بول كريج: المعلم الذي تحول إلى أسطورة فنون القتال المختلطة في المملكة المتحدة

لم يكن بول كريج، المعلم المتواضع السابق في مدرسة كلايد فالي الثانوية، يطمح أبدًا لأن يصبح أسطورة في عالم فنون القتال المختلطة في المملكة المتحدة، ولكن هذا هو الإرث الذي يتركه الاسكتلندي بعد اعتزاله المؤثر والمليء بالعواطف، عقب نهاية الأسبوع الماضي.
وضع "The Bearjew" قفازاته على القماش للمرة الأخيرة، بعد خسارته بالضربة القاضية الفنية في الجولة الأولى أمام مواطنه البريطاني موديستاس بوكاوسكاس في بطولة UFC باريس.
كانت تلك اللحظة بمثابة تسليم الشعلة، تجسدت بوضوح في العناق الذي جمع بينهما مباشرة بعد توقف المباراة.
كان كريج، البالغ من العمر 37 عامًا، غارقًا في المشاعر حين ودع رياضة قضاها تقريبا عقدًا من الزمن على أعلى المستويات.
ومن يلومه؟ فقد شهدت مسيرته تقلبات حادة، لكنه صمد وناضل حتى النهاية.
خاض كريج 21 نزالًا، حقق خلالها 9 انتصارات، وحصل على 8 مكافآت "أداء الليلة" — وهو ثالث أعلى رقم في تاريخ UFC — بالإضافة إلى 6 انتصارات عن طريق الإخضاع، هذه فقط بعض من الإحصائيات التي يودع بها كريج بطولة UFC.
لم يكن جدول مواجهات كريج سهلاً أبدًا؛ فقد تحدى خصومه في فئتي الوزن المتوسط والخفيف الثقيل، وفي النهاية، لم يحالفه الحظ في الفوز بلقب أي من الفئتين، رغم وصوله إلى المرتبة السابعة عالميًا في وزن 205 رطل.
كريج يملك سببًا كبيرًا ليرفع رأسه عاليًا، فقد حقق مسيرة مهنية لا يمكن لأي مقاتل ناشئ أن يحلم بها، وقد منحنا لحظات لا تُنسى ستظل حية في ذاكرة عشاق فنون القتال المختلطة في المملكة المتحدة والعالم.
من يستطيع نسيان إخضاعه في اللحظات الأخيرة للبطل الحالي للوزن الخفيف الثقيل ماغوميد أنكالاييف في بطولة UFC لندن في مارس 2018؟
أو الإخضاع الوحشي لذراعه اليمنى ضد البطل السابق جاماهل هيل في UFC 263 يونيو 2021؟
ولا ننسى فوزه على عضو قاعة المشاهير ماوريكو "شوجون" روا، رغم تواضع كريج في الحديث عن هذا الإنجاز.
وأحد أعظم الأدلة على شخصيته ظهر بعد فوزه الحاسم على أندريه مونيز في UFC لندن يوليو 2023، الذي أنقذ عقده، وسط فرحة الانتصار، استخدم كريج ميكروفون ما بعد النزال لتكريم الراحل توم هيفرنان، أحد أشد أنصار فنون القتال المختلطة في اسكتلندا.
كان لدى كريج موهبة فريدة في خلق لحظات "يا إلهي!"، خاصة عندما كان ظهره إلى الحائط ومسيرته على المحك، وانتصاراته على أنكالاييف ومونيز، التي جاءت بعد خسائر متتالية، خير دليل على ذلك.
هذه اللحظات — وليس الهزيمة الأخيرة — هي ما سيظل في ذهن محبي القتال في المملكة المتحدة لسنوات قادمة عند ذكر اسم بول كريج.
كما كانت شدته وفخره الاسكتلندي واضحة في كل مواجهة يخوضها، وهذا الفخر هو ما يمكن لكريج أن يحتفظ به وهو يتأمل في مسيرته المشرقة كمقاتل في فنون القتال المختلطة وبطولة UFC.