المواهب الصاعدة تقود مستقبل برشلونة وسط خطة تطوير متكاملة

شكّل الاستثمار في المواهب الشابة حجر الأساس في إعادة إحياء برشلونة، وهو نهج ستستمر الإدارة في تبنّيه خلال المرحلة المقبلة، فالطاقة الكبيرة والثقة التي يتمتع بها اللاعبون الصاعدون، عندما تُقترن بخبرة النجوم الكبار، تُشكّل القوة الدافعة وراء مشروع رياضي يخطف الأنظار ويثير الإعجاب عالميًا.
ويؤمن المدير الرياضي ديكو بهذا التوجه، ليس فقط من الجانب الفني، بل أيضًا من الزاوية الاقتصادية، إذ يرى في هؤلاء اللاعبين استثمارات ذات قيمة رياضية وتجارية.
ويأتي هذا النهج مدعومًا بمدرب يملك الجرأة والخبرة مثل هانسي فليك، الذي يضع معيار الأداء فوق كل اعتبار، دون أن يُقيّد قراراته بعمر اللاعبين أو أسمائهم.
في هذا السياق، وبصرف النظر عن اقتراب نيكو ويليامز (22 عامًا) من الانضمام إلى الفريق قادمًا من أتلتيك بلباو، يبدو التوقيع المرتقب مع الجناح السويدي الواعد روني باردجي (19 عامًا) خطوة منطقية.
ومن المتوقع أن تكلّف الصفقة ما بين 2 إلى 3 ملايين يورو تُدفع لنادي كوبنهاغن الدنماركي، ويأتي ذلك بالتزامن مع تألق جناح آخر من النادي نفسه، يان فيرجيلي (18 عامًا)، الذي خطف الأنظار خلال نصف نهائي بطولة أوروبا تحت 19 عامًا، والتي فازت فيها إسبانيا بنتيجة 6-5 على ألمانيا، التي افتقدت نجمها نوح دارفيتش بسبب الإصابة.
وكشف المدير الإداري في برشلونة عن خطة واضحة لتطوير يان فيرجيلي، إلى جانب مواهب أخرى مثل الظهير الأيسر جوفري تورينتس، والمدافع المتعدد الأدوار لاندري فاري، وذلك عبر برنامج بدني متكامل خلال موسم 2025-2026، بهدف تمهيد الطريق أمامهم للانضمام للفريق الأول عند الحاجة، رغم أنهم سيكونون جزءًا من فريق برشلونة أتلتيك الذي ينافس في الدرجة الثانية الإسبانية.
وسيعود فيرجيلي إلى برشلونة في 13 يوليو للمشاركة في استعدادات الفريق الأول للموسم الجديد تحت قيادة فليك.
وكان فيرجيلي قد أبدع في نصف النهائي، حيث سجّل هدف التعادل (5-5) بعد مراوغة مميزة وتسديدة رائعة، كما قدّم تمريرة حاسمة لبابلو غارسيا، نجم ريال بيتيس، الذي سجّل أربعة أهداف في المباراة، وقاد منتخب إسبانيا تحت 19 عامًا إلى نهائي البطولة ضد هولندا، المقرر يوم الخميس في بوخارست.
وشهدت المباراة أيضًا مشاركة كيم جونيينت (18 عامًا) كبديل، حيث صنع هدفًا لغارسيا، وهو لاعب وسط موهوب يتمتع بمهارات فنية عالية وفعالية تهديفية، وكان قد تألق بتسجيل "هاتريك" في الفوز 5-0 على مونتينيغرو بدور المجموعات، في مباراة صنع خلالها فيرجيلي هدفًا له أيضًا، وقد خاض جونيينت تدريبات ما قبل الموسم مع فليك في العام الماضي، ويُتوقع أن يكرر التجربة هذا الصيف.
أما الظهير الأيسر جوفري تورينتس، فيُعتبر من الأسماء التي تعوّل عليها الإدارة بقوة، وقد شارك كبديل في الدقائق الأخيرة ضد ألمانيا، وظهر كظهير عصري بلمسات واعدة.
كما شارك توماس ماركيز (18 عامًا) وسجّل هدفًا بعد دخوله كبديل. في حين كان أليكسيس أولميدو (19 عامًا) وأندريس كوينكا (18 عامًا) اللاعبين الوحيدين الذين بدأوا المباراة كأساسيين.
يُذكر أن كوينكا سبق له أن خاض أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول أمام يونغ بويز، وقد أظهر شخصية قوية ضد ألمانيا، حيث عوّض عن هدف عكسي في الدقيقة 90+8، ليجبر المباراة على الذهاب إلى الوقت الإضافي.