بعد الهزائم المتتالية: هل يستطيع باكس تجاوز أزمته؟
بينما يقف يانيس أنتيتوكونمبو متأملاً بحيرة ميشيغان، يبدو كأنه يتعرف عليها مجدداً، تلك اللحظة التي شهدت تتويجه ببطولة الدوري عام 2021 أصبحت ذكرى بعيدة طوتها دراما المواسم الأخيرة، خاصة مع خروجه المبكر من التصفيات في 2023 و2024.
الرجل الذي قاد فريق ميلووكي باكس إلى القمة، يبدو اليوم وكأنه يعيش على أطراف حقبته الذهبية.
في حوار مع سام أميك من صحيفة "The Athletic"، قال أنتيتوكونمبو بنبرة واقعية: "إذا لم نفز بالبطولة، فقد أُنقل إلى فريق آخر، هذا هو واقع عالم الرياضة الذي نعيش فيه".
وأضاف "هذه هي طبيعة عملنا، إذا لم تحقق النجاح، يمكن أن تجد نفسك خارج الفريق، وهذا ما يحدث للاعبين وللأجهزة الفنية على حد سواء، إذا لم تقدم ما هو مطلوب، فأنت خارج اللعبة".
أنتيتوكونمبو، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب مرتين، لم ينسَ دروس الماضي وواقع المحترفين في الدوري.
رغم أن فريق باكس، الذي ارتبط اسمه بأنتيتوكونمبو مدى الحياة، لم يقرر بعد هدم المشروع الذي أهداه بطولة الدوري في 2021، إلا أن الإخفاقات المتتالية تعمق الانقسامات وتثير الشكوك حول قدرة الفريق على المنافسة مستقبلًا.
خروج الفريق مرتين متتاليتين من الدور الأول زاد من الإحباط، خاصة بعد خسارته في نصف نهائي المؤتمر الشرقي عام 2022، حيث بدا الفريق فاقداً للصلابة الدفاعية التي اشتهر بها.
الفريق يواجه تحديات متعددة، منها تقدم نجومه في السن. بروك لوبيز أصبح في السادسة والثلاثين، وكريس ميدلتون في الثالثة والثلاثين، فيما سيبلغ أنتيتوكونمبو وبوبي بورتيس الثلاثين هذا الموسم.
رغم أنهم لا يزالون في أوج عطائهم، إلا أن التكلفة المالية للفريق تتصاعد لتصل إلى 193 مليون دولار، مما يجعله واحداً من أغلى الفرق في الدوري. وإذا لم تُحقق النتائج المطلوبة، فسيكون من الصعب تبرير تلك التكلفة.
رغم التحديات، يظل الأمل قائماً في ميلووكي بفضل استقدام داميان ليلارد، الذي يعوّل عليه الفريق لتعويض غياب الصلابة الدفاعية بعد رحيل جرو هوليداي، لكن هناك شكوك أيضًا حول ليلارد، خاصة بعد تعرضه لإصابات جسدية في المواسم الأخيرة.
كما أن مصداقية المدرب أدريان جريفين، الذي أصبح ثالث مدرب للفريق خلال عامين بعد مايك بودنهولزر، موضع تساؤل.
أشار أنتيتوكونمبو إلى أن "التحدي الأكبر لي هذا العام هو الحفاظ على صحتي".
وأضاف "أريد أن أكون في أفضل حالاتي في التصفيات وأتجاوز الدور الأول، كل عام مهم بالنسبة لي، لأنني في يوم من الأيام سأصل إلى سن الـ35 أو الـ36، وسأقول لنفسي: 'لقد انتهت ذروة مسيرتي ولم أحقق ما يكفي'."
كشف أنتيتوكونمبو عن أن فاسيليس سبانوليس، أسطورة كرة السلة اليونانية، كان له تأثير كبير في تغيير نظرته للأمور، حيث كان يضغط عليه ليكون أكثر طموحاً مع المنتخب اليوناني في الألعاب الأولمبية.
وأوضح "كان سبانوليس يضغط علي باستمرار، يقول لي: 'عليك أن تقدم المزيد. عندما كان عمري 29 عاماً، كنت أفضل لاعب في أوروبا، ماذا تفعل أنت؟'. هذه الكلمات تجعلك تفكر وتقول: 'انتظروا، سأريكم ما أستطيع فعله'."
بالإضافة إلى ذلك، يعول باكس على ليلارد، الذي أبدى استعداده للقتال مع الفريق قائلاً: "أشعر بحالة جيدة الآن"، ورغم ابتعاده عن عائلته، إلا أن ليلارد يعبر عن سلامه الداخلي ويقول: "عندما تأتي الأوقات الصعبة، أدرك أن هناك من يعاني أكثر مني، هناك من لا يستطيع رؤية عائلته أو أطفاله بسبب ظروف أسوأ بكثير".
على صعيد آخر، أكد ليلارد أهمية بناء علاقة متناغمة مع أنتيتوكونمبو على أرض الملعب "علينا أن نتكيف مع لعب كل منا بجانب الآخر، لقد قضينا موسماً معاً، وفي الموسم الثاني سنشعر براحة أكبر، أعرف المدرب وزملائي، وأعرف يانيس بشكل أفضل الآن."
تمديد أنتيتوكونمبو لعقده حتى 2027، مع خيار إضافي للبقاء حتى 2028 مقابل 223 مليون دولار، يعكس رغبته في الاستمرار مع الفريق، لكن مستقبل ميلووكي باكس، ورحلة أنتيتوكونمبو مع الفريق، مرتبطان بما سيحدث في المواسم المقبلة، الوقت ليس في صالح الفريق، واليوناني المتأمل يبدو مستعدًا للقبول بما يخبئه له القدر.