الوداع الأخير لفاسكيز... أسطورة الصمت والعمل الشاق في سانتياغو بيرنابيو

شارك لوكاس فاسكيز في أولى مباريات ريال مدريد بكأس العالم للأندية، حيث لعب 25 دقيقة في مواجهة الهلال، قبل أن يخرج في الدقيقة 65 ليحلّ مكانه ترينت ألكسندر-أرنولد، أحد الصفقات الجديدة التي ضمّها النادي خصيصًا للبطولة.
منذ تلك المباراة، لم يظهر اللاعب الجاليكي، البالغ من العمر 34 عامًا، في أي دقيقة خلال مواجهات باتشوكا، سالزبورغ، أو يوفنتوس.
ومع ذلك، تعامل فاسكيز مع هذا التهميش بنفس الهدوء والاحترافية التي ميّزت مسيرته مع ريال مدريد منذ انضمامه إليه من إسبانيول عام 2015 مقابل مليون يورو فقط.
لم يكن الموسم سهلًا عليه، خاصة بعد إصابة داني كارفاخال، التي أجبرته على العودة إلى مركز الظهير الأيمن، رغم أنه قضى النصف الأول من مسيرته كلاعب جناح.
أعاد لوكاس تأهيل نفسه ليشغل دورًا دفاعيًا، ونجح على مدار عشر سنوات في إثبات نفسه كأحد أعمدة الفريق.
خاض فاسكيز 401 مباراة مع ريال مدريد، وهو سابع أكثر اللاعبين تحقيقًا للفوز في تاريخ النادي، أما من حيث الألقاب، فقد تُوّج بـ23 بطولة، معادلاً أرقام عظماء مثل توني كروس وفرانشيسكو خينتو، ولا يتفوق عليه سوى خمسة لاعبين: مودريتش، كارفاخال، ناتشو، مارسيلو وبنزيمة.
ما يميز لوكاس فاسكيز يتجاوز الأرقام، فهو رمز للالتزام والتفاني.
لاعب حقق حلمه بالوصول إلى قمة الهرم الكروي مع ريال مدريد، وظل دائمًا جاهزًا للمساعدة دون ضجر حين قلّت مشاركاته، أو غرور حين تألّق.
تحمل مسؤوليات كان من المفترض أن تُلقى على كاهل نجوم أكبر منه، وكان حاضرًا في لحظات مصيرية، مثل ركلات الترجيح في ميلانو ومانشستر، وصولًا إلى ظهوره في الديربي الأوروبي الأخير، حتى لو لم يكن الحظ حليفه.
وصول ألكسندر-أرنولد، المُعلن منذ بداية البطولة، لم يُغيّر من موقف فاسكيز، الذي ظل ملتزمًا واحترافيًا كما عهدناه، يقول من يعملون معه داخل النادي: "إنه شخص لا يُعوّض. دائمًا إيجابي، لا يعرف السلبية".
قد لا يحصل فاسكيز على دقائق إضافية في هذه البطولة، ولكن وداعه لريال مدريد بات وشيكًا. وسيحظى بلا شك بوداع يليق بمسيرته الممتازة، لأنه، ببساطة، لم يكن مجرد لاعب... بل كان دائمًا أحد عشّاق ريال مدريد المخلصين.