برشلونة يواجه وفرة في خط الوسط... وكاسادو في دائرة الاحتمالات

يعاني نادي برشلونة من وفرة في لاعبي خط الوسط، وليس من نقص أو ضعف في الجودة، فريق هانسي فليك يضم مجموعة مميزة من لاعبي هذا المركز، ما يخلق تحديًا فنيًا يتعلق بتوزيع الأدوار، خصوصًا أن التشكيلة الأساسية تعتمد غالبًا على ثلاثة لاعبين فقط: لاعب ارتكاز، ولاعب وسط بميل دفاعي، وصانع ألعاب خلف المهاجم.
في هذا السياق، يبرز اسم مارك كاسادو كأحد الأسماء المحتملة للرحيل، رغم قيمته الفنية ومكانته داخل النادي، فعدد اللاعبين المتاحين في مركزه يفتح باب التساؤلات حول إمكانية استمراره.
خلال الموسم الماضي، نال كاسادو، البالغ من العمر 21 عامًا، ثقة فليك بعدما غاب كل من مارك بيرنال وفرينكي دي يونغ بسبب الإصابات.
وقدّم اللاعب الكتالوني أداءً مميزًا كلاعب ارتكاز، لدرجة أنه استُدعي إلى المنتخب الإسباني.
مع عودة دي يونغ إلى التشكيلة تدريجيًا بعد تعافيه، وتعرّض كاسادو نفسه لإصابة في الركبة في نهاية الموسم، تراجع دوره نسبيًا.
واليوم، يجد نفسه وسط منافسة شرسة مع أربعة لاعبين على مركز واحد: هو، وفرينكي دي يونغ، وجافي، وبيرنال، الذي يقترب من الجاهزية الكاملة.
مواقف مختلفة داخل النادي
تتباين الآراء داخل النادي حول مستقبل كاسادو. فبينما لا يُمانع بعض المسؤولين الرياضيين رحيله إذا جاء عرض مناسب وطلب اللاعب المغادرة، فإن مجلس الإدارة يُقدّر اللاعب كثيرًا، ليس فقط لمستواه الفني، بل لهويته الكتالونية وانتمائه العاطفي للنادي، إذ نشأ كمشجع لبرشلونة منذ صغره.
ويُعد كاسادو أحد العناصر التي تعزز أجواء الانسجام داخل غرفة الملابس، وهي سمة يراها فليك ضرورية لتحقيق النجاح، فالعلاقات الجيدة بين اللاعبين الذين تربطهم صداقة منذ الفئات السنية تخلق بيئة مستقرة وتقلل من احتمالات التوتر داخل الفريق.
من منظور إداري، تبدو الحقيقة واضحة: عدد اللاعبين في مركز الارتكاز يفوق الحاجة، ولن يتمكن الجميع من اللعب بانتظام، وإذا طلب كاسادو الرحيل وقدم نادٍ عرضًا مناسبًا، فإن الإدارة الرياضية لن تعارض، في حين يُبدي الرئيس خوان لابورتا بعض التحفظات، خاصة أنه يُولي أهمية كبرى لهوية النادي وتكوينه المحلي.
حتى الآن، لم يُبدِ كاسادو أي رغبة في الرحيل، وهو يتعامل باحترافية كاملة كغيره من زملائه.
ومع اقتراب انطلاق الموسم، سيُحدد مدى مشاركته في المباريات المقبلة ما إذا كان سيقبل بدور ثانوي أو سيبحث عن فرصة جديدة خارج أسوار "كامب نو"، فمستقبله سيعتمد إلى حد كبير على رؤية فليك واستخدامه له.