بياستري لم يعد نفسه منذ حادثة مونزا؟

لم يعد أوسكار بياستري السائق نفسه منذ مونزا، عندما اضطر للسماح للاندو نوريس بالعودة بعد توقفه البطيء في منطقة الصيانة، فهل راود أوسكار فكرة تفضيل مكلارين نوريس عليه؟.

بحسب بي بي سي، فإنه من المفيد الإجابة على هذا السؤال على نطاق واسع، لأنه موضوع مهم يبدو أنه اكتسب زخمًا في أذهان بعض المعجبين.

وسبق لبياستري أن تناول مسألة المحاباة هذه. ففي أوستن، سُئل مباشرةً عمّا إذا كان سعيدًا بعدم وجود أي محاباة في الفريق، فأجاب: "أنا سعيد جدًا لعدم وجود محاباة أو تحيز".

كما تطرق زاك براون، الرئيس التنفيذي لشركة ماكلارين ريسينغ، إلى هذه المسألة. ففي مقابلة مع بي بي سي سبورت في أوستن، قال: "هذا هراء".

وبعد ذلك، تناول براون تفاصيل السباقين اللذين يبدو أنهما أديا إلى أن تصبح هذه القضية قضية ملحة - المجر وإيطاليا .

وأقر قائلاً "أنت على حق، يبدو أن الحوادث القليلة التي حدثت مؤخرًا كانت في صالح لاندو".

ولكنه أوضح أيضًا لماذا لم تكن تلك السباقات أمثلة على المحسوبية المتعمدة.

وقال براون إن سباق الجائزة الكبرى المجري، حيث تغلب نوريس على بياستري من خلال التحول إلى استراتيجية التوقف الواحد بعد تراجعه إلى المركز الخامس في اللفة الأولى، كان "مقامرة مجانية، بسبب الطريقة التي سار بها السباق".

وفي ذلك الوقت، لم يعتقد هو ولا مدير الفريق أندريا ستيلا أن الأمر سينجح على حائط الحفرة.

وقال براون "أتمنى أن يكون برنامج [Drive to Survive] على نيتفليكس هنا الآن، لأنك ستسمع المحادثة الدائرة في الملعب".

وأوضح "كنتُ أنا وأندريا نقول: هذا لن ينجح، لكن لاندو قاد ببراعة. ولو كان هذا المسار أي مسار آخر يسهل فيه التجاوز، لما كان لينجح، أليس كذلك؟ كان مجرد مسار لا يُمكن تجاوزه".

وعن سباق مونزا، حيث أمر مكلارين بياستري بالتنازل عن المركز الثاني لصالح نوريس، الذي فقده بعد مزيج من عكس متعمد لترتيب التوقف في منطقة الصيانة ثم التوقف البطيء في منطقة الصيانة في وقت متأخر من السباق، قال براون إن ذلك "كان تمامًا كما حدث في المجر في العام السابق"، حيث تنازل نوريس عن الفوز لصالح بياستري.

وأضاف "إذا كانت السيارة الرائدة مستعدة للتضحية بحقوقها في الاتصال الأول لمساعدة زميلها في الفريق، الذي يعد في الواقع منافسه الأول في البطولة، فهذا عمل جماعي رائع".

وتابع "فعلنا ذلك لحماية أوسكار، وهو ما كان في الواقع على حساب لاندو في سباقٍ محتدم. ثم واجهنا مشكلة توقف الصيانة".

وأردف "يعتقد الجميع أننا قلبنا الترتيب بسبب توقف الصيانة. في الواقع، لا علاقة لذلك بالأمر. لذا، يصبح التحدي هو عدم قدرتك على شرح كل شيء طوال الوقت، فيتسرع الناس في الاستنتاجات".

وأوضح "لذا فإنني أفهم كيف يبدو الأمر من الخارج، ولكن هذا ليس ما يحدث في الداخل، ونحن نحاول جاهدين أن نمنحهم فرصة متساوية ونسمح لهم بالتسابق بقوة".

وواصل "أتمنى أن يدرك الجميع ذلك أكثر. لكنني توصلت إلى استنتاج مفاده أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من المشجعين ومشاهدات كثيرة جدًا، وأن علينا فقط أن نكون مرتاحين لكيفية سير السباقات داخل مكلارين، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا".

أما بالنسبة لأداء بياستري، فالأمر ليس بهذه البساطة، كانت عطلة نهاية الأسبوع سيئة بالنسبة له في باكو ، حيث تعرض لثلاث حوادث وتسرع في الانطلاق. واجه سائقا مكلارين صعوبة هناك، ورغم أن بياستري بدا أقل راحة من نوريس، إلا أنه لم يكن أبطأ بكثير.

وفي سنغافورة، تأهل بياستري متقدما بمركزين، قبل الحادث الذي وقع في المنعطف الأول، والذي تسبب في تعرض نوريس لعقوبات غير محددة في أوستن.

وصحيح أن بياستري كان بعيدًا عن مستواه في أوستن والمكسيك. ويقول بياستري وفريقه إن ذلك يعود إلى ضرورة قيادة السيارة بشكل مختلف في ظل الظروف الخاصة هناك.

وقال ستيلا إنه في مراجعة ما بعد التصفيات في المكسيك "استخرجنا بعض المعلومات المهمة فيما يتعلق بكيفية قيادة السيارة في ظل ظروف القبضة المنخفضة الخاصة التي نواجهها هنا في المكسيك، على غرار أوستن".

وأضاف "يبدو أنه في هذا النظام، عليك قيادة السيارة بطريقة تتكيف مع انزلاقها المتكرر وقدرتها على الانزلاق وتحقيق زمن لفة. وهذه ليست بالضرورة الطريقة التي يشعر بها أوسكار بطبيعته بأنه يحقق زمن لفة".

وتابع "لذا، حددنا بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها بالسيارة وبعض الأشياء التي يمكنه القيام بها أثناء القيادة."

وقال بياستري "لقد كانت تجربة تعليمية بكل تأكيد. لسبب ما، تطلبت عطلتا نهاية الأسبوع الماضيتان أسلوب قيادة مختلفًا تمامًا".

وأضاف "كنتُ بحاجةٍ إلى شيءٍ مختلفٍ تمامًا خلال عطلتي نهاية الأسبوع الماضيتين عمّا كان ناجحًا معي في آخر 19 سباقًا. كان استيعاب السبب صعبًا بعض الشيء".