انخفاض حصيلة حوادث مارك ماركيز إلى النصف في عام 2025

لم يتردد مارك ماركيز، بطل العالم ست مرات في فئة موتو جي بي، في الاعتراف بأن جيناته تجعله يسعى دومًا لبذل أقصى ما لديه في كل مرة ينطلق فيها على الحلبة، هذا الميل الفطري نحو الهجوم الكامل جعله دائمًا من بين أكثر الدراجين عرضة للحوادث خلال المواسم السابقة.
في موسم 2025، تغير كل شيء. ففي عامه الثاني على متن دراجة دوكاتي، والأول مع الفريق المصنعي الرسمي من بورغو بانيغالي، وجد النجم الإسباني توازنًا غير مسبوق.
قبل انطلاق الجولة الخامسة عشرة من البطولة في برشلونة، لم يسجل ماركيز سوى تسع حوادث فقط – أقل من نصف عدد الحوادث التي تعرّض لها في نفس المرحلة من الموسم الماضي (19 حادثة)، عندما كان لا يزال في عامه الأول مع فريق غريسيني على متن دوكاتي.
في موسم 2024، حتى سباق جائزة إميليا رومانيا الكبرى، تصدّر ماركيز قائمة الحوادث بالمشاركة مع المبتدئ آنذاك بيدرو أكوستا. أما الآن، فقد انقلبت الصورة تمامًا، إذ يوجد عشرة دراجين تعرّضوا للسقوط أكثر منه هذا العام.
بين زملائه في دوكاتي، تعرّض كل من أليكس ماركيز وفرانكو موربيديلي لـ14 حادثة، وفيرمين ألديغير لعشر حوادث، بينما كانت أرقام بانيايا (6) ودي جيانانتونيو (3) أقل من مارك، لكنه لا يزال من بين الأكثر اتزانًا في الفريق.
الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن ماركيز أنهى عطلتين أسبوعيتين متتاليتين – في النمسا والمجر – دون أي سقوط. وكان آخر حادث له قد حدث في برنو قبل العطلة الصيفية، خلال التصفيات الثانية، حين خسر فرصة الانطلاق من المركز الأول.
رغم ذلك، عوّض الحادث بالفوز في سباق السرعة، ثم في سباق الجائزة الكبرى في اليوم التالي.
ومع أن بقية الموسم قد تحمل تحديات إضافية، إلا أنه من غير المرجح أن يصل ماركيز إلى عدد الحوادث التي سجلها في 2024 (19 حادثة)، ناهيك عن الرقم الصادم في 2023، حين سقط 29 مرة، وهو الموسم الذي دفعه في النهاية إلى إنهاء عقده مع هوندا مبكرًا.
غير أن التفوق الحقيقي يظهر في أرقام الأداء. فقد حقق ماركيز هذا الموسم عشرة انتصارات مزدوجة (سباق السرعة وسباق الجائزة الكبرى) من أصل 14 عطلة نهاية أسبوع، إلى جانب ثمانية انطلاقات من المركز الأول، و11 مرة من الصف الأمامي، هذا، إضافة إلى تقدّمه بفارق 175 نقطة على أقرب منافسيه – شقيقه أليكس – يؤكد هيمنته كما تؤكدها أرقام الحوادث المنخفضة.
وإذا نجح ماركيز في توسيع الفارق إلى 185 نقطة بعد سباق جائزة كتالونيا الكبرى، فسيكون أمامه فرصة حقيقية لحسم لقب العالم السابع في ميزانو، قبل ست جولات من نهاية الموسم.
في حديثه من المجر، قال ماركيز البالغ من العمر 32 عامًا: "الفريق يعرف الآن تمامًا ما أحتاج إليه، لأننا خضنا العديد من السباقات معًا، وصار التفاهم بيننا أفضل بكثير."**
وأضاف "كنت قويًا منذ البداية، وأشعر بأنني أندمج مع الدراجة بسلاسة – وهذا أمر لا يمكن إنكاره".
وفي تعليقه على التغيير الملحوظ في ماركيز، قال أحد المخضرمين في هوندا لموقع Motorsport.com: "من عرف مارك عن قرب، كان يدرك أنه سيصبح أكثر استقرارًا بعد العطلة الصيفية مقارنة بالنصف الأول من الموسم".
وأوضح المصدر "لطالما كان مارك يعتقد أنه ليس بذاك التفوق، رغم أدائه المذهل. الآن، بعد أن اقتنع بقدراته الحقيقية، بات أكثر هدوءًا واتزانًا. وعندما تراه يتسابق، تدرك أنه يملك هامش أمان واسعًا، ولا يقود على الحافة كما في السابق".
اليوم، من شككوا بقدرته على الفوز حين امتلك الدراجة الأفضل، ربما أدركوا أخيرًا ما كان مارك ماركيز قادرًا على فعله... والنتائج تتحدث.