أحد أعظم عوامل الجذب الثقافية.
يرافقه أربعة حراس أمن وسيارة مدرعة، تفاصيل تعكس أهمية الحفاظ على سلامته في بيئة جديدة كلياً.
خاض أول تجربة له في البرازيل بحضور مباراة في كأس ليبرتادوريس بين بوتافوغو ويونيون دي تشيلي، حيث شعر بعنفوان الجماهير وحركة المرور في ريو دي جانيرو.
سينتقل لاحقًا إلى نادي بارا تيجوكا للتدريب، بعد انتهاء مباريات التصفيات التي يسعى من خلالها لتأمين بطاقة المشاركة في كأس العالم بالولايات المتحدة.
أنشيلوتي عبر عن حبه للبرازيل قائلاً: "لقد انجذبت دائماً إلى هذا البلد، إلى كرة القدم، وإلى شعبه. قراري جاء بعد تفكير عميق وهو الأفضل لجميع الأطراف".
ويضيف متحدثاً عن هدفه الكبير "البرازيل هي أفضل منتخب في العالم، والنجوم الخمسة على قميصها تشهد على ذلك. هدفي هو الفوز بكأس العالم السادس لهم".
حول الفرق بين الوقت الحالي والاتصال الأول الذي تلقاه من البرازيل قبل عامين، أوضح أنشيلوتي أنه كان مخلصًا لريال مدريد، حيث كان عقده ساريًا وعرض النادي تجديده دون تردد، لكنه أدرك أن التغيير أصبح ضروريًا بعد تراجع نتائج الفريق وأدائه، فاختار قبول التحدي مع السيلساو.
وأضاف "النتائج لم تكن كما هو متوقع. ولم يكن أداء الفريق جيدا أيضا. لقد حان الوقت للقيام بشيء ما. بعد المباراة أمام آرسنال، تحدثنا عن الأمر وقررنا، لم يكن الفريق يؤدي بشكل جيد، وهنا أدركنا جميعًا أنه من الأفضل لريال مدريد أن يبحث عن شيء آخر وأن أتوجه إلى البرازيل".
وتحدث أنشيلوتي عن أهمية الوحدة والتواضع في الفريق الوطني، قائلاً: "المنتخب الوطني يختلف عن النادي، لا بد أن يشعر اللاعبون بالدعم الكامل وأن يقف الجميع إلى جانبهم. التواضع هو مفتاح النجاح، وكأس العالم يحمل وزناً وطنياً أكبر من أي لقب آخر".
ويستعرض تجربته السابقة مع ريال مدريد، حيث يؤكد أن السر في النجاح كان التفاهم بين اللاعبين وروح الفريق، وليس فقط الأداء الفني.
يصف الوداع الذي حظي به في النادي بأنه مليء بالعواطف والاحترام المتبادل، مؤكداً: "ريال مدريد سيظل دائماً في قلبي ولن أغادره فعلياً".
عن البرازيل، يشير إلى تاريخها الكروي العريق وتأثير لاعبيها في أوروبا، معتبراً أن الفريق يحتاج الآن إلى استعادة أسلوب لعب يجمع بين الجودة والتكتيك، مثل فريق ريال مدريد الذي دربه في الموسم الماضي.
في الحديث عن النجوم الحاليين، أشاد بمبابي وفيينيسيوس، مؤكداً أن الأخير لاعب مميز سيصبح من الأفضل عالمياً بفضل اجتهاده وروحه القتالية.
وختم حديثه بالتأكيد على مرونته التكتيكية مع المنتخب، مشدداً على ضرورة التكيف مع إمكانيات اللاعبين بدلاً من التمسك بأسلوب واحد فقط.