انسحاب كاريني من باريس 2024: الألم والضغوط النفسية وراء القرار

كشفت الملاكمة الأولمبية الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت من نزالها أمام إيمان خليف خلال باريس 2024، أن الإساءة التي تلقتها دمرت مسيرتها المهنية، واصفة الأمر بأنه "جرح ملتهب ينزف ويؤلم".
انسحبت كاريني، البالغة من العمر 26 عامًا، بعد 46 ثانية فقط من بداية النزال بعدما تعرضت لضربتين قويتين على الرأس، مما دفعها إلى الاستسلام بشكل دراماتيكي حفاظًا على حياتها.
وبينما كانت الدموع تنهمر منها داخل الحلبة وفي المنطقة المختلطة، اعترفت كاريني المتعبة بأنها اضطرت إلى "حماية حياتها"، مؤكدة أنها لم تتلقَ لكمة مثل تلك التي وجهتها لها خليف، وأن الألم كان شديدًا لدرجة جعلت الاستمرار في القتال أمرًا مستحيلًا.
أثار انسحابها جدلًا واسعًا حول موضوع جنس اللاعبين، وهو النقاش الذي سيطر على دورة الألعاب الأولمبية الصيف الماضي. فقد تم استبعاد الملاكمين الجزائري إيمان خليف والتايوانية ولين يو تينغ من بطولة العالم للملاكمة في 2023 بعد فشلهم المزعوم في اختبارات تحديد الجنس. ومع ذلك، سمحت لهم اللجنة الأولمبية الدولية بالمشاركة في الأولمبياد وفقًا لقواعد الأهلية الجنسية، وتمكنوا من الفوز بالميداليات الذهبية.
بعد عام من تلك الحادثة في باريس، تحدثت كاريني عن المعاملة السيئة التي تعرضت لها، شاركة لقطات من الرسائل المسيئة التي وصلتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفت بـ"الجبانة" و"عار فريق إيطاليا"، وطُلب منها عدم المشاركة في الأولمبياد مرة أخرى.
وقالت كاريني بصوت مليء بالعاطفة: "هل تساءلتم يومًا كم هو مؤلم أن تواجه كلمات كهذه؟ ما الذي اضطررت لتحمله يومًا بعد يوم؟ ما الذي اضطررت لمواجهته في صمتي، حفاظًا على صحتي النفسية، أمام شبكة اجتماعية غير واعية وأشخاص يتحدثون بلا تفكير؟ بالنسبة لهم مجرد كلمات، لكن بالنسبة لي، هو جرح عميق لا يلتئم".
وأضافت "ذلك الماضي الذي طبع حياتي وترك جراحًا أحاول شفاءها يومًا بعد يوم، لكنه جرح ملتهب ينزف ويؤلم. ذلك الماضي دمر مسيرتي المهنية التي بُنيت سنوات طويلة من التضحيات والتفاني والعاطفة، هذه المهنة التي يتم التقليل من شأنها والاستخفاف بها من قِبل من يفضلون الضحك على حساب الألم".
واعترفت كاريني بأنها اضطرت إلى الابتعاد عن الأضواء وإعادة بناء نفسها بين أفراد عائلتها.
في ديسمبر الماضي، عادت إلى الحلبة وفازت بثلاث مباريات متتالية لتتوج بطلة إيطاليا للمرة الثامنة. ثم توجت بالميدالية الذهبية في كأس العالم للملاكمة في بولندا في مايو الماضي.
وحثت كاريني كل من يوجهون الإساءات عبر الإنترنت على التفكير جيدًا في كلماتهم وأفعالهم التي "قد تؤذي وتدمر شخصًا ما".
وقالت: "رغم كل خيبة الأمل، عدت إلى الحلبة وأكدت نفسي كبطلة إيطالية، وحصدت ميداليات من بطولات دولية مهمة. العودة لم تكن سهلة، وكلماتي لن تغير العالم ولن تجعل الناس أكثر لطفًا، لكنها دعوة للتأمل. فالكلمة أو الإشارة قد تجرح الإنسان وتدمره".