برشلونة... أول نصف نهائي بدون ميسي

يصعب الحديث عن تاريخ برشلونة دون التوقف عند نقطة فاصلة: ما قبل ميسي وما بعده. فخلال الـ125 عامًا من عمر النادي، كانت فترة وجود النجم الأرجنتيني هي الأزهى، والأكثر إشراقًا في تاريخه الأوروبي.
قبل بزوغ نجم ميسي، لم يظهر برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سوى 8 مرات فقط.
وبالطبع، فإن نظام البطولة حتى عام 1992 كان يقتصر على أبطال الدوريات فقط، ما جعل الحضور القاري أقل انتظامًا، لكن منذ اعتماد النظام الجديد، لم يغب برشلونة عن البطولة، ورغم ذلك، لم يكن من رواد الوصول الدائم إلى المراحل الحاسمة.
بين عامي 2007 و2018، وخلال الفترة الذهبية لميسي، خاض برشلونة 8 نسخ من نصف النهائي في 11 موسمًا، تحت قيادة فنية تنوعت بين فرانك ريكارد، بيب غوارديولا، تيتو فيلانوفا، لويس إنريكي، وإرنستو فالفيردي.
المجد الأوروبي... والخيبات القاسية
ذلك الجيل صنع لحظات خالدة في الذاكرة الكتالونية: هدف إنييستا الشهير في ستامفورد بريدج (2009)، وثنائية ميسي في البرنابيو (2011)، ثم السقوط المذهل لبواتينغ أمام بايرن (2015). كانت سنوات هيمنة أوروبية توّجها النادي بثلاثة ألقاب لدوري الأبطال.
لكن في المقابل، لم تخلُ الطريق من النكسات المؤلمة: ركلة جزاء أولد ترافورد، صدمة إنتر مورينيو، هدف توريس في كامب نو، الخسارة أمام بايرن في ظل مرض تيتو، والانهيار في أنفيلد.
كلها محطات من الإخفاق في نصف النهائي طغت على بعض الإنجازات، وأبقت الغصّة في حلق الجماهير.
فالفيردي كان قاب قوسين من تحقيق الثلاثية، لولا هدف أوريجي في ليفربول.
حقبة ما بعد ميسي... أمل يتجدد
اليوم، وبعد رحيل ميسي، عاد برشلونة إلى نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ غيابه، إنه إنجاز كبير يجب الاحتفاء به، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي أعقبت وداع ميسي، على المستويين الفني والنفسي.
وفي الموسم الماضي، نجح الفريق أيضًا في حصد أول لقب دوري بدون "البرغوث"، وهو دليل على بداية تعافٍ حقيقي.
كثيرًا ما تم الترويج لمرحلة "ما بعد ميسي" على أنها بداية جديدة، لكنها لم تكن كذلك فعلاً، أما الآن، يبدو أن برشلونة بدأ فعلاً كتابة فصل جديد... هذه المرة دون أن يكون في ظله.